سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على مساعي أوكرانيا لبسط سيطرتها على منطقة (كورسك) الروسية من خلال شن هجوم مباغت لتحقيق تقدم ملموس في المواجهات بين الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية قامت أمس الأحد بشن هجوم مفاجئ على منطقة (كورسك) موضحة أن الهجوم يأتي قبل أيام من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري، وكذلك قبل بدء مفاوضات السلام مع الجانب الروسي التي من المتوقع أن يقترحها ترامب لإنهاء الصراع بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأضاف المقال أن الصور الملتقطة للمنطقة تشير إلى تقدم طوابير من القوات الأوكرانية وسط أراضي يكسوها الجليد نحو قرية (بولشي سولداسوكي) التي تقع شمال شرق مدينة (سودجي) التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وفي الوقت نفسه يؤكد مسؤولون في أوكرانيا أن قواتهم بدأت عملية كبيرة في (كورسك) وأن هناك مواجهات عنيفة تدور في الوقت الحالي مع القوات الروسية.
ولفت المقال إلى أن القوات الأوكرانية كانت قد شنت منذ ستة أشهر عملية عسكرية داخل الأراضي الروسية، حيث تمكنت خلالها من السيطرة على منطقة (كورسك) الحدودية، في سابقة هي الأولى من نوعها التي تنفذ فيها القوات الأوكرانية عملية داخل الأراضي الروسية.
ومنذ ذلك الحين تسعى القوات الروسية لطرد القوات الأوكرانية من المنطقة، حيث تمكنت من استعادة ما يقرب من 40% من الأراضي التي استولت عليها القوات الأوكرانية حتى الآن، إلا أنها لم تتمكن من بسط سيطرتها بالكامل على المنطقة.
وأشار إلى أنه حتى الآن ليس هناك أية مؤشرات تلوح في الأفق حول رغبة (موسكو) لوقف القتال، حيث أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مطالب روسيا لإنهاء الحرب واضحة ولم تتغير، وهي الحفاظ على المناطق الأربعة التي ضمتها موسكو للأراضي الروسية عام 2022 بما فيها مدينتي (زابورجيا) و(خيرسون) إلى جانب مناطق أخرى ما زالت خاضعة لسيطرة الجانب الأوكراني.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس الروسي يعول على حقيقة مهمة، وهي أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستوقف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا؛ مما يمكن موسكو من تحقيق المزيد من المكاسب العسكرية.
وأشار المقال - في الختام - إلى أن تلك التطورات تأتي في وقت تحقق فيه القوات الروسية بالفعل تقدما ملموسا داخل أوكرانيا، حيث تمكنت من السيطرة على عدة قرى في جنوب غربي البلاد خلال اليومين الماضيين.