شهدت منطقة مصر الجديدة حادثة مأساوية، حيث عُثر على جثتي زوجين داخل شقتهما في حالة تعفن رمّي.
الحادث أثار صدمة واسعة، وكشفت التحريات عن تفاصيل مريرة لحياة الزوجين التي انتهت بجريمة قتل وانتحار، وسط ظروف معقدة شملت إدمان المخدرات والخلافات الزوجية المستمرة.
بلاغ وإجراءات أولية
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا بالعثور على جثتي زوج وزوجته داخل شقتهما في منطقة مصر الجديدة.
على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، حيث تبين وجود الجثتين في حالة تعفن رمّي.
تم نقل الجثمانين إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بتشريحهما لتحديد توقيت وأسباب الوفاة.
أظهرت المعاينة الأولية أن الزوج، هيثم (في العقد الرابع من العمر)، قام بخنق زوجته، ياسمين (في الثلاثينيات)، قبل أن ينهي حياته شنقًا.
وأكدت المعاينة سلامة الأبواب والنوافذ، مع عدم وجود آثار لاقتحام أو دخول طرف ثالث، وهو ما أكدته كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار.
الخلافات الزوجية والمخدرات
أشارت التحريات إلى أن الزوج كان يعاني من إدمان مخدر الآيس، الذي تسبب في تدهور علاقته بزوجته.
ووفقًا لشهادات الجيران، استمرت الخلافات بينهما لسنوات، وازدادت حدتها في الفترة الأخيرة.
كانت ياسمين، التي تحمل جنسية عربية، قد عادت إلى مصر بعد فترة من الإقامة خارج البلاد، لكن الحياة الزوجية لم تستقر بسبب سلوك الزوج وإدمانه.
قال الجيران إن الزوج كان دائم التشاجر مع زوجته ويستخدم ألفاظًا مسيئة، في حين وصفوا ياسمين بأنها زوجة مثالية.
قبل وقوع الجريمة بـ99 يومًا، نشر الزوج مقطع فيديو عبر "فيسبوك" مدته دقيقتان و38 ثانية، قدم فيه اعتذاره لزوجته قائلًا: "أنا بعتذر لمراتي ياسمين على الألفاظ اللي صدرت مني. أنا اتهمتها في شرفها وهي كانت زوجة مثالية."
الكشف عن اللحظات الأخيرة
التحريات كشفت أن مشادة نشبت بين الزوجين داخل الشقة، تحت تأثير المخدرات، مما دفع الزوج إلى خنق زوجته.
بعد أن أدرك ما فعله، جلس بجوار جثتها لفترة قصيرة قبل أن يشنق نفسه مستخدمًا مشنقة صنعها داخل الشقة.
جرى نقل الجثمانين إلى المشرحة، وأكدت السفارة العربية التي تنتمي إليها الزوجة استلام جثمانها لدفنه في بلدها الأم.
من جهتها، تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث، وسط متابعة للتقارير الطبية الشرعية وتحليل ملابسات الجريمة.