الأربعاء 8 يناير 2025

مقالات

صالون الشباب 35.. بين الاستلهام وتجاوز الآفاق

  • 7-1-2025 | 13:40
طباعة

شهد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، انطلاق فعاليات الدورة الـ35 لصالون الشباب، الحدث السنوي الأبرز الذي ينظمه قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، وذلك في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، جاء الصالون هذا العام تحت شعار "استلهام"، وافتُتح بحضور كوكبة من الفنانين والمثقفين، من بينهم الدكتور أشرف العزازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والفنان عمر طوسون، القوميسير العام للمعرض، والفنان التشكيلي الدكتور صلاح المليجي، والدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون.

وأشاد وزير الثقافة بقيمة الأعمال المشاركة بصالون الشباب هذا العام، واصفًا إياه بـ"المنصة الإبداعية الرائدة" التي تعكس روح الشباب المصري وتفتح لهم آفاقًا فنية جديدة. وأكد أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم الفنانين الشباب، مشيرًا إلى أن هؤلاء المبدعين هم الذين سيحملون راية الثقافة المصرية مستقبلاً. وأوضح الوزير أن الصالون يمثل فرصة لاكتشاف مواهب واعدة تضع بصمتها في مجالات الفن التشكيلي المختلفة، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.

الفائزون بجوائز صالون الشباب

 في دورته الخامسة و الثلاثين 

من جهته، أوضح الدكتور وليد قانوش أن صالون الشباب هذا العام يبحث عن الإلهام والتجديد، موضحًا أن دورات الصالون السابقة شهدت بروز العديد من الفنانين الذين أصبحوا الآن من أعلام الفن التشكيلي المصري، وأعرب عن تطلعه لاكتشاف مواهب جديدة تحمل أفكارًا وابتكارات تساهم في تطوير المشهد الفني.وتفقد وزير الثقافة الأعمال الفنية المشاركة، وأشاد بالأعمال الفائزة والتي جاءت كالتالي:

الجائزة الكبرى وقيمتها 50,000 جنيه: مناصفة بين محمد أحمد عبدالعال "تصوير" ومنة الله مسعد "نحت"، كما تضمنت قائمة جوائز الصالون: "8 جوائز قيمة كل جائزة 30,000 جنيه"، حيث فاز بجائزة مجال التصوير الفنانة أميرة أيوب، والفنان أحمد مجدي، وقسمت جائزة مجال النحت بين الفنانين ريهام محمد علي، هاجر محمد حلمي، مصطفى بكر. وجاءت جائزة مجال الرسم مناصفة بين الفنانين صابر جمال صابر وراندة مجدي، وفاز بجائزة مجال الخزف الفنان معاذ الدماطي، فيما جاءت جائزة مجال الجرافيك مناصفة بين الفنانين محمد القللي وبسملة محمد سيد. ومجال التجهيز في الفراغ والأداء الحركي: مناصفة بين الفنانتين هايدي نائل وندى ماهر. ومجال الفنون الرقمية: مناصفة بين الفنانين أندراوس مجدي ومصطفى عامر. وجاءت جائزة النقاد مقسمة بين بجاد عصام "تصوير"، محمد علاء "فوتوغرافيا"، موسى محمد موسى "حفر".

أما جائزة الصالون التشجيعية والتي تضم 3 جوائز قيمة كل جائزة 10,000 جنيه: فكانت من نصيب كل من فرح سيد "تصوير"، حبيبة حاتم "خزف"، أمنية أشرف "تفاعلي".

فيما فاز بجوائز الاقتناء لمتحف الفن المصري الحديث: آلاء أحمد "رسم"، رحمة محمد "تصوير"، محمود سامي "تصوير"، عبدالرحمن محمد "حفر"، عائشة محمد "تصوير"، أحمد عمرو "تصوير".

كما قدمت جاليريهات (مصر – ضي – بيكاسو – الزمالك – ديمي – أرت توكس – سماح – موشن) جوائز اقتناء تشجيعية خاصة، فضلاً عن جوائز اقتناء مقدمة من متحف هندية للفنون من المملكة الأردنية.

يُعد صالون الشباب أحد أهم الفعاليات الفنية التي تسلط الضوء على إبداعات الشباب المصري، ويشارك في الدورة الحالية 238 فنانًا شابًا في مجالات متعددة تشمل التصوير، النحت، الرسم، الحفر، الخزف، الفنون الرقمية، التجهيز في الفراغ، والأداء الحركي.

بدايات  صالون الشباب 

ظهر في أوائل التسعينيات من القرن العشرين التحول الثالث في الحركة الفنية المصرية وذلك بعد إقامة المعرض السنوي الأول للشباب في مصر "صالون الشباب المصري" الذي أسس في عام 1989 والذي كان من أحد مشروعات الدولة الفنية لتطوير وتشجيع حركة الشباب؛ للانطلاق نحو آفاق التعبير، و لقد كانت تلك الحقبة تمثل نوعاً من التغير في شكل المجتمع المصري منذ أوائل التسعينيات وخاصة في الخمس سنوات الأخيرة فيه حيث وضحت معالم هذا التغير في مختلف المجالات وقتها في  التنمية الاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية وكذلك في برامج الاقتصاد وحركة السوق المحلي وكذلك تدعيم وتطوير التوجهات العلمية. كما ساهم التطور التكنولوجي في وسائل الإعلام والاتصالات على مستوي العالم .

التغيرات الاجتماعية تصنع شكلها 

إن التغيرات الاجتماعية تتشكل في صور وتجليات هذه التجليات تتمثل في الإنتاج الثقافي والحضاري للشعوب، حتى لو لم تع  هذه الأجيال التي تقع تحت تأثير التغير، فإنها تنتج وتفرز ما يتوافق ويعبر عن هذا التغير، سواء كان تعبيرا مباشرا أو غير مباشر، وسواء أتى هذا التغير الفني متزامنا مع، أو متأخرا عن التغير الاجتماعي الذي يأتي في صور شتى، قد تكون واضحة محددة في أحداث بعينها وقد لا تتخذ هذه الصورة الواضحة، بل تسري في تيار شامل، يشكل تدريجيا وجه الحياة حتى يصل إلى مآله، وكما نعلم فإن ظاهرة التغير الإبداعي لا تأتينا عبر العقود في صورة مع أو ضد،أو أبيض وأسود، وإنما تكون الظاهرة –إذا صح التشبيه – كمتصل كمي متدرج، يتراوح فيه التأثير والتأثر من أقصى صور الوضوح إلى أقصى مناطق الإظلام، ونحن إذ نفكر في ظاهرة التغير الفني وارتباطه بتغيرات المجتمع في مصر يمكننا أن نتلمس معالم ذلك التغير في إنتاج هؤلاء الفنانين في صالون الشباب في دورته الخامسة والثلاثين.

في جولتنا في أرجاء صالون الشباب هذا العام نقرأ ملامح التفكير الافتراقي أو التغييري لدى هؤلاء الشباب كالأصالة التي ميزت العديد من أعمالهم والتي تتضح في كيفية تفاعلهم مع التيمة المطروحة لصالون هذا العام و هي الاستلهام. والأصالة هنا تعني القيام باستجابات غير معتادة أو غير مألوفة، أو القيام بتداعيات بعيدة، إنها ترتبط بفكرة التحرر من النمط، أو الصيغة، و هي قدرة أساسية في الإبداع وفي التذوق والتفضيل الجمالي  أيضاً. إنها القدرة التي تجعلنا نبحث عن الجديد و المدهش و غير المتكرر و المميز في أحد الأعمال الفنية، و مثلما ينفر المبدع الأصيل من التكرار والنمطية والحلول التقليدية أو القيام بإنتاج أعمال فنية مألوفة سبق له هو نفسه أن أنتجها، أو قام غيره بإنتاجها،  كذلك تبدو المرونة: و تلعب دورها أيضاً في تحرير المتلقي  من الأنماط الثابتة والقوالب النمطية في التفكير والإدراك التشكيلي، إنها تجعله قادراً على تغيير وجهة ذهنه في أثناء تفاعله ،مع العمل الفني، وتجعله قادراً على التخلص من القصور الذاتي والأفكار النمطية. وربما كان الخيال هو الوسيلة الرئيسة في تحقيق مثل هذا التحرر، و من ثم هذه المرونة، إن المرونة ضرورية في الإبداع و ضرورية في التذوق؛ لأنها تعني قدرة خاصة على التغيير ،و التعديل، والتنظيم للمواقف الإدراكية بأشكال جديدة. وهذه تتضح مثلاً في تلك التطورات التي أدخلها الفنانون على تصورهم للمكان و للنمط عبر مراحل التطور المختلفة ونحن إذ نقرأ أعمال هؤلاء الشباب نضع بعين الاعتبار والتقدير مفهوم أن هؤلاء الشباب في بدايات الطريق ومازالت لديهم الكثير من المراحل في تطور الشخصية الإبداعية.

إبداعات الشباب و تغيير أفق التوقعات

لا يقدم العمل الفني –كما يقول ياوس- حتى عندما يبدو جديداً تماماً، ويظهر في فراغ من المعلومات، لكنه يهيئ جمهوره لنوع خاص من التلقي، وذلك من خلال احتوائه على خصائص مميزة مألوفة تتجلى في العمل على نحو صريح أو ضمني. فهذا العمل قد يوقظ الذكريات الماضية حول قراءات أخرى قام المتلقي بقراءتها في الماضي، أو ذكريات تتعلق بخبراته و حياته بشكل عام، ومن ثم يتشكل بداخله اتجاه انفعالي معين أثناء التلقي، و هو اتجاه عندما يبدأ يستثير معه حالة من "التوقع"لما سيحدث في منتصف العمل وعند نهايته، و قد تصدق هذه التوقعات أو تتغير أو يعاد توجيهها أو حتى يتم التأكد منها بشكل مناقض لها مما يجعل القارئ يضحك أو يسخر أو يندهش– وكثيراً ما تتولد هذه التوقعات لدى القارئ في ضوء القواعد الخاصة، بالنوع أو النمط أو العمل التشكيلي .

الكوميسير يكشف كواليس

 صالون الشباب 35

 ولقد ذكر كوميسير الصالون الفنان عمر طوسون أن أحد أهم أسباب نجاح الدورة "35" لصالون الشباب هذا العام هو التوفيق فى اختيار متوازن لكل لجنة تحكيم من لجان تحكيم المجالات المتخصصة وبالتالى اللجنة العامة الكبيرة والتي ضمت"21" فناناً وناقداً ، تمت  فيه مراعاة التالى :

أولا: القيمة الإبداعية والحضور المتميز فى حركة الفن المصرى المعاصر لعضو اللجنة سواء كان فنانا أو ناقدا أو كلاهما معا .

 ثانيا : تنوع الأسلوب الفنى لأعضاء اللجان واللجنة العامة، حتى لا يطغى أسلوب فنى معين على الرؤية فى الاختيار .

ثالثا: تمثيل الأجيال المختلفة التى عاصرت أو شاركت بصالون الشباب من دوراته الأولى وحتى دورات قريبة مضت. 

رابعا: المقومات الشخصية لعضو اللجنة ، حيث من المهم أن يتصف عضو لجنة التحكيم بصفات أهمها الاتزان والانضباط النفسى والقدرة على احترام الرأى الآخر والاستفادة من اختلاف الرؤى والقدرة على الاستماع للرأى المخالف، التواضع عند الاقتناع بالرأى الآخر دون تسلط للرأى الشخصى، المرونة عند الاختلاف للوصول إلى أقرب النتائج الممكنة للعدالة، تفهم أن كل المشاركين من أبنائهم وليس فقط من هم تلامذتهم، وأخيرا أن يكون معيار القبول والرفض أو منح الجوائز مبنى فقط على القيمة الفنية والإبداعية للعمل بغض النظر عن الحجوم والخامات والأوزان والتكلفة المالية، فدور اللجنة هو تقييم إبداعى بحت و أكد طوسون بقوله:

"أشعر بالفخر والاعتزاز أن كل من قمت بترشيحه للجنة الفرز والتحكيم ممن يناسبهم توقيت العمل وافقوا على الفور رغم ما سيتكبدونه من مشقة الفرز بمرحلتيه والتحكيم واعتذر فقط ثلاثة أسماء عظيمة من الفنانين والنقاد لظروف انشغالهم بأعمال فى نفس التوقيت، وتمت دعوة قامات أخرى على نفس الدرجة من الاحترام والتميز، ليبدأ العمل فى سهولة ويسر وتعاون مشرف. يأتى يوم الفرز الثانى، وما يشمله من أعمال كثيرة للغاية ومتنوعة الحجم والأسلوب، يكتظ بها قصر الفنون فأجد أعضاء لجنة التحكيم يتحولون إلى جمهور ويسارعون بتفقد الأعمال والانجذاب إلى بعض الأعمال مبدين إعجابهم الشديد والتردد فى مستوى البعض الآخر، وما تبعه من نقاشات تبنى فيها كل عضو الإشارة إلى الجماليات التى يراها فى بعض الأعمال أو الحزن لبعض النواقص لأعمال أخرى كان من الممكن أن تكون أفضل إذا قام الفنان ببعض الإضافة أو الحذف! 
تلى ذلك اجتماع اللجنة العليا المنظمة للصالون برئاسة الفنان د.وليد قانوش رئيس قطاع الفنون الذى حضر ليرحب بأعضاء اللجنة والتأكد بأن كل شيء على مايرام مقدما كل الدعم لإنجاح الصالون، وحضور الفنان د. على سعيد مدير مراكز الفنون وعضو لجنة التحكيم القائم (بدورين ) فى ذات الوقت، كما حضر دينامو الصالون الناقد أ. محمد إبراهيم بما قدم من تسهيلات وجهد غير عادى لتخطى أية معوقات قد تقابلنا وإدارته لفريق عمل على أعلى مستوى من زملائنا العاملين تحت إدارته بقصر الفنون.

بدأت لجنة التحكيم العامة فى التقسيم إلى لجان متخصصة، لتتولى كل لجنة عملية فرز مجال الاختصاص بها فقط، وقد أشار طوسون إلى أن اللجنة العليا لم تحدد عدداً محدداً للأعمال المشاركة حتى لا يشكل ذلك المبدأ أية إعاقة للجان التحكيم.

و ذكر كوميسير صالون الشباب الخامس والثلاثين الفنان عمر طوسون أنه فور انتهاء مرحلة  الفرز الثانى وما تلاه من عمل شاق لموظفى قصر الفنون بقيادة الأستاذ محمد إبراهيم توفيق، تسجل نتيجة الفرز  بدقة وتوثق كل تفصيلاتها وترسل لفريق  الأستاذ محمد غريب بإدارة النشر الإلكتروني بقطاع الفنون التشكيلية وكذلك الفنان أيمن هلال لإعداد تصاميم البوستر والكتالوج الإلكتروني والمطبوع وغيرها من أعمال كثيرة فى مدة زمنية قياسية.

وبعد إتمام كل لجنة من لجان التحكيم المتخصصة لتصنيفها يتم استعراض الأعمال الأولى فى كل مجال، ليتم تصويت اللجنة العامة بالكامل على الأعمال الأول لاختيار الفائز أو الفائزين بالجائزة الكبرى، على أن يحتل من يليه فى نفس مجاله للمركز الأول بأسلوب الترقية فى المراكز، ثم يلى ذلك تصويت كامل اللجنة العامة (21) عضواً على المرشحين من كل مجال للجوائز التشجيعية، ليتم التصويت الفردى من كل عضو على من يحصل على الجائزة تماما كما حدث بالجائزة الكبرى. وبعد إتمام التصويت تم تكوين لجنة جائزة النقاد فقط من نقاد الفن التشكيلى الموجودين بكل لجنة متخصصة لاختيار الفائز أو الفائزين بجائزة النقاد. وبعد انتهاء التحكيم والتأكد من استقرار و اطمئنان  كل أعضاء اللجنة لنتيجة التحكيم، تم اعتماد النتيجة قبل ساعات من افتتاح صالون الشباب (35) ثم تم بإعلان أسماء كل أعضاء اللجنة بعد ساعات قليلة من الافتتاح. 

و لقد تكونت لجان التحكيم من باقة من الفنانين والنقاد المهمين في الحركة التشكيلية المصرية فكان في مجال الحفر: الفنان د. أحمد رجب صقر /الفنان د. محمد نبيل عبدالسلام / الفنان الناقد أ.محمد كمال ثم التصوير:

الفنانة د.هند عدنان / الفنانة د. جيهان سليمان/ الفنان د.على سعيد.والفنون الرقمية: الفنان أ. أيمن لطفى/ الفنان د.محمد عيد /الفنان الناقد أ.مصطفى عيسى ولجنة تحكيم مجال النحت: الفنان أ.أحمد عسقلانى/ الفنان د.نجيب معين / الفنانة أ.سوزى شكرى وتكونت لجنة تحكيم مجال الخزف من: الفنان د. ضياء الدين داود/الفنان د. أسامة حمزة/ الناقدة د.هبة الهوارى أما مجال الرسم فقد تكونت اللجنة من: الفنانة أ.نهى ناجى/ الفنان د.أحمد صابر/ الفنانة د.أمل نصر.

والتجهيز فى الفراغ: الفنان د. محمد محمود شكرى/الفنان د. جمال الخشن/ الناقدة أ.منى عبدالكريم . وكانت لجنة جائزة النقاد: الفنان الناقد د. مصطفى عيسى/ الفنان الناقد أ.محمد كمال/الفنانة الناقدة د.أمل نصر/ الفنانة الناقدة  أ.سوزى شكرى/ الناقدة د. هبة الهوارى/ الناقدة أ.منى عبدالكريم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة