قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، التي عقدت مؤخراً بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعتبر خطوة مهمة في تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين الدول الثلاث.
وأضاف غراب أن القمة، التي تعد العاشرة بين الزعماء منذ إطلاق آلية التعاون الثلاثي عام 2014، تُسهم في زيادة حجم التبادل التجاري المشترك وتعزيز الاستثمارات، خصوصاً في مجالات الطاقة المتجددة، الهيدروجين الأخضر، والربط الكهربائي بين مصر واليونان.
وأوضح غراب في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن حضور عدد من رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف القطاعات خلال القمة، بما في ذلك 70 شركة يونانية وقبرصية و200 شركة مصرية، سيسهم بشكل كبير في جذب استثمارات جديدة لمصر.
وأشار إلى أن مصر تمتلك العديد من المحفزات التي تسهم في تحسين مناخ الاستثمار، مثل المناطق الاقتصادية الكبرى كـ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى بنية تحتية وتشريعية قوية.
ونوه إلى أن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي على هامش القمة، بمشاركة وزراء الدول الثلاث، يعد فرصة رائعة للتواصل المباشر بين الشركات في قطاعات اقتصادية متنوعة، مثل الطاقة، الصناعة، الزراعة، والثروة السمكية، مما يعزز فرص الاستثمار الأجنبي في مصر.
وفيما يتعلق بالقطاع السياحي، أوضح غراب أن هناك توقعات بزيادة حجم السياحة الوافدة من اليونان وقبرص إلى مصر، خاصة بعد زيارة محافظ جنوب سيناء لليونان في نوفمبر الماضي، حيث تم عقد اجتماعات موسعة مع شركات السياحة الترويجية.
كما أشار غراب إلى أن هناك تعاوناً متزايداً بين مصر وقبرص واليونان في مشاريع الطاقة، مثل مشروع شبكة الطاقة الخضراء "جريجي"، الذي يعد بمثابة كابل كهربائي بحري لنقل الكهرباء من مصر إلى أوروبا، ويُنتج نحو 3000 ميجاوات من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة في مصر.
وأضاف غراب أن حجم التجارة بين مصر واليونان بلغ 1.93 مليار يورو في عام 2023، فيما بلغ حجم الصادرات المصرية نحو 1.42 مليار يورو، مشيرا إلى أن مصر تقوم بتصدير الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى أوروبا عبر اتفاقيات مع قبرص، ما يعزز مكانة مصر كمحور رئيسي لتبادل الطاقة بين أوروبا ومنطقة البحر المتوسط.
واختتم غراب تصريحاته بالإشارة إلى أن القمة المصرية اليونانية القبرصية تمثل فرصة استراتيجية لتعميق التعاون في مجالات متعددة، ويُتوقع أن تثمر عن زيادة حجم الاستثمارات وتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة لجميع الأطراف المعنية.