في كتابه "التسيب العالمي" يستعرض المفكر العراقي الدكتور عصام فاهم العامري، التاريخ الموجز لمستقبل صراع الجبابرة في القرن الحادي والعشرين، ويضعه بين أيادي زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ56.
الكتاب يحاول اكتشاف خرائط الصراع الدولي مع عودة منافسة القوى العظمى وفي ظل زيادة التداخل بين المحلي والدولي: وقد أضحت حروب القرن الحادي والعشرين في معظمها داخل الدول وليس بين الدول وهي حروب أهدافها وأطرافها غير واضحة ويتداخل فيها المتحاربون ويشترك فيها مدنيون ومرتزقة وجماعات مسلحة وميليشيات، وهي فوق ذلك حروب لا تخضع لتوازنات القوة، فالضعيف قد يهزم القوي وأكثر من ذلك هي حروب تستمر من دون نهايات واضحة وبدون منتصرين واضحين.
الكتاب يعارض فكرة تحول النظام الدولي المستقبلي إلى نظام متعدد الاقطاب، ويشير إلى إمكانية تفكك النظام الدولي المركزي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية في المستقبل إلى عدة أنظمة سيما وأن المين "القوة الصاعدة" تسعى إلى صنع نظام دولي بديل للنظام الغربي يعكس ثقافتها ومصالحها وخصائصها، ويعيد خصائص نظام ما تحت السماء الصيني الذي كان سائدا في معظم التاريخ البشري. وبسبب ذلك، وبسبب أيضا اختلاف عمق المصالح والرؤى المستقبلية بين الصين وروسيا يحول دون نشوء تحالف عسكري بينهما لموازنة الأحادية القطبية الأمريكية على الرغم من توافقهما على مناولة أمريكا.