الأحد 12 يناير 2025

المصور

الجيش المصري... «قبلة» مدارس العالم العسكرية

  • 11-1-2025 | 22:41

صورة أرشيفية

طباعة
  • تقرير: منار عصام
كشفت القوات المسلحة المصرية، عن حصيلة المناورات العسكرية، والأنشطة التدريبية المشتركة التي تم تنفيذها خلال العام المنقضى 2024، واتسمت بالتعدد في استخدام القوات. وشملت العناصر البرية والخاصة والبحرية والجوية والدفاع الجوى. بالإضافة إلى تنوع مسارح العمليات التي استضافت تلك التدريبات، الأمر الذي جعل المواطن المصرى يفتخر بأن لديه جيشا وطنيا قادرًا على حماية بلاده. خلال 2024 ، تسارعت القوات الصديقة والحليفة، لإجراء هذه التدريبات المشتركة، تحت قيادة أقوى الجيوش العربية، في منطقة الشرق الأوسط.. ومن خلال هذا التحليل نتعرف عن كثب على أهمية تلك المناورات والأنشطة التدريبية المشتركة، من الناحيتين العسكرية والاستراتيجية. وتعد منظومة التدريب داخل القوات المسلحة، هي المكون الأبرز والأهم لسياسة المؤسسة المصرية، حيث يترسخ في عقيدة الجيش الأبي، أن التدريب يضمن الكفاءة القتالية للجنود، لذلك تتوسع وزارة الدفاع في إجراء العديد من التدريبات العسكرية المشتركة، مع كافة الدول الحليفة والصديقة، وذلك لما له من نتائج إيجابية عديدة تعود بالنفع على كفاءة الجيوش المشاركة لقواتنا المسلحة. هذه التدريبات، التي تشترك فيها أكثر من دولة، تهدف إلى التطوير المنظم للأفكار والمعارف والمهارات، وإعداد الأفراد نظريا وعمليا، باتباع وسائل التفكير والتخطيط والتحليل الاستراتيجي حتى تتحقق أهداف عديدة، لها أبعاد تتعلق بالأمن القومي. كذلك التدريبات العسكرية المشتركة، تستلزم مستوى رفيعا من الإعداد والجاهزية، وقدرة عالية على التخطيط والمتابعة والإشراف.. كما أن هذه المشاركات الحربية، تبعث برسالة غاية في الأهمية، مضمونها يتمثل فى التزام مصر بمواكبة مخاطر الأمن الإقليمى والدولى، فضلا عن تعزيز القدرات الدفاعية، وتطوير آليات التعاون العسكرى مع الدول الشريكة. المختصون في الشأن الاستراتيجي، حددوا مؤشرات وعوامل النجاح، التي يتم على أساسها تقييم هذا النوع من التدريبات لعل أبرزها هو العنصر البشرى؛ لذلك عنيت أغلب التدريبات العسكرية المشتركة بالارتقاء بأداء المقاتلين، من حيث العقلية العسكرية والأفكار والاستراتيجيات الحربية، ومعرفة مدى قدرة تلك العناصر على القيادة والتنسيق والتأقلم والتجاوب مع الضغوط والتحديات والمخاطر، والتعامل معها بحسب اختلاف بيئات الجنود وخبرات القيادات وتعليمهم. الجدير بالذكر، أن هناك العديد من الأهداف التي تحققها الدولة المصرية نظير المشاركة الفعالة في هذا النوع من التدريبات العسكرية، أهمها يتعلق بمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والعالمية، خاصة في هذا الوقت الحرج من التصعيد والتوتر في المنطقة العربية، شرقا وغربا وجنوبا، بحرًا وبرا، هذا بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى المجال العسكرى مع الدول الشريكة، بما ينعكس على إرساء قواعد الأمن القومى، كذلك تحسين مهارات قواتنا المسلحة المصرية، بمختلف أفرعها البرية والبحرية والجوية بالإضافة إلى تطوير القدرات التكنولوجية والصناعية العسكرية المحلية، ومن ثم تقوم تلك التدريبات على اختبار الأسلحة والعتاد العسكرى، والوقوف على مدى ملاءمة تلك الأسلحة للتحديات المختلفة، وصلاحيتها للاستعمال المناسب لعنصري الزمان والمكان وهذا بالطبع، هو حال التحالفات والتكتلات الخاصة بمحاربة الإرهاب. 2024 وجهت رسالة مصرية خاصة بمحاربة الإرهاب من الناحية العسكرية، تصقل تلك التدريبات من مستوى القوات المشاركة فى استخدام السلاح إلى درجة الاحتراف، من خلال تكثيف التدريب العملي وإطالة مدته ليشمل كافة المواقف التي يمكن أن تتعرض لها أي وحدة مقاتلة عند تنفيذها لمهامها تحت جميع الظروف المحتملة، هذا بجانب تدريب القادة والضباط، حتى يصبحوا أكثر تمرسا، ومن ثم تزداد خبراتهم القيادية، ويحققون تآلفا مع المرء وسين من ضباط صف وجنود مقاتلين، وذلك إيمانا منهم بأن العرق في التدريب يوفر الدم أثناء المعركة، مما يساعدهم على مواجهة الظروف الصعبة والحرجة خلال القتال. وتمر تلك المناورات، بمراحل عديدة، يتم خلالها اختبار القوات باستمرار، مع تصعيد صعوبة التدريبات العملية وتنويعها للوصول بها إلى أفضل المستويات وأرفعها، من خلال التدريب على كل ما هو ضرورى للحرب، وعلى مهام مشابهة لمهامها القتالية والحربية الواقعية. ولا تقتصر أوجه الاستفادة من التدريبات العسكرية المشتركة فقط على النواحى الحربية، وتبادل الخبرات بين الأنظمة والأفراد، بل يمكن الاستفادة من المناورات والتدريبات المشتركة، لتحقيق أهداف أبعد من الأهداف العسكرية المباشرة، مثل مكافحة جرائم الإرهاب.