صدر حديثًا كتاب "روايات لم ترو" للكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، سيطرح في معرض القاهرة الدولي للكتاب بنسخته الـ ٥٦ والتي تأتي في الفترة من ٢٣ من شهر يناير وحتى الـ ٥ من شهر فبراير المقبل.
ومن أجواء الكتاب نقرأ '' أذكر عام ١٩٧٩ وكنت عائدا من العمل لمدة عام في المملكة العربية السعودية، أن وجدت بين شرائط التسجيل رباعيات صلاح جاهين بصوت علي الحجار وألحان سيد مكاوي، فجعلتها تملأ فراغ البيت كل يوم، لا أوقفها إلا قبل أن أنام، كانت هذه أول مرة استمع لعلي الحجار فأحببته جدًا، أما سيد مكاوي فعشق قديم لا ينتهي، كذلك صلاح جاهين. كثير من معاني وتأملات صلاح جاهين تدخل بك في المنطقة الوجودية لفهم العالم أو الإحساس به، وتذكرني برباعيات الخيام، فهي أيضا تدخل بك في منطقة المعاني الوجودية للعالم والبشر والحياة، ورغم أني قارئ للفلسفة، وأعرف هذه المعاني ومقتنع بها فكريًا وروحيًا الا أن صياغتها الشعرية تغنيك عن عشرات الكتب الفلسفية، وحين تسمعها غناء تتسع الدنيا حولك رغم أن كثيرا منها يوحي بالعدم كنهاية لكل شدة او كفراغ يحيط بنا وإن لم نكن نراه".
يقول في مقدمته للكتاب "أشياء كثيرة في هذا العالم تجعل مفكرين وكُتابًا يعتبرون هذا العصر، عصر التفاهة، لكن السؤال: لماذا يعمل الإنسان ويجتهد رغم أن التفاهة تحاصره؟ الحقيقة أن رأيًا مطلقًا في الحياة ينتهي بالانتحار، مقاومة الانتحار هي ما يفعله الكتاب دائمًا غير راضين، ليس بحثا عن دور سياسي أو مكانة اجتماعية، لكن بحثا عن الأمل، هل يمكن أن تتخيل مسيرة الإنسانية بلا أمل، كانت توقفت عند المغارات القديمة التي سكنها الإنسان خوفًا من الوحوش وتغيرات الطبيعة الكاسحة.
وإبراهيم عبد المجيد، كاتب وروائي، له أعمال كثيرة، فقد أبدع الكثير من الأعمال الروائية فضلًاً عن القصص القصيرة والدراسات والترجمة، ومن أعماله: "ثلاثية الإسكندرية"، و"ثلاثية الهروب من الذاكرة"، و"العابرة"، و"السايكلوب"، و"حامل الصحف القديمة"، و"الصياد واليمام"، و"البلدة الأخرى".
وللكاتب كتب فكرية مثل "ما وراء الخراب"، وترجمات مثل "رسائل من مصر" للوسي دوف جوردون، وكثير من الكتب التي جمعت بعض دراساته ومقالاته، وتم تقديم بعض أعماله للدراما وحصل عل العديد من الجوائز مثل الشيخ زايد وجائزة النيل في الآداب عام 2022، كما تم تكريمه في يوم الثقافة المصرية أول أمس.