تظل المقاهي المصرية والعربية بمثابة ملتقى لأبرز الشخصيات الثقافية والفكرية في مختلف المجالات، من الأدب والفن إلى السياسة والاقتصاد، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي، حيث يمثل المقهى أكثر من مجرد مكان للتسلية أو الاسترخاء، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة.
ونستعرض أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي مما لهم من تاريخ وأثر.. مقهى «حسن باشا»
يعتبر مقهى حسن باشا بالعراق من أشهر وأقدم المقاهي ببغداد القديمة وهو مقهى عريق أنشأه الوزير حسن باشا الذي حكم بغداد مابين (1006-1010ه/ 1597-1601م).
يُعد مقهى حسن باشا في العراق واحدًا من أشهر وأقدم المقاهي في بغداد القديمة، أنشأه الوزير حسن باشا الذي حكم بغداد بين عامي 1597 و1601م.
وبعض المراجع التاريخية تشير إلى أن حسن باشا أمر بإنشاء جامع الوزير مع بناء بعض المباني الأخرى ومن ضمنها هذا المقهى الذي يقع بقرب الجامع ويطل على نهر دجلة من خلال نوافذ من الجهة الجنوبية منه.
يُقال في بعض المصادر أن المقهى أنشئ ليعود بأرباحه لإتمام بناء الجامع والمدرسة، كان العاملون في المقهى يرتدون ملابس فاخرة، ويقدمون القهوة والشاي لرواده الذين كانوا يتوافدون عليه نهارًا في فصل الشتاء، وليلاً في فصل الصيف.
كان مقهى حسن باشا متنزهًا جميلاً لرواده وسائحيه نظرًا لجماله في البناء وإطلالته على النهر.
وقد ذكر الرحالة جيمس بكنغهام أثناء زيارته للعراق أن المقهى يبدو "شعلة من نار تطل على نهر دجلة"، للأسف، المقهى اليوم لم يعد موجودًا، حيث أضيفت أرضيته إلى شارع المأمون عند رقبة الجسر (المعروف حاليًا بجسر الشهداء).