الأربعاء 15 يناير 2025

تحقيقات

الرئيس الشريك «ماسك».. تأثير الملياردير على ترامب يثير القلق في الأوساط الأمريكية والعالمية

  • 14-1-2025 | 14:40

ترامب بجانب ماسك

طباعة
  • محمود غانم

بحلول الـ20 من يناير القادم، سيتولى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك حقيبة وزارة "الكفاءة الحكومية" ضمن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ورغم أنه من المفترض أن حدود صلاحيات "الملياردير" تقتصر عند هذا المنصب، إلا أنه من الواضح أنه يطمح لأكثر من ذلك، بشكل يجعله قادرًا على رسم سياسة البلاد الخارجية حتى وإن لم يتول منصبًا معينًا.

 

من التوتر إلى التآخي

مع ترشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة عام 2016 عن الحزب الجمهوري في مواجهة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، شن إيلون ماسك هجومًا حادًا على المرشح الجمهوري، معلنًا دعمه للمرشحة الديمقراطية.

لكن كل ذلك تغير قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية التي عقدت في الخامس من نوفمبر الماضي، حيث انحاز الملياردير الأمريكي بشكل كبير إلى "ترامب" وسخر منصة "إكس"؛ لدعمه في مواجهة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن ومن بعده المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

وإلى جانب ذلك، أنفق "ماسك" نحو 110 ملايين دولار في سبيل دعم حملة "ترامب" الانتخابية، كما أكد أن فوز المرشح الجمهوري ضروري "للحفاظ على الدستور والديمقراطية في أمريكا".

وعقب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أعلن ترامب، اختيار الملياردير "ماسك" ورجل الأعمال الأمريكي والسياسي، فيفيك راماسوامي؛ لقيادة وزارة "كفاءة الحكومة"، بغرض خفض النفقات المهدرة.

لكن تحركات "ماسك" تؤكد أن صلاحياته لن تتوقف عند هذا المنصب، فمنذ الانتخابات، قام بأدوار مختلفة، منها سفره مع "ترامب" إلى "باريس" لإعادة افتتاح كاتدرائية "نوتردام"، والتقى بسفير إيران لدى الأمم المتحدة في نوفمبر، حسب صحيفة "نيويورك تايمز"، كما انضم لمكالمة هاتفية بين "ترامب" والرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي.

وجراء ذلك، أثير الكثير من القلق في الأوساط الأمريكية والعالم؛ بسبب هذا الحضور السياسي المتزايد لـ"ماسك"، حتى أن المعسكر الديمقراطي وصفوه بأنه "الرئيس ماسك".

و قال النائب الديمقراطي، دان جولدمان، في ديسمبر الماضي، إن "علينا أن نواجه الواقع حالياً، لدينا الرئيس إيلون ماسك، ودونالد ترامب، ربما هو نائب الرئيس، أعتقد أن نواب الرؤساء لا يقومون بالكثير، لذا يبدو هذا منطقيًا، ربما يكون رئيسًا للموظفين".

ورد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بنفسه على تلك المخاوف، مؤكدًا أن حليفه إيلون ماسك، لا يمكن أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة، وذلك على اعتبار أنه لم يولد في هذا البلد.

 علاقات متوترة مع أوروبا

ومؤخرًا، لوحظ أن "ماسك" يسعى؛ للتأثير في السياسة الأوروبية، حيث أعلن عن دعمه لحزب "البديل" في ألمانيا، كما انتقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وهي تصريحات لم تلقى قبول لدى زعماء تلك البلاد.

وفي غضون ذلك، يتحرك رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، نحو البحث عن حلفاء في الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية لمواجهة "الموجة المتطرفة" مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في الـ20 يناير الحالي، ووصول رجل الأعمال إيلون ماسك إلى منصب وزاري في الإدارة الأمريكية المقبلة، بحسب صحيفة "البايس" الإسبانية.

وأشارت "البايس"، إلى أن "ماسك" أبدى بالفعل اهتمامًا خاصًا بالتأثير في السياسة الأوروبية بهجمات "قاسية للغاية" على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وعبر الإعلان عن دعمه المطلق لحزب "البديل" اليميني المتطرف في ألمانيا.

"كما تدخل في الشؤون الإسبانية بربطه الهجرة بتنامي معدلات الاغتصاب في إقليم كتالونيا"، وفقًا للصحيفة، موضحة أن "سانشيز أشار بشكل واضح إلى ماسك هذا الأسبوع في خطاب له، محذّرًا من أنه إذا لم تكن هناك "تعبئة كبيرة للديمقراطيين، كما حدث مع الدكتاتوريات في القرن العشرين، فإن اليمين المتطرف الدولي بقيادة أغنى رجل في العالم، الذي يهاجم مؤسساتنا علانية في أوروبا وأمريكا، قد يعيد إحياء أمجاده مرة أخرى".

الاكثر قراءة