من المتوقع في الساعات القليلة المقبلة، وضع اللمسات الأخيرة من إعلان وقف إطلاق نار بين غزة والجانب الإسرائيلي، وذلك بعد أكثر من سنة و15 شهرا من بداية طوفان الأقصى، ويأتي هذا الاتفاق بعد جهود مكثفة من قبل وسطاء دوليين على رأسهم "الدولة المصرية " التي تبنت ملف القضية الفلسطينية من البداية الطوفان، وتعكس بنود الاتفاق الحالي تقدمًا ملحوظًا نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بعد فترة طويلة من النزاع.
ملامح اتفاق الهدنة بين غزة وإسرائيل
وتهدف تلك الهدنة إلى إنهاء النزاع المستمر ويأتي على رأس هذه الهدنة إطلاق سراح الأسرى، ففي المرحلة الأولى، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة، وتشمل أطفالًا ونساءً ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى.
الجدول الزمني للإفراج عن الرهائن
سوف يتم إطلاق سراح 3 من الرهائن في اليوم الأول من الهدنة، ثم في اليوم السابع، يتم إطلاق سراح 4 رهائن، وأوصى نص الاتفاق في اليوم السابع "بعد إطلاق سراح الأسرى"، أن تنسحب القوات الإسرائيلية تماماً من شارع الرشيد شرقا إلى شارع صلاح الدين، وتُفكك المواقع والمنشآت العسكرية في هذه المنطقة بشكل كامل، وتبدأ عودة النازحين إلى مناطق سكنهم "دون حمل السلاح أثناء العودة"، مع حرية تنقل السكان في جميع مناطق القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية عبر شارع الرشيد بدءا من اليوم الأول ودون عوائق، وفي اليوم الرابع عشر، إطلاق سراح 3 رهائن ثم في اليوم الحادي والعشرون إطلاق سراح 3 رهائن.
وفي حالة، إذا لم يصل عدد المختطفين الإسرائيليين الأحياء إلى 33، يتم استكمال العدد بالجثث من نفس الفئات، وفي المقابل، تطلق إسرائيل في الأسبوع السادس جميع النساء والأطفال (تحت سن 19 عاماً) الذين تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023.
الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
ومقابل الاتفاق السابق، من إطلاق سراح الإسرائيليين الرهائن، هناك على الجانب الأخر، ستفرج إسرائيل عن أكثر من ألف أسير فلسطيني، بما في ذلك من يقضون أحكامًا طويلة بسبب إدانتهم بجرائم قتل، فضلا عن إطلاق إسرائيل 50 أسيراً من سجونها مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها، ولكن، حددت الاتفاقية استثناءات، ومن بينها، عدم الإفراج عن مقاتلي حماس الذين شاركوا في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
انسحاب القوات الإسرائيلية في المرحلة الأولى
سيكون هناك انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية وذلك في المرحلة الأولى والتي سوف تستمر حتى 42 يوما، مع بقاء بعض القوات قرب الحدود للدفاع عن المدن الإسرائيلية، مع وجود ترتيبات محددة، والتي من ضمنها: السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة إلى مناطقهم مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر نتساريم في وسط غزة، وبدء تشغيل معبر رفح بين مصر وغزة تدريجياً للسماح بخروج الحالات المرضية والإنسانية.
وتنسحب القوات الإسرائيلية في اليوم ال 22 من وسط القطاع من شرق شارع صلاح الدين إلى منطقة قريبة من الحدود، وتُفكك المواقع والمنشآت العسكرية تماما، هذا وبالإضافة إلى تعليق مؤقت للنشاط الجوي "للأغراض العسكرية والاستطلاعية" في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا، و12 ساعة في أيام إطلاق سراح المختطفين والأسرى.
زيادة المساعدات الإنسانية
ومن ضمن بنود الاتفاق المهمة للجانب الفلسطيني، هي أنه سيتم زيادة كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة، حيث تواجه المنطقة أزمة إنسانية خانقة، مع سماح إسرائيل بدخول المساعدات، ولكن هناك خلافات حول الكميات المسموح بها وتلك التي تصل إلى المحتاجين، مع تزايد عمليات النهب من جانب العصابات.
حكم قطاع غزة
وعلى الجانب الأخر، وفي قضية حكم قطاع غزة ، رفضت إسرائيل أن يكون لحماس أي دور في الحكم ، وهناك اقتراحات لتشكيل إدارة مؤقتة تدير غزة حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من تولي المسؤولية بعد إصلاحها، وبينما يرى المجتمع الدولي ضرورة أن يحكم الفلسطينيون غزة، لكن الجهود لإيجاد بدائل للفصائل الرئيسية لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن.
الجدول الزمني للهدنة
تستمر المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، ستبدأ مفاوضات بشأن المرحلة الثانية بعد اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وتبدأ المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في اليوم ال 16 بحد أقصى، بشأن الاتفاق على شروط تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، بما في ذلك تلك المتعلقة بمعايير تبادل الأسرى بين الجانبين (الجنود وغيرهم). ويجب التوصل إلى اتفاقات حول هذا الموضوع قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.
دور الوساطة الدولية
تمثل قطر والولايات المتحدة ومصر أطرافًا فاعلة في الوساطة بين إسرائيل وحماس، حيث تم إرسال مسودة اتفاق إلى الطرفين كخطوة مهمة نحو إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عام ونصف.
المرحلة الثانية وتستمر حتى 42 يومًا
يدخل حيز التنفيذ الإعلان عن العودة إلى الهدوء المستدام، قبل بدء تبادل الأسرى بين الطرفين – جميع الرجال الإسرائيليين الأحياء المتبقين "مدنيين وجنود" مقابل عدد متفق عليه من الأسرى في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة.
المرحلة الثالثة 42 يومًا
يتم تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، بما يشمل المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية المدنية، وتعويض جميع المتضررين، بالإضافة إلى فتح المعابر والسماح بحركة الأشخاص والبضائع.