بحلول الأحد القادم، سيدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، منهيًا بذلك حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا، ومع ذلك، ما تزال المجازر الإسرائيلية تتوالى ضد الأهالي، بقصد إيقاع أكبر قدر من الأضرار والخسائر قبل سريان التهدئة.
استمرار المجازر
حافظ جيش الاحتلال الإسرائيلي على نفس الوتيرة في تنفذ الهجمات الدامية ضد قطاع غزة، الذي يتعايش تحت وطأة حرب إبادة منذ أكثر من 15 شهرًا، وذلك رغم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء بيان جهاز الدفاع المدني في غزة، مفيدًا بأن حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ لحظة إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مساء الأربعاء، وحتى صباح الجمعة بلغت 101 شهيد بينهم 27 طفلًا و31 سيدة.
وتفصيلًا، أوضح أن 82 شهيدًا من إجمالي المحصلة قُتلوا بهجمات على محافظة غزة، و16 في المحافظات الجنوبية بينهم 14 من خان يونس واثنان من رفح، و5 من الوسطى، مشيرًا إلى أن عدد الجرحى الفلسطينيين جراء تلك الهجمات زاد عن 264 مصابًا.
وسبق أن قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستغل هذه الفترة، لإيقاع أكبر قدر من الأضرار والخسائر، خاصة في المناطق التي شهدت قصفًا مكثفًا وتدميرًا واسعًا.
والأربعاء الماضي، أعلن الوسطاء عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يبدأ تنفيذه اعتبارًا من الأحد القادم، تحت إشراف مصري قطري أمريكي.
ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل، تنطلق الأولى منه، الأحد المقبل، ومدتها 42 يومًا، وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، أما المرحلتان الثانية والثالثة من الاتفاق، فيتم الاتفاق على تفاصليها في وقت لاحق.
وفيما عمت الفرحة ربوع أنحاء قطاع غزة، بعد أن أعلن عن هذا الاتفاق، أظهر استطلاع للقناة الـ13 الإسرائيلية أن 61.5 بالمائة من الإسرائيليين يدعمون صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، مقابل 23.9 بالمائة يعارضونها.
وبحسب الاستطلاع، فإن 59.8 بالمائة يعتقدون أنه يجب المضي قدمًا بالمرحلة الثانية من الصفقة ووقف الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
الأصداء في تل أبيب
وفي تل أبيب، يُنتظر أن تتم المصادقة -اليوم الجمعة- على اتفاق وقف إطلاق النار من قبل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت"، وذلك بعد أن حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة أخرى التنصل منه.
وعقب ذلك، تنشر وزارة العدل الإسرائيلية قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم عملية التبادل لإفساح المجال أمام الإسرائيليين للاعتراض أمام المحكمة العليا.
وفي غضون ذلك، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن تبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين سيبدأ عصر الأحد بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وبصفتها أحد الوسطاء، شددت مصر على الأهمية البالغة للبدء دون تأخير في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والأسرى، مؤكدة على ضرورة التزام أطراف الاتفاق ببنوده والعمل على تنفيذ مراحله في التواريخ المحددة لها.
جاء ذلك في أعقاب محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنصل من الاتفاق بزعم أن "حماس انسحبت من التفاهمات وخلقت أزمة في اللحظة الأخيرة تمنع الاتفاق"، وهو ما ثبت عدم صحته.
وأكدت مصر، أمس الخميس، أن هذا الاتفاق يسهم في حقن دماء الشعب الفلسطيني البريء الذي عانى من ويلات الحرب وما نشأ عنها من أزمة إنسانية قاسية على مدار ما يزيد عن 15 شهرًا شهدت معاناة غير مسبوقة.
كما شددت على أهمية أن يشكل هذا الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بجهود مضنية بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، بداية لعملية سياسية جادة وذات مصداقية تقود إلى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك باعتباره الحل الوحيد المستدام والكفيل بإنهاء دورات النزاع بصورة نهائية.
وبصفتها أحد الوسطاء أيضًا، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية ثقته التامة في أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.