في اللحظات الأخيرة من حياة يوليوس قيصر، قائد الإمبراطورية الرومانية، وقعت حادثة غريبة كان من الممكن أن تغير مجرى التاريخ لو أنها نفذت، ففي صباح يوم الاغتيال، سلّم أحد المنجمين رسالة إلى قيصر يحذره فيها من مؤامرة لقتله في مجلس الشيوخ، مع تفاصيل المؤامرة.
وكان الغريب أن قيصر لم يقرأ الرسالة، بل سلّمها إلى بروتوس، أحد المتآمرين، ربما يكون هذا الإغفال المفاجئ قد أنقذ قيصر من نهاية مأساوية، الاغتيال تحت العين الساهرة لتمثال بومبيوس، وكانت إحدى أكثر اللحظات دراماتيكية في عملية اغتيال قيصر هي اختيار المكان.
فحقيقة أن عملية الاغتيال وقعت بالقرب من تمثال بومبيوس، خصم قيصر السياسي وعدوه السابق، أضافت رمزية قوية للمشهد، وكأن المتآمرين أرادوا أن يعلموا قيصر أنه سيلقى نفس مصير الرجل الذي هزمه.
وأعرب قيصر عن حزنه العميق عندما أُحضر إليه رأس غريمه بومبيوس المغتال في مصر، وعلى الرغم من الخصومة السياسية بينهما، يُقال إن قيصر شعر بحزن شديد، معتقدًا أن هزيمته لا تبرر مثل هذا المصير المأساوي.
وتتسم العلاقة المعقدة بين قيصر وبروتوس أحد الشخصيات المحورية في المؤامرة، بطابع إنساني إلى درجة قلما نراها في الروايات التاريخية، وكان قيصر يعتبر بروتوس بمثابة ابنه، لذلك لم تكن طعنة بروتوس بالخنجر مجرد خيانة سياسية، بل كانت ضربة نفسية موجعة، كما يتضح من عبارته الشهيرة: ”حتى أنت يا بروتوس“؟ لم تكن طعنة بروتوس بالخنجر مجرد خيانة سياسية فحسب، بل كانت ضربة نفسية موجعة أيضًا، كما يتضح من عبارته الشهيرة: ”حتى أنت يا بروتوس؟.