يُعرف السلطان سليمان القانوني (1495-1566م) بأنه أحد أعظم حكام الدولة العثمانية، ولكن هناك جوانب من سيرته وأعماله أقل شهرة رغم أهميتها في تشكيل عصره وتأثيره، وسوف نستعرض إليكم بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام.
وكان أولها إطلاق سراح السجناء وإنهاء الاستبداد الداخلي، وهي من أبرز القرارات التي اتخذها السلطان في بداية حكمه، هي إطلاق سراح 600 سجين كانوا محتجزين في عهد والده السلطان سليم الأول، وإطلاق سراح الطغاة مثل جعفر الكسوة، فضلا عن ارجاع الشخصيات التي تم إبعادها الشخصيات المستبدة عن البلاط.
وقد عكست هذه الخطوة توجه سليمان نحو بناء دولة قائمة على العدل والقانون والكرم، وعلى الجانب الأخر، تجاه العدو خلال فتح رودس، أظهر سليمان سلوكه الفريد من نوعه من خلال تكريم قائد فرسان القديس يوحنا وإبداء حزنه عندما رأى قائده القديم مضطرًا لمغادرة وطنه خائبًا.
هذا وبالإضافة إلى تفاصيل مثل معركة الموهاج (1526م)، ارتدى السلطان زيًا عسكريًا مرصعًا بالذهب وعمامة مزينة بثلاث ريشات من ريش مالك الحزين وهو جالس على قمة تل.
وكان هذا الزي تعبيراً عن هيبته ورسالة رمزية بأن النصر لم يكن بالسلاح فقط، بل بالهيبة المعنوية أيضاً، وهي رسالة رسمية ذات طابع ديني وسياسي إن ما يميز رسالة سليمان التاريخية إلى ملك فرنسا فرانسيس الأول هو الأسلوب الذي مزج فيه بين الدين والسياسة، حيث أشار إلى نفسه بأنه ”ظل الله على الأرض“ وأكد على سلطته على منطقة شاسعة.
توضح الرسالة التحالف الدبلوماسي المتبادل بين أوروبا والإمبراطورية العثمانية، وأيضا من أهم النقاط الغير مستخدمة، هو الاستثمار في الابتكارات العسكرية خلال حصار فيينا (1529م)، استخدمت الإمبراطورية العثمانية المدفعية على نطاق واسع لأول مرة.
ومع ذلك، لم يكن التحدي الأكبر عسكرياً بل طبيعياً، وفقد أجبرت الأمطار الغزيرة والطرق الوعرة العثمانيين على التراجع رغم تفوقهم العسكري، مما يكشف عن الدور غير المتوقع للطقس في تشكيل نتائج المعارك.
والاهتمام بالمعرفة والعلم على الرغم من كونه سلطانًا محاربًا، إلا أن سليمان كان أيضًا داعمًا كبيرًا للمعرفة، وفقد شهد عهده ازدهار الفن والعمارة، واعتبر المؤرخون الغربيون سليمان ”العظيم“، ليس فقط لعظمته العسكرية ولكن أيضًا لدوره في دعم الثقافة الإسلامية، وذلك طبقا لما نشرته مجلة الهلال يوم 1 أكتوبر 1892.