سيدخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، بداية من غد الأحد، وذلك في تمام الساعة "الثامنة والنصف صباحًا" وفق التوقيت المحلي في غزة، موقفًا بذلك حرب الإبادة الإسرائيلية التي تزعمتها الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ الدولة العبرية.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية -السبت- أنه "بناء على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الساعة 8:30 من صباح يوم الأحد بالتوقيت المحلي في غزة".
يأتي ذلك بينما انتهت كافة الترتيبات اللازمة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك تشكيل غرفة عمليات مشتركة في مصر لمتابعة تنفيذ الإجراءات.
وقال مصدر مطلع لقناة "القاهرة الإخبارية"، إن اجتماع القاهرة الذي خصص لمناقشة آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة انتهى وسط أجواء إيجابية، موضحًا أنه تم الاتفاق على كافة الترتيبات اللازمة لتنفيذ الاتفاق، بما في ذلك تشكيل غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذ الإجراءات.
وأشار إلى أن غرفة العمليات ستضم ممثلين عن مصر وفلسطين وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق.
في غضون ذلك، أفادت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، اليوم السبت، بأنها ستبدأ في الانتشار في محافظات قطاع غزة كافة فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ غدًا الأحد، موضحة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ركز خلال حرب الإبادة الجماعية التي تواصلت لأكثر من 15 شهرًا على "استهداف الوزارة محاولًا بذلك ضرب أحد عوامل صمود الشعب في وجه العدوان".
ودعت "الداخلية" المواطنين إلى "المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد عن أية تصرفات قد تشكل خطرًا على حياتهم، وإلى التعاون مع ضباط وعناصر الأجهزة الشرطية والأمنية والخدماتية، حرصًا على أمنهم وسلامتهم".
استعدادات وقف إطلاق النار
وكشفت وزارة العدل الإسرائيلية -الجمعة- عن قائمة تضم 95 معتقلًا فلسطينيًا من المقرر الإفراج عنهم غدًا الأحد، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث جاءت النسبة الأكبر في القائمة معتقلات وشبانًا صغارًا دون 25 عامًا.
من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن "تلك القائمة تحتوي على خلل واضح، يتمثل بوجود أسماء أسيرات مفرج عنهن (لسن أسيرات حاليًا)، كما تم نشر تواريخ ميلاد لعشرة أسرى دون ذكر أي بيانات إضافية عنهم".
ودعت "الهيئة" وسطاء الصفقة إلى "وضع حد لهذه التجاوزات الإسرائيلية، وعدم إعطاء سلطات الاحتلال أي مساحة لممارسة أي خروقات تخلق إرباكًا في الشارع الفلسطيني، ولدى عائلات الأسرى".
والأربعاء الماضي، أعلن الوسطاء عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يبدأ تنفيذه اعتبارًا من غد الأحد، تحت إشراف مصري قطري أمريكي.
ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل، تنطلق الأولى منه، الأحد المقبل، ومدتها 42 يومًا، وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، أما المرحلتان الثانية والثالثة من الاتفاق، فيتم الاتفاق على تفاصليها في وقت لاحق.
وبحسب موقع "واي نت" الإسرائيلي، فإن "تل أبيب" ستفرج عن 1977 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 290 محكومين بالسجن المؤبد و1687 بأحكام متفاوتة، ضمن المرحلة الأولى.
فيما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن اليوم الأول من المرحلة الأولى في الاتفاق يشمل إطلاق سراح "ثلاثة" أسرى إسرائيليين، ثم "أربعة" أسرى في اليوم السابع، و"ثلاثة" أسرى في كل من الأيام 14 و21 و28 و35، وأخيرًا 14 أسيرًا في الأسبوع الأخير من المرحلة الأولى.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تُشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.