الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

طلاق الفقراء .. وطلاق الأغنياء ! (1)

  • 3-3-2017 | 13:29

طباعة

بقلم : سكينة السادات

يابنت بلدى أبدى الرئيس عبد الفتاح السيسي حزنه ودهشته من ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر ! وطالب بالبحث فى أمر الطلاق الشفهى من الناحية الشرعية والنفسية والاجتماعية.

 الرئيس لم يقل صراحة أننا أى مصر قد سجلت أعلى معدل للطلاق فى العالم كما سجلت أعلى معدل لحوادث الطرق فى العالم أيضا ! ألا نتفوق فى أمور مثمرة ومفيدة بدلا من التفوق فى الكوارث فقط ؟

***

ومن منطلق تواجدى ككاتبة لهذه الصفحة منذ أكثر من خمسين عاما توالت علي مئات بل آلاف من القصص والحكايات التى تشيب لها الولدان لكننى لم أصادف مشاكل زوجية ومشاكل طلاق كما وجدتها فى العشر سنوات الأخيرة, كنا زمان نعتبر حادث الطلاق حادثا جللا وأمرا عجيبا, لكن الآن أصبحت المشكلة بسيطة وعادية وكل أسرة أصبحت بها مطلقة وأكثر ! قلت هذا الكلام من قبل كثيراً وتعجبت وناشدت رجال الدين وأولياء الأمور أن يسعفونا بعلاج لهذه المصيبة المدمرة للأسرة المصرية, وناشدت كل عريس وعروس أن يحسنا الاختيار وألا يتسرعا فى الارتباط قبل أن يتأكدا من أنها زيجة العمر ولا يرتبطا بأحدهما الآخر إلا بعد أن يثبت أن لديهما كل عناصر ثبات ودوام الحياة الزوجية والعشرة الهادئة المحترمة وحسن تربية الأولاد والتعاون والتفاهم والتراحم بين الزوجين, وناشدتهم أيضا أن يكون كل شىء على بياض بمنتهى الشفافية والوضوح مثل المسائل المالية والصحية والاجتماعية والطباع المتوافقة والحب أو المحبة قبل كل شىء  !

***

أقول من واقع خبرتى في حل مشاكل الزواج أو الطلاق والحياة من خلال مجلة "حواء" الغراء أؤكد أنه يجب أن نبحث فى الجذور قبل أن نبحث فى شرعية الطلاق الشفهى أو غيره ! الجذور هى التربية فى منزل الوالدين منذ النشأة الأولى قبل الزواج ووضوح الرؤية والصراحة وقبل كل شىء الإصرار على استمرار الحياة الزوجية !

ولابد أن أقرر فى هذا الصدد أن طلاق الفقراء يختلف كثيرا عن طلاق الأغنياء ولكل منهما أسباب ومسببات وحكايات مختلفة, وربما لأننى منفعلة لقصة طلاق قارئتى (زينب) من أبو النمرس محافظة الجيزة فإننى أبدأ بطلاق الفقراء ثم بعد ذلك أن أحكى لكم عن طلاق الأغنياء .

***

السيدة زينب عبدالحميد 39 سنة من الجيزة قالت لى إنها حاصلة على بكالوريوس من معهد الخدمة العامة, وأنها من أسرة متوسطة الحال, فوالدها مزارع يمتلك بضعة أفدنة فى قرية أبو النمرس بالجيزة ولها أربعة أشقاء وشقيقات, ونأتى إلى حكايتها هى, فقد تخرجت والتحقت بالعمل كمدرسة بمدرسة إعدادية حكومية وتقدم لها الخطاب بعد تخرجها وعملها, فاختار لها والدها زميلا لها يعمل مدرسا أيضا فى مدرسة للبنين فى نفس المحافظة, وتقول زينب إنها تزوجت منه وكانت فى البداية سعيدة وموفقة تجمع بين الاهتمام ببيتها وعملها دون تقصير فى أيهما, وكان العيب الذى تأخذه على زوجها هو إصراره على أن يأخذ منها مرتبها كاملا فى أول كل شهر دون أن ينقص مليما واحدا حتى أنه لم يسمح لها بأن تأخذ منه مصروفا لها لكى تشترى ما يلزمها وهذا بحجة أنه مسئول عن بيت آخر وهو بيت والدته التى لا عائل لها سواه  !

***

وتسطرد.. كنت أقول إنه ابن بار ومن لا خير له فى أمه لا خير له فى أحد, لكنه كان يقتر على بيته حتى أننى كنت ألجأ إلى والدى ووالدتى إذا لزمنى شىء عاجل, ومع ذلك لم أتذمر وسارت الحياة عادية ورزقت بولدا وبنتا فى غاية الصحة والجمال, حتى كان أحد الأيام السوداء التى لم أشعر فيها إلا وأنا فى المستشفى بعد أن وقعت فى المدرسة وحملنى زملائى وزميلاتى إلى المستشفى القريب, وهناك كانت المفاجأة الأليمة التى لم يكن لها أية مقدمات بل أننى كنت أوفر أتعاب أية شغالة وأقوم بكل العمل المنزلى وحدى.. فماذا كان موقف زوجى العزيز عندما علم بالمفاجأة الأليمة.

 الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة