قررت أن تتحرر من أفكار القرية، لتطلق أحلامها بين أرجاء الصحراء، تأخذ علي عاتقها وعدها لوالدها قبل وفاته دافع لتكون شخصية ناجحة ذات قيمة فى المجتمع، لتترك بصمة يتذكرها كل من يعرفها، من خلال رحلاتها وتجولها بين الصحراء والجبال والمحميات الطبيعية.
ريهام أبوبكر فتاة في الثامنة والعشرين، من قرية صغيرة بمحافظة الغربية، بدأت السفر بمفردها منذ عشرة أعوام. طافت صحراء مصر بحكم دراستها للجغرافيا التى عشقتها.
تخرجت من كلية الآداب قسم الجغرافيا جامعة القاهرة، وتستعد لمناقشة الماجستير فى الجغرافيا ليكون حبها للسفر مثقول بالدراسة، والمعلومات الدقيقة لطبيعة الأماكن ومناخها وسكانها من الزواحف، والحيوانات.
أستنكرت«ريهام» وصف البعض للصحراء بالمخيفة، التي توجد بها حيوانات مفترسة، قائلة:« أننا نلعب ونتصور معهم سيلفى، طالما أننا لن نؤذيها أو نقترب من بيتهم فهم حيوانات أليفة، وليس كما يصورها البعض».
«ريهام» قالت إنها تقوم بإخبار المسافرين معها قبل انطلاق كل رحلة، بالتعليمات الخاصة بطبيعة المكان الذى تستعد للسفر إليه مثل «عدم تحريك صخرة مرة واحدة، لأن من الوارد وجود تحتها زواحف, والابتعاد عن الحفر الصغيرة الموجودة بالمناطق الرملية على شكل رسمه ثعبان أو خربشة عقرب.
الشئ الوحيد الذى يعرقل مسيرتها كما ذكرتها تكمن في «الموافقات الأمنية والتصاريح». وقالت أبو بكر:« إن السفر والترحال شكل جزء كبير من شخصيتى بعد فقدان والدى، وأعطاني رؤية أكبر وأعمق ونظرة فلسفية للأمور، ممكن أن تمر على الآخرين مرور الكرام، بالإضافة لتوسع مداركى أكتر واكتسبت ثقة فى نفسى جعلتنى أتصدى للمواقف الصعبة أثناء السفر والتحلى بالصبر وقوة التحمل».
من ضمن نظريات « ريهام » الفلسفية، أن السفر والتأمل للطبيعة يقوى من علاقتها بالله، لأنها تشعر أن الله أبدع صنعه، وسخره للبشر، وعليهم أن يجتهدوا ويسعوا لترك بصمات فى الأرض.
« الرحالة» مثلما أطٌلق عليها لا تنشغل بحديث المواطنين المحبطين، ولا تلتفت لنظرة الرجل الشرقى، وتخوفه من نجاحها، واعتقاده بتقصيرها للواجبات الزوجية، وإهمال أسرتها، مؤكده علي أنها لن تقبل أقل من رجل يثق فى نفسه، أولاً ويحترم طموحها، ويقدر طبيعة عملها ليساعدها على تحقيق المزيد من النجاح.
«الرحالة » لخوض مغامرة جديدة لتحسين صورة السياحة بالداخل والخارج، لإثبات وجود الأمن والأمان، ولتغير صورة مصر بالإعلام، والتي يروج لها البعض بأنها «بلد غير مؤهلة للسياحة والاستثمار».