تشهد الأرض خلال العام الجاري أربع ظواهر فلكية مميزة تشمل كسوفات للشمس وخسوفات للقمر، وتبدأ أولى تلك الظواهر في مارس المقبل بخسوف كلي للقمر يتبعه كسوف جزئي للشمس إلا أن المنطقة العربية، بما فيها مصر، ستشهد واحدة فقط من هذه الظواهر، مما يوفر فرصة نادرة لعشاق الفلك للاستمتاع بمشهد كوني ساحر.
وقال رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور ياسر عبدالهادي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، إنه يمكن الاستفادة من ظاهرتي الكسوف الشمسي والخسوف القمري للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية أو الهجرية، حيث إن الظواهر تعكس بوضوح حركة القمر حول الأرض وحركة الأرض حول الشمس.
وأضاف أن الكسوف الشمسي لا يحدث إلا إذا كان القمر محاقا، فيما يقع خسوف القمر بأنواعه عندما يكون القمر بدرًا، مشيرا إلى أن خسوف القمر الأول في 2025 سيكون خسوفا كليا يحدث يوم الجمعة 14 مارس المقبل، ويتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر رمضان للعام الهجري الحالي 1446، ويغطي فيه ظل الأرض 118% تقريبا من سطح القمر.
وأوضح أن هذا الخسوف الكلي لن يرى في مصر والمنطقة العربية ويمكن رؤيته في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها أوروبا، وأجزاء كبيرة من "آسيا، وأستراليا، وأفريقيا"، ومن أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، والمحيط الهادئ، والمحيط الأطلسي، والقطب الشمالي، والقارة القطبية الجنوبية.
ولفت إلى أن جميع مراحل الخسوف ستستغرق منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها ست ساعات وثلاث دقائق تقريبا، فيما يستغرق الخسوف الكلي ساعة واحدة وخمس دقائق تقريبا.
ونوه بأن أول كسوف للشمس سيحدث يوم 29 مارس المقبل، وهو من النوع الجزئي، ويتفق توقيت وسطه مع اقتران شهر شوال للعام الهجري الحالي، وعند ذروته يغطي قرص القمر حوالي 94٪ من قرص الشمس.
وأشار إلى أن الكسوف الجزئي سيستغرق منذ بدايته وحتى نهايته ثلاث ساعات وثلاث وخمسين دقيقة تقريبا، ولن يمكن رؤيته في مصر والمنطقة العربية، وسيرى في أوروبا، وشمال آسيا، وشمال غرب أفريقيا، وجزء كبير من أمريكا الشمالية، وشمال أمريكا الجنوبية، والمحيط الأطلسي، والقطب الشمالي.
من جانبه، قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة إن الخسوف الثاني للقمر في 2025 سيحدث يوم 7 سبتمبر القادم ، وهو من النوع الكلي، وسيكون هذا الخسوف الخريفي مرئيا في أجزاء واسعة من مصر والعالم العربي والأجزاء الشرقية من أوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا ونيوزيلندا.
وأضاف أن كسوف الشمس الثاني والأخير لعام 2025 سيحدث يوم 21 سبتمبر القادم، وهو من النوع الجزئي ولن يرى في مصر والمنطقة العربية للشمس، وسيكون مرئيا في القارة القطبية الجنوبية ونيوزيلندا وجنوب المحيط الهادئ.
وعن ظاهرتي الكسوف والخسوف، أوضح أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس أن كسوف الشمس هو وقوع ظل القمر على الأرض ويحدث نهارا، وأن خسوف القمر هو وقوع ظل الأرض على القمر ويحدث ليلا.
وأضاف أن كسوف الشمس (سواء كلي أو جزئي أو حلقي) لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر محاقا، أي عندما يكون القمر بين الشمس والأرض (ليسقط ظل القمر على الأرض)، وخسوف القمر لا يحدث أبدا إلا إذا كان القمر بدرا، أي عندما تكون الأرض بين الشمس والقمر (ليسقط ظل الأرض على القمر).
وتابع الدكتور أشرف تادرس، أنه بناء على ذلك، فإن كسوف الشمس وخسوف القمر تكون الفترة بينهما دائما حوالي أسبوعين، وهي الفترة التي تفصل بين المحاق والبدر.
وذكر أن ظاهرة كسوف الشمس تحدث عندما تصطف الشمس والقمر والأرض في خط مستقيم، بحيث يمر القمر بينها وبين الشمس ما يؤدي إلى حجب صورة الشمس كليا أو جزئيا لسكان الأرض، ويحدث الكسوف الكلي للشمس عندما يكون القطر الزاوي للقمر أكبر من الشمس، ما يحجب كل ضوء الشمس المباشر، ويحول النهار إلى ظلام، فيما يحدث كسوف الشمس الجزئي عندما تصطف الأرض والقمر والشمس على خط مُستقيم، ويبدأ القمر بالمرور من أمام الشمس حاجباً أشعتها عن الأرض، لكن ظل القمر أصغر بكثير من أن يغطي الأرض كلها، وقد يحجب الكسوف الجزئي ربع قرص الشمس، أو نصفه، أو أي جزء منه أقل من الكامل، وقد يستمر لعدة ساعات.
وبالنسبة لخسوف القمر، فهو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية، وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كامل فيكون "خسوفا كليا"، أو اقتران جزئي فيكون "خسوفا جزئيا"، ويحدث الخسوف الكلي عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض.. وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، ما يؤدي إلى فقدان رؤيته نهائياً في أوقات منتصف الليل، فيما يحدث الخسوف الجزئي عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف جزء من قرص القمر، ويبدو ظل الأرض على وجه القمر.