أكدت جامعة الدول العربية ، أهمية العمل على سد الفجوة الرقمية بين الدول العربية وتوفير خدمة الانترنت للأفراد كحق مكتسب، والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الميثاق الرقمي العالمي، بالإضافة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتطوير البنى التحتية، ورأب الفجوة الرقمية بين المدن والمناطق النائية، وإتمام عمليات التحول الرقمي، وأهمية تنمية الكوادر البشرية.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير الدكتور علي بن ابراهيم المالكي ، اليوم الخميس ، أمام الدورة 28 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات التي انطلقت اليوم الخميس بالقاهرة برئاسة الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجمهورية مصر العربية وباستضافة من وزارة الاتصالات المصرية، وحضور عدد من الوزراء المعنيين بالاتصالات في الدول العربية .
ودعا السفير المالكي ، في كلمته، مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات للعمل على مساندة ودعم دولة فلسطين في التحديات التي تواجه قطاع الاتصالات الخاص بها، مشيدا بالجهود الحثيثة التي بذلتها الدول العربية لدعم دولة فلسطين سواء بدعم حقوقها في مختلف المؤتمرات الدولية ذات الصلة بالاتصالات وتقنية المعلومات أو عن طريق المساعدات والدعم الفني، من أجل دفع تخفيف الأعباء على الشعب الفلسطيني.
ونوه المالكي إلى الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربا عن الشكر والتقدير للدول التي قامت بجهود الوساطة، وهي مصر وقطر والولايات المتحدة، سائلا الله أن يرحم جميع الشهداء الفلسطينيين وأن يشفي جميع الجرحى والمرضى.
وقال المالكي إن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يحتاج إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتطوير البنى التحتية، ورأب الفجوة الرقمية بين المدن والمناطق النائية، وإتمام عمليات التحول الرقمي، مؤكدا أهمية تنمية الكوادر البشرية التي لا يمكن الاستغناء عنها في العمل بهذه التكنولوجيات، مشيرا إلى دور مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات وكافة الأجهزة التابعة له في هذا الصدد .
ولفت إلى أن العام الماضي شهد العديد من الفاعليات الهامة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، أبرزها المنتدى العالمي لحوكمة الانترنت في المملكة العربية السعودية والذي يعتبر من أهم المنتديات الخاصة بتقنية المعلومات لمناقشة مستقبل الإنترنت وتحدياته، حيث هدف إلى تعزيز التعاون الرقمي العالمي في عصر الذكاء الاصطناعي، ودعم الاقتصادي الرقمي، وضمان نفاذ الجميع إلى الإنترنت، من خلال أربعة محاور رئيسية، هي تسخير الابتكار وموازنة المخاطر في الفضاء الرقمي، وتعزيز المساهمة الرقمية في السلام على الشعب الفلسطيني في هذا العصر الرقمي الذي نشهده، وأود هنا أتوجه بالشكر للمملكة على جهودها المقدرة في إنجاح هذا المنتدى.
وأضاف "أننا شهدنا خلال عام 2024 إطلاق الميثاق الرقمي العالمي، والذي كان إحدى مخرجات قمة المستقبل، وحرصت المجموعة العربية أن تكون آليات تنفيذ الميثاق الرقمي العالمي ومتابعته متوائمة مع الآليات الحالية المعتمدة، وعدم إنشاء آليات جديدة لمتابعة وتنفيذ الميثاق لتفادي الازدواجية وعدم تسيس القوانين والإعلانات الدولية وغيرها من الاتفاقيات وذلك من خلال عدم تكرار هذه القوانين والإعلانات بشكل مسهب في نصوص الميثاق".
وأشار إلى أن المجموعة العربية أكدت أهمية العمل على سد الفجوة الرقمية بين الدول وتوفير خدمة الانترنت للأفراد كحق مكتسب، بالإضافة إلى العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الميثاق الرقمي العالمي، وأهمية الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الجوانب الأخلاقية والثقافية والدينية وخصوصيات الشعوب عند التطرق لموضوعات حقوق استخدام الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى أهمية تضمين حق الدول في التنمية والتطوير والابتكار في مجال تقنية المعلومات في ميثاق المستقبل مع أهمية إدماج اعتبارات حقوق الإنسان في نسيج الابتكار التكنولوجي.
ولفت إلى أن فرق العمل المتخصصة المنبثقة عن مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات عقدت العديد من الاجتماعات خلال عام 2024، وكان أهمها اجتماعات الفريق العربي للتقييس للتحضير والمشاركة في أعمال الجمعية العالمية لتقييس الاتصالات WTSA-24 والذي عقدت خلال شهر أكتوبر الماضي بالهند، وقد تحصلت المجموعة العربية على ثلاث مقاعد لرؤساء المجموعات الدراسية، بالإضافة إلى 29 مقعدا لنواب الرئيس لمختلف المجموعات الدراسية الخاصة بقطاع التقييس، مضيفا "نحن على أن ثقة أن المملكة العربية السعودية من خلال رئاستها للفريق ستعمل على تحقيق مكاسب للمجموعة العربية بفضل إدارتها الحكيمة والرشيدة".
وأوضح أن الفريق العربي للذكاء الاصطناعي عقد العديد من الاجتماعات للانتهاء من الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي والتي ستعرض على مجلسكم الموقر للنظر في اعتمادها والبدء في تنفيذ الأنشطة الخاصة بها وتعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الذكاء الاصطناعي خلال هذا العام.
ونوه المالكي إلى أن هناك إنجازات عديدة للدول العربية في قطاع البريد، حيث تم البدء في تنفيذ خطة عمل تنموية إقليمية للمنطقة العربية، والتي تم إعدادها بالتعاون بين الدول العربية والمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي، وتتضمن هذه الخطة مجموعة من المشروعات والبرامج وورش العمل والتكوينات يقوم المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي بتمويلها وتنفيذها لصالح المنطقة العربية،كما حققت المجموعة العربية نتائج مشرفة خلال العام 2024، حيث فازت عدة دول عربية بجوائز ذهبية من الاتحاد البريدي العالمي وإشادة بتطور الخدمات البريدية لديها.
وقال إن العام الجاري سيشهد العديد من الفاعليات والمؤتمرات الهامة لعل أبرزها مؤتمر تنمية الاتصالات العالمي WTDC 25 والذي سيعقد خلال شهر نوفمبر المقبل في أذربيجان، داعيا الفريق العربي المعني بالتحضير للمؤتمرات للتحضير الجيد وحث الدول العربية للمشاركة الفعالة في أعمال الفريق.
ودعا المالكي ،مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات ،إلى تبني تفعيل الأجندة الرقمية العربية والتي تم اعتمادها من قبل المجلس ، ومن القادة العرب خلال أعمال القمة العربية في السعودية 2023، حيث تستضيف المملكة الأردنية الهاشمية أعمال المنتدى الثاني للتعاون والتنمية الرقمية والذي تنظمه الأمانة العامة بالتعاون مع( الإسكوا )للبدء في تنفيذ الاجندة الرقمية خلال الفترة من 22 إلى 24 فبراير المقبل، كما تقوم الفرق الفنية العربية المتخصصة التابعة للجنة العربية الدائمة للبريد بالتحضير حالياً استعداداً للمؤتمر العام القادم للاتحاد البريد العالمي الذي سوف تستضيفه دولة الامارات العربية المتحدة خلال شهر سبتمبر المقبل في دبي.
وأوضح أن جدول أعمال المجلس اليوم يشمل العديد من البنود الهامة التي تتضمن التنسيق بشأن الموضوعات الخاصة بفرق العمل الفنية الخاصة بلجنتي البريد والاتصالات، وكذلك النظر في إقرار الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي التي بذل فيها الكثير من الجهد من قبل الفريق العربي برئاسة جمهورية مصر العربية،متمنيا أن تصبح نواة للبدء في تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال الذكاء الاصطناعي الذي شهد طفرة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف أن جدول الأعمال يتضمن العديد من الموضوعات والقضايا الهامة مثل القضايا الخاصة بدولة فلسطين، الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات، وموضوعات الأمن السيبراني والتعاون العربي- الصيني مع المجموعات والمنظمات الإقليمية الأخرى وبحث التعاون العربي مع كافة أصحاب المصلحة، وتنسيق العمل بين المنظمات العاملة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات في المنطقة العربية.
ويتضمن جدول أعمال المجلس،الذي يعقد على مدى يوم واحد، عددا من الموضوعات الهامة أبرزها، التحديدات التي تواجه قطاع الاتصالات بدولة فلسطين إثر أحداث الحرب على قطاع غزة، واعتماد الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي، ووضع رؤية عربية بشأن الميثاق الرقمي العالمي الذي صدر عن أعمال قمة المستقبل والتي عقدت خلال شهر سبتمبر 2024 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومدى توافقه مع الاجندة الرقمية العربية.
كما يبحث الوزراء ،التعاون العربي مع المجموعات والمنظمات الإقليمية الأخرى العاملة في مجال الاتصالات والمعلومات، بالإضافة إلى مبادرة العاصمة الرقمية العربية، والآلية العربية للحد من مخاطر الكوارث باستخدام الاتصالات وتقنية المعلومات. واعتماد طابع بريد تذكاري بمناسبة مرور 80 عاما على تأسيس جامعة الدول العربية، واعتماد تقارير الفرق الفنية الخاصة بلجنتي الاتصالات وتقنية المعلومات، والبريد، بالإضافة إلى آخر التحضيرات لمشاركة المجموعة العربية في المؤتمرات الدولية في مجال الاتصالات والبريد.