نظمت قاعة العرض، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة «التراث الحضاري» لمناقشة كتاب «رسالة في علم الكتابة والأحبار»، الصادر عن سلسلة التراث الحضاري بالهيئة المصرية العامة للكتاب، لمؤلف مجهول من العصر العثماني، وقد قام بتحقيقه ودراسته كل من الدكتور حسن علي عبيد، أستاذ علوم الآثار والمخطوطات بكلية الآثار جامعة عين شمس، والدكتور يحيى زكريا السودة، أستاذ الحضارة المصرية بجامعة الأزهر، والدكتور أحمد جمعة عبدالحميد، وأدارت الندوة الناقدة الدكتورة سلوى بكر في جناح وزارة الثقافة.
في مستهل الندوة، أكدت الناقدة سلوى بكر أن تطور صناعة الكتاب في الحضارة العربية الإسلامية كان أمرًا بالغ الأهمية، حيث لم تقتصر صناعة الكتاب على مجرد الكتابة، بل شملت العديد من المهارات المتعلقة بالأحبار ومواد الكتابة.
وأوضحت أن كتاب «رسالة في علم الكتابة والأحبار» يمثل جزءًا من هذه الكتابات التي تزخر بها التراث العربي، مشيرة إلى أن هذه الصناعة كانت فنًا وعلمًا واحتاجت إلى مهارات دقيقة لضمان استمرارية الكتابة وحماية المخطوطات من التلف.
وتحدث الدكتور حسن عبيد عن أهمية الكتابة وإحياء العلوم القديمة، مشيرًا إلى أن العديد من المخطوطات التي تحتوي على علوم دينية وطبيعية تمثل كنزًا حضاريًا يجب أن يتم الاهتمام بها وإعادة نشرها، لا سيما في ظل النهضة العلمية الحديثة التي تشهدها مصر.
و تناول الدكتور يحيى زكريا السودة في حديثه تقنيات صناعة الكتاب المخطوط، مؤكدًا أن صناعة الكتاب المخطوط كانت واحدة من أهم الصناعات خلال العصور الإسلامية، وتميزت بوجود ملايين المخطوطات الإسلامية في المكتبات والمتاحف حول العالم.
وشرح السودة المواد والخامات التي كانت تُستخدم في صناعة المخطوطات، مثل الحسب، الأكتاف، الرقوق، والورق، بالإضافة إلى الأحبار المستخدمة في الكتابة، سواء كانت أحبارًا سوداء أو ملونة.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني