تحتفل الطرق الصوفية، يوم الثلاثاء المقبل الموافق 28 يناير 2025، بالليلة الختامية لمولد السيدة زينب الكبرى رضي الله عنها بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في مسجدها بالقاهرة.
وتشهد هذه المناسبة، توافد آلاف الأشخاص على حي السيدة زينب بالقاهرة، حيث لا يقتصر الاحتفال بهذه الليلة على أهل التصوف فقط، بل يشارك مختلف فئات المجتمع المصري كذلك.
حيث يحتشد الزوار في محيط المسجد، بينما ينتشر الباعة على طول الشوارع المحيطة بالمسجد لبيع الحلوى، والعطور، والأعلام التي تحمل عبارات دينية، فضلاً عن المنتجات التراثية التي ترتبط بالاحتفال، وتتكامل الاستعدادات بتوفير خدمات إضافية مثل نقاط الإسعاف والخدمات الأمنية لضمان سلامة الزوار.
وتشهد تلك الليلة وسابقاتها إقامة حلقات الذكر والإنشاد الديني التي تحييها فرق صوفية، حيث تُقدم الابتهالات والمدائح النبوية التي تعبر عن حب آل بيت النبي، ما يعطي الأجواء روحانية خاصة.
السيدة زينب
وولدت السيدة زينب بنت علي -رضي الله عنهما- سنة خمس من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- فسماها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - "زينب" وتولى أبوها وجدها تربيتها وتنشئتها حتى بلغت سن التميز فظهرت عليها علامات النبوغ فعلمها علي كرم الله وجهه وأحسن تعليمها وأدبها فأحسن أدبها فنشأت متفقة في دين، حيث حفظت القرآن الكريم وروت أحاديث جدها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فكانت رضي الله عنها آية في العلم والدين وحسن الخلق وروى عنها ابن عباس كثيرًا من الأحاديث النبوية الشريفة.
وفي وصفها، قيل أنها كانت رقيقة القلب سريعة الدمع شديدة الخوف من الله تصوم النهار وتقوم الليل، وكانت دائما تناجي الله وتدعوه سبحانه في خشوع وخضوع بدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "يا من لبس العز وتردى به، وتعطف بالمجد وتحلى به أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم وكلماتك التامات المباركات أن تصلي على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين، وأن تجمع لي خيري الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين".
مسجد السيدة زينب
ويعد مسجد السيد زينب أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر، وينسب إلى السيدة "زينب" حفيدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويقع المسجد في حي السيدة زينب، حيث أخذ الحي اسمه من صاحبة المقام الموجود في داخل المسجد، وهو يتوسط الحي ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضا بميدان السيدة زينب.
والمشهور، أن المسجد مبني فوق قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين حيث يروي بعض المؤرخين أنها رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر، واستقرت بها تسعة أشهر ثم ماتت ودفنت حيث المشهد الآن، ويعتبره الكثيرون من أهم المزارات الإسلامية بمصر.
حكم الاحتفال بالمولد؟
وعن حكم الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم، أفتت دار الإفتاء المصرية بجواز ذلك، لما فيه من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولورود الأمر الشرعي بتذكر الصالحين، فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ [مريم: 16]، ومريم عليها السلام صديقة لا نبية، وكذلك ورد الأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومن أيام الله تعالى أيام الميلاد لأنه حصلت فيه نعمة الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابا لشكر نعم الله تعالى على الناس.