أكد الدكتور خالد عكاشة، مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أهمية وجود مشروع عربي متكامل لصناعة ورسم مستقبل الشرق الأوسط و حماية المصالح العربية في ظل وجود دول كبرى و دول متوسطة منخرطة في المنطقة لحماية مشروعاتها ورسم ملامح المنطقة.
وأضاف الدكتور عكاشة ، في الندوة التي نظمها المركز تحت عنوان "اعادة هيكلة: معادلة توازن القوى في الشرق الأوسط"، على هامش فعاليات الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن ما ينقصنا في الوقت الراهن هو هذا المشروع العربي المتكامل ليمسك بزمام صناعة مستقبل منطقتنا.
ودعا الدول العربية الكبرى والدول العربية الرئيسية بأن تمثل قاطرة لصناعة هذا المشروع ويكون له قدر كبير من الأهمية، منبهاً إلى أنها مهمة وجودية للدول العربية حال أرادت أن ترسم قرارها بيدها والا تسمح لمصالحها بأن تهدد في ظل هذه الحركة الكبيرة التنافسية بين القوى الكبرى والقوى المتوسطة.
وأوضح أن تلك الندوة التي ينظمها المركز المصري تسعى لمناقشة مسألة إعادة التوازن القوى في الشرق الأوسط خاصة في ظل وجود عدد من الفاعلين في المنطقة وكل منهم له خطة تخص مصالحه في المنطقة.
وأشار إلى أن ما حدث خلال العامين الماضيين أثبت أن رؤية الولايات المتحدة الأمريكية وطرحها المتعلق بمغادرة المنطقة وإدارة شؤونها عبر وكلائها لم تكن ناجحة، منوهاً في هذا الصدد بأن واشنطن اتمت مفاوضات اتفاقية الهدنة ما بين إسرائيل وحركة حماس وحتى قبل أن تتسلم الإدارة الجديدة مهامها ومارست عمليات الضغط على الأطراف المختلفة للوصول إلى وقف لإطلاق النار، علاوة على مشاركتها في اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل.
وأعرب الدكتور عكاشة عن اعتقاده في ان الولايات المتحدة لن تغادر منطقة الشرق الأوسط بل ستكون شريكة رئيسية في إعادة هيكلة الشرق الاوسط بشكل او بآخر، معتبراً أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على نفس النهج الأمريكي السابق خلال الأربع سنوات القادمة.
ورأى مدير المركز المصري أن تواجد القوى العظمى الأخرى مثل الصين وروسيا، على الارض في منطقة الشرق الأوسط حتى وان لم يكن بالمستوى الأمريكي إلا ان كلا الدولتين لديه أذرع مؤثرة وفعالة.
وحذر الدكتور خالد عكاشة كذلك من القوى المتوسطة الحاضرة في منطقة الشرق الأوسط والتي لها مشروعات متكاملة في المنطقة وتنظر لنفسها على أن لها دورا في رسم ملامح المنطقة.