أكد رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة الدكتور عماد عدلي، أهمية الدليل الاسترشادي لدعم ملف التشجير في مصر باعتباره مستندًا أساسيًا لتنفيذ برامج مبادرة "100 مليون شجرة"، مشيرًا إلى أن الدليل يعكس قدرة الدولة على تنفيذ المبادرة بنجاح.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمتها وزارة البيئة، اليوم الأحد، تحت شعار "مصر خضراء مستدامة نحو اقتصاد دائري وتحول أخضر عادل"، لمناقشة آليات تنفيذ محتويات الدليل الاسترشادي لدعم ملف التشجير في مصر، وذلك في إطار الاحتفال بيوم البيئة الوطني 2025.
وقال الدكتور عماد عدلي، إن وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد تولي اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ توجيهات مجلس الوزراء بإنشاء مشتل على مساحة 1000 متر في كل محافظة؛ لتوفير الأشجار اللازمة لعمليات التشجير.
من جانبه، أوضح وزير الزراعة الأسبق ورئيس اللجنة الاستشارية لدعم ملف التشجير الدكتور أيمن فريد أبو حديد أن اللجنة تختص بوضع الهيكل الأساسي والتنظيمي للدليل، بينما تُوكل عمليات التنفيذ لوزارة التنمية المحلية، وتكون وزارة الزراعة مسئولة عن المتابعة والمراقبة، مؤكدًا التعاون مع وزارة الموارد المائية والري؛ لضمان توفير كميات المياه اللازمة وفقًا للخطة الموضوعة.
وشهدت الجلسة مناقشات حول دور الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني في المبادرة، وأهمية مشاركتها في الجهود الوطنية لدعم ملف التشجير وتحديد احتياجات كل محافظة مع ضرورة إشراك القطاع الاستثماري لتحمل مسؤوليتهم المجتمعية في زراعة الأشجار حول المصانع ،بما يدعم الاستدامة البيئية.
وبدورها..أكدت اللجنة الاستشارية لدعم ملف التشجير أن اختيار أنواع الأشجار سيتم وفق خطة دقيقة، بحيث تتناسب مع طبيعة المناطق بكل محافظة سواء كانت سكنية أو صناعية أو على الطرق والمحاور المرورية.
وأوضحت أنه سيتم التركيز على الأشجار الخشبية للاستفادة منها استثماريًا، حيث تم اعتماد عقد موحد بمجلس الوزراء لاستغلال الغابات الشجرية وفقًا لنظام حق الانتفاع للقطاع الخاص، مما يحقق نقلة نوعية في إدارة هذه الغابات.
وبدوره..قال أستاذ التشجير والغابات بمركز البحوث الزراعية وعضو اللجنة الاستشارية الدكتور عمرو ربيع إن المبادرة تهدف لتطبيق قواعد الاستدامة، حيث تتضمن خطة لاستبدال الأشجار التالفة، واختيار أنواع أشجار تتناسب مع المناخ والتربة لضمان استدامتها، مشيرًا إلى وجود بروتوكول تعاون بين وزارات البيئة والإسكان والزراعة بشأن زراعة الغابات الشجرية ووسائل الري الخاصة بها.
ومن ناحيته..قال الأستاذ المتفرع بمركز البحوث الزراعية الدكتور حسام حسن إن وزارة البيئة قامت بتوفير نسخة ورقية وآخرى إلكترونية من الدليل الاسترشادي؛ لضمان وصوله إلى الجهات المعنية وتحقيق الاستفادة القصوى بمشاركة جميع الجهات الحكومية والأهلية.
ومن جهته..أوضح الأستاذ الباحث المتفرغ بمركز بحوث الصحراء وعضو اللجنة الاستشارية لدعم ملف التشجير الدكتور مصطفى الحكيم أن هناك أكثر من 16 غابة شجرية في مصر تُروى بمياه الصرف الصحي، في إطار التعاون بين وزارتي البيئة والزراعة، مع مراعاة خصوصية كل منطقة ونوعية الأشجار المناسبة لها.
وفي ختام الحلقة النقاشية، أكد رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة أن اليوم يمثل البداية لنشر الدليل الاسترشادي مما يتيح للجمعيات الأهلية المشاركة في نشره من خلال فيديوهات تعليمية لتعزيز الوعي البيئي وحشد الجهود للمشاركة في عمليات التشجير وحماية البيئة.
يذكر أن يوم البيئة الوطني يوافق يوم 27 يناير من كل عام؛ لرفع الوعي بالقضايا والتحديات البيئية، وتشجيع المواطنين على تبني سلوكيات إيجابية تجاه البيئة، ومواجهة التحديات البيئية الوطنية وصون الموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة.