الإثنين 27 يناير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب الـ 56| امحمود الربيعي يستعرض «تأملات في مسيرتي النقدية»

  • 26-1-2025 | 19:48

محمود الربيعي

طباعة
  • همت مصطفى

شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة جديدة اليوم  بعنوان: «تأملات في مسيرتي النقدية»، وحاضر فيها الناقد الدكتور محمود الربيعي، وأدارها الناقد الدكتور أحمد درويش.

رمز كبير في النقد العربي

أشاد الدكتور أحمد درويش، بالدكتور محمود الربيعي، واصفًا إياه بأنه «رمز كبير من رموز النقد في العالم العربي»، وأعماله النقدية تعد إرثًا ثقافيًا ثريًا. 

وأوضح «درويش» أن الربيعي يجمع بين العمق والتجدد، مشيرًا إلى أن مؤلفاته، مثل كتابه "الصوت المنفرد"، تحمل صوتًا نقديًا مميزًا أثر في أجيال متعددة. 

وأضاف: أن الربيعي تناول العديد من المجالات النقدية، بدءًا من الشعر والسرد إلى السيرة الذاتية والترجمة، مما جعله نموذجًا يحتذى به في الثقافة العربية.

رحلة ملهمة من القرية إلى العالمية

و استعرض الدكتور محمود الربيعي أبرز محطات حياته، مشيرًا إلى نشأته في قرية فقيرة خالية من الكهرباء والمياه الجارية، حيث بدأ رحلته الثقافية بحفظ القرآن الكريم واستلهام الأشعار الصوفية والقصص الشعبية. 
وأوضح كيف شكلت هذه العناصر مزيجًا فريدًا من ثقافته، عززه بدراسته في الأزهر الشريف، ثم كلية دار العلوم، وصولًا إلى دراساته في لندن التي أسهمت في تطوره النقدي.

التوازن بين التقليد والتجديد

أكد الربيعي أن منهجه النقدي قائم على المزج بين الثقافة التقليدية والحداثة الأوروبية، موضحًا أنه يولي أهمية كبرى للغة العربية التي تعد جوهر تكوينه. 

وأشار إلى شغفه بالشعر، معتبرًا إياه «أبو الفنون»، ومؤكدًا أنه لا يكتب إلا في الموضوعات التي يحبها، مضيف : «الشعر يمنح الأدب الواقعي قيمة إضافية، وقراءتي للشعر لا تنقطع مهما كانت الظروف»

رسالة للشباب والنقاد

وجه الربيعي نصيحة للشباب، داعيًا إياهم إلى قراءة الأدب الذي يحبونه، معتبرًا أن النقد الأدبي هو وسيلة لإبراز الجمال اللغوي والمعنوي، الذي يفتح آفاقًا أوسع للحياة. 

وشدد على ضرورة أن يكون الناقد بسيطًا ومباشرًا في توصيل أفكاره للقارئ، بعيدًا عن التعقيد والجمود.

الترجمة ضرورة حياة

 وصف الربيعي «الترجمة» بأنها «ضرورة حياة»، مشيرًا إلى أنها عنصر أساسي في ازدهار الحياة الأدبية، واخترت الترجمة بناءً على ما يحب وما يفيد مجتمعه، مستذكرًا كتابه الأول المترجم «الصوت المنفرد»، الذي كان نقطة انطلاقه في هذا المجال.

واختتمت الندوة، وسط إشادة من الحضور بأثر محمود الربيعي في إثراء الساحة النقدية والأدبية العربية عبر عقود طويلة من العطاء.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

 ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.

انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة