يستعد مصنع أبو قرقاص للسكر بمحافظة المنيا لإجراء عمليات صيانة شاملة وتعديلات على خطوط الإنتاج لتتناسب مع استخراج السكر من محصول البنجر، وذلك استعدادًا للموسم الجديد المقرر انطلاقه في مارس 2025.
ويأتي هذا الإجراء بعد إعلان وزارة التموين استكمال المصنع لعملية استلام كميات القصب المستهدفة للموسم الحالي وإنتاج السكر وفقًا للخطة المحددة، عقب توقف المصنع عن الإنتاج العام الماضي.
تحديات الموسم الحالي
وكشفت مصادر مطلعة أن مصنع أبو قرقاص استقبل خلال موسم 2025 نحو 27 ألف طن فقط من القصب، وأنتج حوالي 1550 طنًا من السكر بتكلفة تقديرية بلغت 45 ألف جنيه، إلا أن المصنع توقف عن العمل بعد 15 يومًا فقط من بدء الموسم، نتيجة عدم توريد الكميات المتفق عليها من المحصول، ما أثر على طاقته الإنتاجية.
وقد بلغ إجمالي كميات القصب المستلمة من المزارعين في موسم 2023 نحو 150 ألف طن، نتج عنها 15 ألف طن من السكر، وهو ما يعكس تراجعًا ملحوظًا في التوريد، بسبب اتجاه المزارعين إلى بيع المحصول للعصارات ومصانع العسل.
أسعار توريد مشجعة
حددت الحكومة أسعارًا استرشادية جديدة لمحاصيل السكر لموسم 2025، حيث بلغ سعر توريد طن قصب السكر 2500 جنيه بزيادة 500 جنيه عن الموسم السابق، وسعر طن بنجر السكر 2400 جنيه بزيادة مماثلة، بهدف تشجيع المزارعين على زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل السكرية.
خطط طموحة لتطوير الإنتاج
تشير التقارير إلى أن مصنع أبو قرقاص، أحد أقدم مصانع السكر في مصر والشرق الأوسط ويعمل به حوالي 1800 عامل، قد تم تحويله منذ الموسم الماضي لاستقبال محصول البنجر، في خطوة لضمان استمرارية العمل.
وتستهدف وزارة التموين من خلال المصنع استلام نحو مليون طن بنجر خلال الموسم الجديد لإنتاج حوالي 140 ألف طن من السكر.
وفي إطار تطوير الإنتاج، أضافت شركة السكر والصناعات التكاملية، التابعة لوزارة التموين، خمس مراحل جديدة لاستخلاص السكر من البنجر بتكلفة 20 مليون جنيه، مما يعزز قدرات المصنع لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير.
جهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي
تواصل الحكومة جهودها بالتعاون مع القطاع الخاص لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، الذي يُعتبر من السلع الاستراتيجية الضرورية، وتبلغ احتياجات مصر السنوية من السكر حوالي 3.2 مليون طن، في حين يصل الإنتاج المحلي إلى 2.8 مليون طن، مع استيراد نحو 400 ألف طن لسد الفجوة الاستهلاكية.