الجمعة 31 يناير 2025

عرب وعالم

"فاينانشيال تايمز": طائرة مدنية تكسر جدار الصوت في سماء كاليفورنيا

  • 29-1-2025 | 09:29

طائرة

طباعة
  • دار الهلال

كسرت طائرة مدنية تجريبية، أنتجتها شركة أمريكية ناشئة، حاجز الصوت لأول مرة خلال رحلتها التي قامت بها مساء (الثلاثاء) في سماء ولاية كاليفورنيا، لتمهد الطريق مجدداً أمام عودة رحلات السفر التجارية فائقة السرعة بعد أكثر من 20 عاماً من آخر رحلة قامت بها الطائرة "الكونكورد" الشهيرة.

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم أن طائرة "إكس بي-1"، التي تنتجها شركة "بوم سوبرسونيك" نجحت في تجاوز سرعة واحد "ماخ"، أي نحو 770 ميلاً في الساعة، بعد أن بلغت ارتفاع 34 ألف قدم فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا.

وقالت الشركة، التي تتخذ من مدينة دينفر مقراً لها، وتحظى بدعم العديد من المستثمرين التكنولوجيين من بينهم سام ألتمان مؤسس "أوبن إيه آي" للذكاء الاصطناعي، إنه بعيداً عن الرحلات التي تدعمها الحكومات، فإنها تعد أول رحلة من نوعها لطائرة مستقلة متطورة تنجح في تحطيم جدار الصوت.

وأعربت شركة "بوم"، التي تأسست عام 2014 بواسطة رئيسها التنفيذي بلاك شول، عن أملها في بدء استقبال ركاب على متن رحلات خطوط الطيران التجارية التابعة لها، "أوفرتشر"، بحلول مطلع عام 2029.

وقبل انطلاق الرحلة، كان الرئيس التنفيذي للشركة شول، قد أشاد بالطائرة الجديدة فائقة السرعة، قائلاً "من الصعب المبالغة هنا. فقد مضى 22 عاماً منذ كانت هناك رحلات مدنية فائقة السرعة. لقد تقهقرت الصناعة إلى الوراء، وها نحن نعود الآن".

وقد انتهى عصر الرحلات التجارية فائقة السرعة في عام 2003 بخروج طائرات "كونكورد" من الخدمة. وكانت الطائرة ذات الاستهلاك الزائد من الوقود الذي جعلها مكلفة للغاية لاستكمال رحلاتها، فضلاً عن الضوضاء الشديدة التي كانت تصدرها ما حد من مسارات الطيران في الخطوط الجوية عبر الأطلنطي.

وأوضحت "فايناننشيال تايمز" أن حادث التحطم المأساوي لطائرة "كونكورد" في يوليو 2000، تسبب في وقف أسطول طائرات "الكونكورد بأكمله من العمل والتحليق لمدة قاربت العام.

ونظراً لوقوع الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر في العام الذي يليه، فقد جاء انخفاض أعداد المسافرين على الرحلات التجارية، بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لخطوط الطيران البريطانية والفرنسية، اللتين قررتا إنهاء برنامج تشغيل طائرات "الكونكورد" للرحلات التجارية فائقة السرعة.

وقبيل رحلة الثلاثاء التجريبية، أجرت شركة "بوم" 11 اختبار طيران لطائرة "إكس بي-1" فائقة السرعة منذ مارس العام الماضي، وكانت آخر رحلة قد بلغت سرعتها 0.95 ماخ- أي أقل قليلاً من عتبة واحد ماخ أو بسرعة توازي سرعة الصوت.

ويبلغ حجم الطائرة "إكس بي-1"، حوالي ثلث طائرة خطوط طيران "أوفرتشر"، التي تأمل شركة "بوم" في استخدامها لرحلات الركاب. وقد صممت لكي تحمل على متنها من 64 إلى 80 راكباً، والطائرة ستكون أصغر من متوسط الطائرات التجارية المستخدمة في الوقت الراهن، وستبلغ تكاليفها نحو 200 مليون دولار. وقد أمنت الشركة بالفعل طلبات ونوايا شراء من خطوط طيران "يونايتد إيرلاينز"، وأمريكان إيرلاينز"، و"خطوط الطيران اليابانية" لشراء 130 طائرة.

وقد طورت شركة "بوم" محركاتها لطائرات خطوط طيران "أوفرتشر"، بالتعاون مع "كراتوس ديفينس& سيكيورتي سوليوشن"، التي ساعدت في تصميم توربينات لمقاتلات "إف-22" و"إف-35".

وتقول الصحيفة البريطانية إنه حال نجحت طائرة "بوم" في اختبارات تطويرها، فإنها ستكون قادرة على التحليق بسرعة تصل إلى 1.7 ماخ- أي أن سرعتها ستكون ضعف أسرع طائرة ركاب تجارية حالية تنتجها "إيرباص" أو "بوينج". وسيتيح لها ذلك اختصار زمن الرحلات إلى النصف، لتصبح الرحلة من لندن إلى ميامي تقتصر على 5 ساعات فقط، ومن لوس أنجليس إلى هونولولو 3 ساعات، وقد صممت للتحليق ضمن أكثر من 600 مسار للرحلات حول العالم.

ورغم نجاح الرحلة التجريبية للطائرة المدنية فائقة السرعة، وانتقال المشروع من مرحلة التجريب إلى التطوير والإطلاق، فإن هاتين المرحلتين تمثلان تحدياً فنياً ومالياً.

وشركة "بوم" واحدة من الشركات التجارية القليلة التي لازالت صامدة في السوق. فقد تعرضت شركة "أيريون سوبرسونيك"، التي من بين داعميها شركتا "لوكهيد مارتين" و"بوينج"، للانهيار في 2021. وهناك شركة أخرى، "إكسوسونيك"، أغلقت في نوفمبر العام الماضي.

كانت آخر جولة تمويل حصلت عليها "بوم" قد بلغت 100 مليون دولار، لتصل بحصيلة الدعم الإجمالية التي حصلت عليها الشركة من المستثمرين إلى نحو 600 مليون دولار، وعلاوة على الملياردير ألتمان من "أوبن إيه آي"، فإن قائمة الداعمين تضم المتداول المالي أليكس جيركو، مؤسس "إكس تي إكس ماركتس"، وريد هوفمان، المؤسس المشارك في منصة "لينكدإن".

وحصلت الشركة أيضاً على أكثر من 250 مليون دولار من مصادر أخرى، بما فيها، القوات الجوية الأمريكية، وودائع غير مستردة من عملاء خطوط الطيران التابعة لها.

ويرى بلاك شول الرئيس التنفيذي لشركة "بوم" أن سوق خطوط طيران "أوفرتشر" ربما ستكون "أكثر من 1000 طائرة بسهولة".

واستطرد قائلاً "إذا استطعنا حل مسائل الكلفة المعقولة، والاستدامة، والأمان، فإن كل شخص سيرغب في (رحلات) السرعة الفائقة... فهذه (الطائرة) شيدت على مر عقود من التطوير منذ آخر مرة تم بناء طائرة فائقة السرعة فيها"، لافتاً إلى أن لا "بوينج" ولا "إيرباص" قامت ببناء طائرة جديدة منذ 20 عاماً.

وتتوقع شركة "بوم" أن تكون خطوط طيران الرحلات فائقة السرعة مربحة إذا بلغ السعر نحو 5 آلاف دولار للتذكرة.

وقال شول إن طائرات "أوفرتشر" سوف تشيد باستخدام مواد جديدة مثل ألياف الكربون، وستكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من "الكونكورد".

كما أن محركاتها سوف تكون قادرة على التحليق بوقود طيران مستدام.

الاكثر قراءة