منذ اندلاع العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، عملت الدولة المصرية بكل أدواتها لوقف العدوان وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، انطلاقا من ثوابت ومرتكزات واضحة تتبناها مصر تجاه القضية الفلسطينية، وأهمها أنه لا تصفية للقضية الفلسطينية أو تهجير للشعب الفلسطيني من أرضه.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي الموقف المصري وثوابته في العديد من المحافل الدولية، كذلك جددت وزارة الخارجية تأكيد ثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية، وهو أكده الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، في مباحثات هاتفية مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، اليوم، بشأن تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
الموقف المصري تجاه غزة
وشدد وزير الخارجية على أهمية عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يحرص على البقاء على أرضه ورفض النقل أو التهجير خارجها ومن ثمّ ضرورة احترام صمود هذا الشعب وحقه فى تقرير المصير.
كذلك أكد عبد العاطي أهمية مواصلة أطراف الاتفاق على تنفيذ بنوده بمراحله الثلاث، بما يسهم فى تبادل الرهائن والأسرى، ويسمح للشعب الفلسطينى الشقيق بالعودة إلى منازلهم، ونفاذ المساعدات الإنسانية بشكل مستدام للقطاع، مشيرا إلى أن ذلك يأتي كخطوة أساسية لاستعادة الهدوء والاستقرار، وبلورة أفق سياسي يسهم في إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، استناداً لحل الدولتين ووفقاً للشرعية الدولية.
قمة القاهرة 2023
ومنذ 7 أكتوبر 2023، جاء الصوت المصري واضحا مناديا بخطورة الوضع الذي تواجهه القضية الفلسطينية، وأنها تواجه منحنى شديد الخطورة والحساسية.
وأكد الرئيس السيسي، في كلمته خلال قمة القاهرة للسلام في أكتوبر 2023، أن مصر أكدت وتجدد التشديد، على الرفض التام، للتهجير القسري للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء إذ أن ذلك، ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاء لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار في العالم، على مدار ٧٥ عامًا، هي عمر القضية الفلسطينية.
وقال الرئيس السيسي حينها: "يخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني، من يظن أن هذا الشعب الأبي الصامد راغب في مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال، أو القصف."
وتابع: "كما أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين، وبتعبير صادق، عن إرادة وعزم جميع أبناء الشعب المصري فردًا فردًا، إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر" .
وأكد الرئيس السيسي في كلمته، خلال فعالية "تحيا مصر - استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين" التي عقدت في نوفمبر 2023 في استاد القاهرة أن القضية تواجه تصعيد غير محسوب، وغير إنساني، اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة، لفرض واقع على الأرض، يؤدي إلى تصفية القضية، وتهجير الشعب، والاستيلاء على الأرض.
وأكد الرئيس السيسي أن القاهرة عقدت أول قمة دولية بمشاركة دولية وإقليمية واسعة من أجل الحصول على إقرار دولي بضرورة وقف هذا الصراع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما كانت مشاركة مصر في القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة، كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقاءنا الفلسطينيين قسريًا سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن حفاظًا على عدم تصفية القضية والإضرار بالأمن القومي لدولنا.
كذلك جدد الرئيس تأكيد الموقف، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع القادة الأوروبيين، في مارس 2024 في القاهرة، فشدد على رفض مصر الكامل لأي محاولات من قبل إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني قسريًا من أرضه المحتلة منذ عام ١٩٦٧، بما فيها قطاع غزة، والضفة الغربية والقدس الشرقية.
في كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى 42 لتحرير سيناء، في أبريل 2024، أكد الرئيس السيسي موقف مصر الرافض تماما لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، حفاظا على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية لأمن مصر القومي، مشددا على "موقفنا الثابت بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزة".
وأشار الرئيس إلى ضرورة دفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
إقامة الدولة الفلسطينية ووحدة الصف
وعلى مر العقود منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، سعت مصر لضمان إقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمقررات الشرعية الدولية، تكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته.
كما تعمل مصر بجهد مستمر، لتوحيد الصف الفلسطيني وإتمام المصالحة، من خلال لقاءات مستمرة مع حركتي فتح وحماس، كان أبرز محطاتها في برعاية اتفاق المصالحة الفلسطينية عام 2017، بين الحركتين، واستضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين يوليو 2023.
وخلال جولات التصعيد المتكررة من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، على مر السنوات الماضية، حرصت مصر على إيقاف العدوان، وفي مايو 2021، طرحت مصر المبادرة لإعادة إعمار غزة بمبلغ قدره 500 مليون دولار، في إطار الدعم المباشر للأمن والاستقرار، وتخفيف معاناة الفلسطينيين.
تقديم المساعدات
وكانت مصر في طليعة الدول التي هَبَت لإغاثة أشقائها الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث قدمت نحو 70% من المساعدات التي دخلت القطاع منذ ذلك الحين، مع تسهيلها إجراءات الشَحن الجوي والبحري والبري لاستقبال هذه المعونات.
كما استضافت مصر آلاف من الجرحى من أشقائنا الفلسطينيين، ووفرت لهم الرعاية الصحية، فضلا عن تطعيم آلاف من الأطفال الفلسطينيين، وقدمت الدعم اللازم لالتحاق الطلبة الفلسطينيين بالمؤسسات التعليمية المصرية سواء من خلال وزارة التربية والتعليم أو الأزهر الشريف.