يُمثل المسرح «أبو الفنون» بداية انطلاق الشرارة نحو الثقافة والسعي نحو تطوير المجتمعات وتنميتها بالعالم وصولًا بها لحياة أرقى وأفضل، ويتفرد المسرح بقدرته عن غيره من الفنون باستهداف الجماهير من جميع الفئات باختلاف أعمارهم وهويتهم واتجاهاتهم وثقافتهم ولغاتهم وحضارتهم وسيظل هو الفن الأكثر انتشارًا بالعالم كله.
وتقدم بوابة «دار الهلال»، أشهر المسرحيات عبر سلسلة «روائع المسرح العالمي» لنتعرف على أهم المسرحيات من مختلف الثقافات مما خطها وقدمها المسرحيون في مختلف الأزمنة والعصور منذ خلق ونشأة المسرح بعالمنا.
ونلتقي اليوم مع مسرحية «النورس» لـ «أنطون تشيخوف»
الأديب العالمي الروسي أنطون تشيخوف «29 يناير 1860: 15 يوليو 1904» كاتب مسرحي وقصص قصيرة، ويعتبر من أعظم الكُتاب على الإطلاق، أنتجت مسيرته كمؤلف مسرحي أربع مسرحيات كلاسيكية، وتحظى أفضل قصصه القصيرة بتقدير كبير من قبل الكتاب والنقاد، في مختلف دول العالم، وحب وإعجاب كبير من القراء، من مختلف الثقافات في العالم بأسره، كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين.
مسرحية «النورس»
مسرحية «النورس» للكاتب أنطون تشيخوف، كُتبت عام 1895 وأنتجت لأول مرة عام 1896، وتُعتبر مسرحية النورس أول مسرحيات «تشيخوف» الأربع الرئيسية، إنه يسلط الضوء على الصراعات الرومانسية والفنية بين أربع شخصيات: كاتب القصة الشهير بوريس تريجورين»، والإبداع نينا، والممثلة الباهتة إيرينا أركادينا، وابنها الكاتب المسرحي الرمزي كونستانتين تريبليوف.
والشخصيات الرئيسية بالمسرحية جميع الفنانين، ضيوف في عقار ريفي، السيدة «أركادينا»، ممثلة في منتصف العمر، عشيقها «تريجورين» كاتب ناجح، و ابنها قسطنطين كاتب، ونينا، الممثلة الشابة الطموحة التي يحبها كونستانتين، السيدة أركادينا، التي تشعر بالغيرة من شباب «نينا» وحياتها المهنية الواعدة، تتصرف بقسوة وبغضة تجاه «قسطنطين»، وتقلل من لعبته الجديدة وتحجب الموافقة التي يسعى إليها بشدة.
و«نينا» التي أعجبت بشهرة «تريجورين»، تتجاهل كونستانتين، الذي يقتل طائر النورس ويظهرها لها، ربما في إشارة رمزية إلى أحلامه المحطمة، حيث يذهب الأربعة في طريقهم المنفصل، ولكن بعد عامين تم لم شملهم في نفس العقار، وعندما ترفض نينا كونستانتين مرة أخرى، يدمر كتاباته ويطلق النار على نفسه بينما والدته، غير مدركة، تلعب الورق في غرفة أخرى.
وتدورأحداث هذه المسرحية حول العلاقات العاطفية المعقدة والمشاعر المتشابكة، في فلك شخصياتها الرئيسية الحية، ﻓ «أركادينا» ممثلة شهيرة، ورغم مجدها وشهرتها، فإن علاقتها بابنها «تريبليف» علاقة يشوبها الجفاء والتنافس الخفي؛ فيطمح «تريبليف» أن يُثبت لأمِّه أنه كاتب مبدع، وتقف إلى جانبه «نينا» الفتاة التي يهواها، وهي ممثلة شابة تداعبها أحلام الشهرة، لكنها لا تُبادِل الشاب المشاعر، وفي المقابل تقع في حب الكاتب «تريجورين»، عشيق أمه، وتهرب إليه. يتفرَّق الأبطال ثم يجتمعون بعد عامين مرة أخرى، لكن في حالٍ مغايرة تمامًا. تُرى كيف ستكون حالهم؟ وما علاقة طائر النورس المقتول بخيبات الأمل والصراع بين الطموح والواقع؟
«النورس» في الإذاعة المصرية
وقدمت «النورس.. The Seagull» في العديد من دول العالم بمعالجات متنوعة ومتباينة، وقدمت المسرحية من إنتاج إذاعة البرنامج الثقافي بمصر تحت عنوان «من المسرح العالمي» عن النص الأصلي من تأليف الكاتب الروسي: «أنطون تشيخوف .. Anton Chekhov»، ترجمة إدوارد الخراط، وإخراج صلاح عز الدين.
بطولة .. زوزو نبيل، صلاح منصور، حسن البارودي، سعد أردش.
الكادر جزء من لوحة Seagulls التي رسمها الفنان الروسي Arkadij Rylov في عام 1910م
«النورس» بالبرنامج الثقافي