في ذكراها الـ 50.. أم كلثوم من طفلة ريفية إلى قمة الغناء العربي

في ذكرى مرور 50 عاما على رحيلها، نستذكر قامة فنية شامخة، سيدة الغناء العربي، أم كلثوم، لم تكن أم كلثوم مجرد مطربة، بل كانت رمزا للأصالة، ومدرسة في الفن، واستطاعت أن تحقق معادلة صعبة بين الموهبة والذكاء، ونجحت أن تظل خالدة في أذهان الملايين من الأجيال لحد هذا الوقت.

نشأة أم كلثوم 

ولدت أم كلثوم في بيئة ريفية بسيطة، لكن موهبتها القوية وشخصيتها المتميزة قادتاها إلى القمة، حيث اكتشفها والدها وهي طفلة عندما كانت تغني التواشيح والأناشيد الدينية، في المنزل مع أشقائها، بدأت رحلة كفاحها في أفراح قريتها بمحافظة الدقهلية، وتعرفت على الشيخ ذكريا أحمد، والذي نصحها أن يذهب بها إلى القاهرة، بالفعل سمعت إلي النصيحة، وقامت بإحياء ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا، وأعطتها سيدة القصر خاتمًا ذهبيًا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرا لها.

بعد فترة  قررت أن تستقر نهائيًا فى القاهرة، وغنت في حفلات كبار القوم، كما غنت في حفل حضرته كبار مطربات عصرها وعلى رأسهم منيرة المهدية شخصيًا والتي كانت تلقب بسلطانة الطرب.

وعن طريق أبو العلا تعرفت أم كلثوم على أحمد رامى في عام 1924، في إحدى الحفلات التي أدت أم كلثوم فيها أغنية "الصب تفضحه عيونه" وكان أحمد رامي في الحفل بعد عودته من رحلة أوروبا، فأدرك أنه قد وجد هدفه.

ولكن البداية الحقيقية بدأت عندما سمعها محمد القصبجي الملحن المجدد وقتها، وذلك فى نفس العام، وتعرفت أم كلثوم إلى طبيب أسنان يهوى الموسيقى هو أحمد صبري النجريدي أول ملحن يلحن لأم كلثوم ألحانا خاصة بها، إلا أن ألحانه اعتمدت على الزخارف الموسيقية بشكل مبالغ به مما دفع أم كلثوم إلى إنهاء التعاون معه مبكرًا، وتخلت عن العقال والعباءة وظهرت في زي الآنسات المصريات، وذلك بعد أن توفى الشيخ "أبو العلا محمد" الذي ترك فيها تأثيرًا روحيًا عظيمًا وكان مرشدها في عالم الطرب.

أغاني كوكب الشرق أم كلثوم 

 أم كلثوم تنادي باسم الحب والرومانسية ولكن قامت أيضا بالغناء للوطن ولم يتوقف عطاء أم كلثوم عند الغناء فقط، حيث قامت بأحياء العديد من الحفلات خارج مصر من أجل جمع الأموال للمجهود الحربي أثناء النكسة، وكانت أيقونة في الغناء ونموذج في الوطنية، من أبرز أغاني أم كلثوم حق بلادك، مصر التي في خاطري وفي دمي، شمس الأصيل، بعد الصبر ما طال، بأبي وروحي وألف ليلة وليلة، النيل، سيرة الحب، الحب كده، ليلة الحب، ياسلام علي عيدنا، صوت بلدنا.

حصلت ‏أم‏ ‏كلثوم‏ ‏خلال مسيرتها الغنائية على الكثير من ‏الأوسمة‏ ‏والنياشين، وجميعها موجودة في متحف يحمل اسمها بمنطقة الزمالك، وكذلك في متحف يحمل اسمها في منطقة منيل الروضة ومن هذه الأوسمة، قلادة‏ ‏النيل‏ ‏من‏ ‏الرئيس‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏، وأوسمة ‏ الأرز‏ ‏الوطني ‏من‏ ‏لبنان‏ ‏من‏ ‏الطبقة‏ ‏الأولى، ‏الاستحقاق‏ ‏السوري، والكفاءة‏ ‏الفكرية‏ ‏من‏ ‏المغرب‏، و‏الامتياز‏ ‏الپاكستانى، و‏نقابة‏ ‏الموسيقيين‏ ‏اللبنانيين‏، ونوط‏ ‏الجمهورية‏ ‏التونسية‏، وقلادة‏ ‏الاستحقاق‏ ‏من‏ ‏مصر، وميدالية‏ ‏أسبوع‏ ‏تسليح‏ ‏القوات‏ ‏المسلحة‏ ‏المصرية‏ ‏سنة‏ 1955، ومفتاح‏ ‏مدينة‏ ‏طنطا