وجّهت دراسة حديثة تحذيرًا شديدًا من ملصقات السعرات الحرارية الموجودة على قوائم الطعام، مؤكدة أنها قد تكون ضارة للأشخاص الذين يعانون اضطرابات الأكل.
وكشفت الدراسة التي أجراها الباحثون في كلية كينج في لندن أن هذه الملصقات قد تثير مشاعر سلبية لدى بعض الأفراد، خاصة أولئك الذين يعانون السمنة.
ووجد الباحثون أن عرض معلومات السعرات الحرارية قد يؤدي إلى تأثيرات نفسية سلبية على المصابين بالسمنة، حيث تثير لديهم أفكارًا مؤذية نفسيًا. في حين يفضل بعض الأشخاص تجنب زيارة المطاعم تمامًا بسبب تلك الملصقات. ويأتي هذا الاكتشاف بعد أسابيع فقط من مراجعات طبية أظهرت أن تدابير مكافحة السمنة لم تقلل من استهلاك السعرات الحرارية، إلا بمقدار يعادل تناول لوزتين فقط، ما يثير تساؤلات حول جدوى هذه الإجراءات.
وأوضح الخبراء في الدراسة أن هذه الملصقات لا تقدم فائدة تذكر وقد تسهم في زيادة مشاعر القلق والتوتر لدى الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الأكل.
شملت الدراسة أكثر من 80 ألف شخص من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا والسعودية، ما يعكس تنوعًا في الأنظمة الصحية بين هذه الدول.
وقد أظهرت النتائج أن التأثير العام كان ضئيلًا، إلا أن الأشخاص الذين يعانون السمنة تغيرت سلوكياتهم بشكل ملحوظ عند التعرض لقوائم الطعام التي تحتوي على ملصقات السعرات الحرارية، حيث دفعهم ذلك أحيانًا لاختيار أطعمة منخفضة السعرات، وهو ما زاد من تفاقم اضطرابات الأكل لديهم.
وقال توم جول، مؤلف الدراسة: «تسلط دراستنا الضوء على أن الأشخاص الذين لديهم تجربة مع اضطرابات الأكل يشعرون بالإحباط لعدم مشاركتهم في النقاش حول ملصقات السعرات الحرارية». وأضاف: «من الضروري تحقيق التوازن بين التأثيرات الإيجابية والسلبية لملصقات السعرات الحرارية في أي سياسات صحية عامة».
واختتم جول تصريحاته قائلًا: «يجب على صانعي السياسات أن يأخذوا في اعتبارهم التأثيرات في السمنة واضطرابات الأكل عند اتخاذ قرارات بشأن تصنيف الأغذية، لأن تلك الملصقات لا تساعد أي شخص».