الخميس 30 يناير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب الـ56| يناقش كتاب «عمائم وطرابيش وكلمات.. قراءة في العلامة»

  • 30-1-2025 | 16:04

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

استضافت قاعة «فكر وإبداع» ندوة لمناقشة كتاب «عمائم وطرابيش وكلمات: قراءة في العلامة» للناقد الدكتور محمد عبد الباسط عيد، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأدار الندوة الكاتب علي قطب، وشارك فيها كل من الناقدين الأدبيين الدكتور أحمد يوسف والدكتور محمد حسين محمود هندي.

وفي بداية حديثه، استعرض علي قطب مسيرة المؤلف الأكاديمية وعلاقته بمجال الكتابة، بالإضافة إلى مؤلفاته المنشورة في العديد من دور النشر المختلفة، وطرح سؤالًا على المؤلف حول ما إذا كانت هناك مدارس نقدية في جامعة القاهرة تختلف عن تلك في أماكن أخرى؟.

وقال الدكتور محمد عبد الباسط عيد: «السؤال صعب، لكنني أعتبر نفسي منتميًا إلى التيار الذي أسسه أمين الخولي».

وأوضح أنه لا توجد حاليًا تيارات نقدية واضحة، وأن المساحات والفروق بين المدارس النقدية قد اختلفت مع مرور الوقت، مشيرًا إلى أن ملامح هذه التيارات قد اختفت في فترات معينة، مما يجعل من الصعب تحديد تيار نقدي متماسك حول مدرسة بعينها.

ورحب الناقد الدكتور أحمد يوسف بالحضور من المثقفين وأشاد بجهود المؤلف، قائلًا: «محمد عبد الباسط عيد هو قلم ثقافي مهم يكتب في الشأن الثقافي العام، وعينه دائمًا على الأوجاع الاجتماعية والسياسية، رؤيتي له تتجاوز كونه مؤلف كتاب وأكاديميًا في إحدى الجامعات المصرية».

وأضاف: أن الكتاب يتجاوز الكتابة الأكاديمية ويقترب من حياة العامة، حيث يستخدم لغة قريبة إلى العامية، مما يجعل الكتاب نوعًا من الكتابات الصعبة والموجهة للقارئ العام.

وأشار الدكتور أحمد يوسف إلى منهج الدكتور طه حسين في الكتابة العامة، حيث تجاوز أسوار الجامعة بكتاباته مثل «حديث الأربعاء» التي كانت موجهة للقارئ العام، وكذلك أعماله عن الأدب الحديث.

وأكد أن الدكتور محمد عبد الباسط عيد سلك نفس المسار في كتابه «عمائم وطرابيش»، حيث يتسم الكتاب باستخدام لغة مباشرة مشابهة لطه حسين، مع حضور بارز للدكتور جابر عصفور في السرد المعاصر.

وأضاف «يوسف» أن الكتاب يطرح الأسئلة دون الإجابة عليها، مما يترك القارئ في حالة تفكير مستمر. كما أشاد بقدرة المؤلف على طرح المفاهيم الدلالية من خلال معالجة سيمائية، مشيراً إلى أن الكتاب يفتح نافذة جديدة للنقد الثقافي المعاصر.

تحدث الناقد الدكتور محمد حسين هندي عن كيفية كتابة الأدب خارج أسوار الجامعة للوصول إلى الجمهور العام، متسائلًا عن كيفية تحويل الأدب إلى أداة تنموية تخدم المجتمع.

وأشار إلى أن المؤلف استخدم الرموز والعلامات القابلة للقراءة التي تتعلق بالوجود الإنساني، منطلقاً من السيميولوجيا والسميوطيقا في تفسير النصوص. كما أشار إلى تقسيم الكتاب إلى قسمين: الأول تناول تقشير الكلمات، بينما الثاني تناول الأشياء والملابس.

وفي ختام حديثه، أعرب الدكتور هندي عن سعادته بالكتاب، قائلا: «قرأت الكتاب قراءة إبداعية تختلف عن المألوف في الكتابات النقدية، شعرت وكأنه رواية تحتوي على عناوين أحادية الدلالة، وقد قصد المؤلف هذا الترتيب العكسي كوسيلة لجذب القارئ وتشويقه».

 

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».


وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.


وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.


ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.


ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

الاكثر قراءة