عرفت أم كلثوم بصوتها العذب منذ نعومة أظافرها، فهي صوت استثنائي أشبه بسيمفونية فريدة تنسج أجمل الألحان، ولكن مالا يعرفه الكثيرين عن "كوكب الشرق" أنها لعبت دورًا غير مألوفًا حين أدارت مباراة لكرة القدم بين فريقين من السيدات على ملعب مختار التتش، بعد أن مُنحت العضوية الشرفية الدائمة للنادي الأهلي.
هذا التكريم جعل أم كلثوم واحدة من أقدم أعضاء النادي، خاصة مع زياراتها المتكررة لمقر النادي التاريخي في الجزيرة.
أم كلثوم وأول عضوية نسائية لفنانة في الأهلي
كانت أم كلثوم أول فنانة تحصل على عضوية النادي الأهلي في تاريخه، وذلك في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، وحدث ذلك عندما استضاف النادي إحدى حفلاته الشتوية، ووجه الدعوة إليها لإحياء الحفل، الذي خصص ريعه لدعم صندوق النادي، ورفضت أم كلثوم تقاضي أي أجر، فأراد مجلس إدارة النادي برئاسة جعفر والي باشا أن يعبر عن امتنانه لها، فمنحها العضوية الفخرية مدى الحياة، واستمرت أم كلثوم بالمشاركة في الحفلات الترفيهية السنوية للنادي، مقدمة فنها بلا مقابل دعمًا للمسيرة.
ومن الوقائع الطريفة التي لا تزال راسخة في ذاكرة قدامى أعضاء النادي الأهلي، وتتناقلها الأجيال، تلك المباراة الترفيهية التي أقيمت منتصف الثلاثينيات بين فريقين من السيدات داخل النادي، وعندما حان موعد انطلاق المباراة، غاب حكم اللقاء المكلف بإدارتها. فلم تتردد أم كلثوم، التي كانت بين الحضور وقتها، في النزول إلى أرضية الملعب وتولي مهمة التحكيم بنفسها وسط تصفيق حار من الجماهير الحاضرة.
وفي تقرير نشرته مجلة الكواكب في كتاب "السينما والكورة" للكاتب الصحفي حاتم جمال تحت عنوان "أم كلثوم.. حكم!"، جرى الكشف عن تفاصيل تلك المباراة الطريفة، حيث وصفت المجلة مشهد كوكب الشرق وهي تدير اللقاء بصفارتها كما اعتادت قيادة فرقتها الموسيقية على خشبة المسرح، وأوضحت أن النادي الأهلي كان سباقًا في السماح للسيدات بالاشتراك فيه وممارسة الرياضة، مما أبرز دور المرأة فيه بشكل خاص ومميز.
وانفردت مجلة الكواكب في الألفية الجديدة بخبر صافرة أم كلثوم التي قامت بإدارة مباراة نسائية داخل عام 1963، وجاء الخبر تحت عنوان "أم كلثوم.. حكم !.
وأشارت المجلة في تلك الفترة، إلى كواليس المباراة التي وقفت فيها كوكب الشرق بصافرة الحكم لتديرها كأنها تقود الأوركسترا في أول تواجد للعنصر النسائي لقيادة المباريات تحكيميًا.
وجاء نص الخبر كالتالي:
بعنوان " أم كلثوم.. حكم!
هل تعلم أن المطربة العظيمة أم كلثوم وقفت يومًا في ملعب النادي الأهلي وفي فمها صفارة تجري بين الخطوط البيضاء لتحكيم مباراة..؟
كان أول نادِ يسمح للجنس اللطيف بالاشتراك فيه.. ومزاولة الرياضة.. ولهذا كان دور المرأة في الأهلي بارزًا.. ومن بين الشهيرات فيه: " نفيسة الغمراوي، عميدة المعهد العالي للتربية الرياضية للبنات بالجزيرة.. ولتحرر النادي فإنه يضم الآن عضوات كثيرات يلعب الرياضة ويعرضن أحد الأزياء.
ولقد كانت أم كلثوم من بين من اعتز بهن النادي الأهلى، وكانت معتادة أيضًا أن تحيي حفلات غنائية – كل سنة – في النادي.