الأربعاء 5 فبراير 2025

تحقيقات

رفض مصري لمحاولات التهجير.. سياسيون: هناك ضرورة لموقف عربي موحد ضد المخططات الأمريكية الإسرائيلية| خاص

  • 5-2-2025 | 14:01

عودة النازحين في قطاع غزة

طباعة
  • أماني محمد

شدد سياسيون على ضرورة وجود موقف عربي موحد في الوقت الراهن للوقوف ضد المخططات الأمريكية الإسرائيلية بشأن قطاع غزة، وتهجير الشعب الفسطيني من أرضه، موضحين أن مصر والأردن حائطا صد ضد محاولات التهجير والتصفية للقضية الفلسطينية، ويجب على الدول العربية اتخاذ موقف جماعي وموحد واستراتيجية للتعامل مع هذه التهديدات للشعب الفلسطيني وللقضية ككل.

وأكدت مصر رفضها القاطع للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مع ضرورة أهمية المضى قدما فى مشروعات وبرامج التعافى المبكر وازالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، دون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بارضهم ورفضهم الخروج منها، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تصريحاته الأخيرة، الأسبوع الماضي، بأن تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن لمصر أن تشارك فيه.

تصريحات ترامب

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحاته أمس عقب مباحثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن شراكته مع نتنياهو جلبت السلام إلى الشرق الأوسط وأن التحالف بين إسرائيل غير قابل للانكسار، وأنه بحث مع نتنياهو العمل على ضمان القضاء على حماس.

وقال ترامب إن سكان غزة يجب أن يذهبوا لمكان آخر ليعيشوا بسلام، موضحا أنه يمكن لسكان غزة العيش بمناطق جميلة بدلا من أراضٍ مدمرة، وأن أمريكا ستعمل على تفكيك المتفجرات في قطاع غزة، وأن يمر القطاع بمرحلة إعادة الإعمار وتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».

وأشار إلى أنه سيكون مسؤولا عن إخلاء غزة من كل المخاطر مثل المتفجرات وغيرها، وزعم  أن "تجربة بقاء الفلسطينيين بشريط غزة لم تنجح بالماضي، ولن تنجح بالمستقبل"، مضيفا: "ستقوم الولايات المتحدة بما يلزم في غزة، وستطور هذا المكان، فما أقوم به لا يتعلق بأمر حل الدولتين، بل بإحلال السلام".

رفض مصري أردني قاطع

ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب أمس بشأن خططه في قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين، تأتي استكمالا لتصريحاته السابقة التي طرحها بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وهو الطرح الذي أكدت القيادتين المصرية والأردنية رفضه بشكل قاطع، وأكدا هذا الموقف عدة مرات برفض أي محاولات للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن ترامب أكد نيته الاستيلاء على غزة وتوسيع مساحة إسرائيل وتنفيذ مخططها للتوسع، دون إعطاء أهمية للشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، مشيرا إلى أن ترامب يتعامل مع الأمر بعقلية رجل الأعمال ويريد تحويل القطاع إلى منتجعات والاستثمار في غزة دون النظر إلى ما يترتب على ذلك من إهدار وضياع لحقوق الشعب الفلسطيني في بلاده وأرضه.

وأشار إلى أن مصر والأردن يقفا الآن حائط صد ضد كل محاولات التهجير، والمطلوب الآن هو موقف عربي جاد، لأن الجميع مهدد في الوقت الراهن، وهذه المقترحات تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط ولا يوجد أحد بعيد عن الخطر، مشددا على أن الدول العربية لديها من أدوات الضغط العديد ما يمكن أن يشكل صدا ضد تنفيذ هذه المخططات، ولذلك فالمطلوب هو موقف عربي جماعي ضد هذه المخططات الأمريكية الإسرائيلية التوسعية.

وشدد على أن الفترة الرئاسية الأولى لترامب شهدت قرارات داعمة للاحتلال ومحققة لأهدافه، بما فيها الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان ونقل السفارة الأمريكية للقدس بدلا من تل أبيب، ويبدو أن الفترة الرئاسية الثانية له ستشهد المزيد من الإجراءات وهو ما يتطلب أهمية موقف عربي حاسم بعيدا عن الشجب والإدانة واتخاذ إجراءات جدية للتعامل مع هذا الخطر الذي يواجه الجميع.

موقف عربي موحد

أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصف بـ"الجنون" تعكس نهجًا غير منطقي يتعارض مع القوانين الدولية والمواثيق الأممية وما توصلت إليه الشرعية الدولية فهو يريد السيطرة على قطاع غزة وتحويلها إلى ما وصفه بـ"ريفيرا"، فهو أمر غريب وشاذ، مشبهًا هذه التوجهات بأساليب تاريخية عفى عليها الزمن مثل الغزوات التتارية والحروب الصليبية والحروب العالمية.

وأوضح البرديسي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء إلى الأردن أو سيناء، هو أمر مرفوض بشكل قاطع من قبل كل الأطراف المعنية، فالفلسطينييون يرفضون التهجير، وكذلك مصر والأردن يرفضون رفضا قاطعا، لذلك هو يريد اللجوء إلى التهجير الطوعي بمنح حوافز للدول.

وشدد على أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم رغم الدمار الذي يواجهونه يوميًا، ورغم الدمار في قطاع غزة سادت الفرحة على الفلسطينيين الذين نزحوا جراء الحرب الإسرائيلية، بعد عودتهم إلى منازلهم، مضيفا أن محاولات فرض التهجير الطوعي عبر تقديم حوافز لا يمكن أن تغير من حقيقة الرفض الفلسطيني والعربي لهذه المخططات.

وأشار إلى أن هذه التصريحات تمثل تصعيدا وتطرفا وإرهابا ليس من إسرائيل ولكن من قبل الدولة الأمريكية، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة هذه التهديدات، يدعم الموقف المصري الأردني الرافض للتهجير.

وشدد على أن مصر والأردن تقفان في مقدمة الدول الرافضة لأي محاولات لفرض واقع جديد على القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الوقت قد حان لإعادة النظر في العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة إذا استمرت هذه السياسات التي تزعزع استقرار المنطقة.

ولفت إلى إمكانية اللجوء إلى حلول دبلوماسية في المرحلة الأولى، مثل عقد لقاءات مباشرة مع الإدارة الأمريكية لإيضاح خطورة هذه التحركات على الأمن الإقليمي وأنه آن الأوان لحل القضية بشكل عادل واعتراف بالحقوق الفلسطينية والعرب لديهم الكثير من الأوراق والقدرات شريطة وجود مسار يفضي إلى إعلان الدولة الفلسطينية، موضحا أنه إن لم يستجب ترامب فهناك إجراءات أخرى، واتخاذ إجراءات تصعيدية إذا لم يكن هناك تجاوب حقيقي مع المطالب العربية بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية منها إعادة النظر في العلاقات الثنائية وغيرها من الإجراءات.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة