أعربت سفيرة النرويج بالقاهرة هيلدا كليمتسدال عن موقف بلادها الرافض لتهجير الفلسطينيين، مشددة على أن قطاع غزة جزء من أرض فلسطين.
وقالت سفيرة النرويج - خلال ندوة حوارية مفتوحة استضافتها لجنة الشؤون الخارجية بنقابة الصحفيين، اليوم /الأربعاء/، تحت عنوان "العلاقات المصرية النرويجية.. شراكة استراتيجية لمستقبل مشترك" - "ندعم حل الدولتين ونرفض أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، والحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم".
وأكدت أهمية الالتزام بالقانون الدولي كأساس للنظام العالمي، وضرورة احترام القواعد الدولية من قبل جميع الدول، مضيفة أن "المعاناة في غزة لا يمكن تخيلها، حيث قُتل آلاف الأطفال والمدنيين الفلسطينيين، إلى جانب نزوح مئات الآلاف".
كما أعربت عن تقديرها للدور المصري في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن النرويج ترفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن، وتدعم استمرار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تقدم مساعدات لأكثر من 300 ألف طفل فلسطيني.
وأكدت سفيرة النرويج كذلك أن النرويج ستواصل دعم الفلسطينيين ومؤسساتهم، لافتة إلى أن القضايا الإنسانية لا ينبغي أن تكون محل خلاف.. وفيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، أشارت إلى أن بلادها ستساهم في دعم تعافي القطاع، وكذا تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وبخصوص العلاقات المصرية النرويجية، قالت سفيرة النرويج "إن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا على مدار السنوات الماضية، خاصة بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى النرويج في ديسمبر الماضي، والتي أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات، لاسيما في مجال الطاقة الخضراء"، منوهة بأهمية التعاون المستقبلي بين البلدين في مجالات متعددة، منها الأمن الغذائي، ودعم المرأة، والقضية الفلسطينية.
كما نوهت بأن التعاون الثقافي بين مصر والنرويج يشهد تقدمًا كبيرًا، مشيرة، في هذا الصدد، إلى زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة النرويجية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مما يعكس الاهتمام المتبادل بتعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين.
كما أشادت سفيرة النرويج بالدور المصري في الأزمة السودانية، لاسيما في استقبال اللاجئين السودانيين، لافتة إلى أن الحرب في السودان تحتاج إلى دعم إعلامي لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوداني.
ومن جهتها، قالت مدير مكتب الإعلام في (أونروا) إيناس حمدان "إن الوكالة تواصل تقديم خدماتها الحيوية لأكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني رغم التحديات المتزايدة"، مشددة على أهمية دعم الشركاء الدوليين لاستمرار تقديم المساعدات الإنسانية.
وأعربت عن شكرها للنقابة على إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على دور (أونروا) في دعم اللاجئين الفلسطينيين، موضحة أن خدمات الوكالة تشمل التعليم لأكثر من 300 ألف طفل فلسطيني، إضافة إلى توفير الرعاية الصحية الأساسية عبر العيادات المنتشرة في مناطق عملها.
ولفتت إلى أن العمل الإنساني في قطاع غزة أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في ظل الأوضاع الصعبة التي يعانيها السكان، مؤكدة أن (أونروا) تقدم خدمات اجتماعية مهمة داخل المخيمات الفلسطينية، كما أكدت أن استمرار دعم الشركاء الدوليين يعد عنصرًا أساسيًا لضمان استمرار المساعدات وتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
ومن جهته، أشاد وكيل نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بالنقابة حسين الزناتى بالموقف السياسى لدولة النرويج في القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه يتسم بالموضوعية، والوقوف إلى جانب الحقوق الفلسطينية.
وقال الزناتى "إن هذا الموقف النرويجي العادل قد جعل من العلاقات السياسية المصرية النرويجية علاقات مستقرة ومتميزة، وهو ما ينعكس على التشاور المباشر بين المسئولين في البلدين، خاصة بقضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الدور المحوري الذي تلعبه مصر في تلك القضايا، وفي إطار رئاسة النرويج للجنة المساعدات الدولية المؤقتة للفلسطينيين".
وأضاف: أن "البيان المشترك المصري النرويجي الذي تم الاتفاق عليه بين البلدين خلال زيارة الرئيس السيسي إلى العاصمة النرويجية أوسلو في ديسمبر الماضى ضمن جولته الأوروبية يؤكد على تميز هذه العلاقات، حيث حدد إطار العلاقات بين الدولتين، والتي تأسست منذ عام 1936، كما يؤكد الالتزام بمزيد من تطوير علاقات الود والصداقة بين البلدين".
وأوضح أن البيان أشار إلى القلق العميق إزاء العرقلة المنهجية التي تفرضها إسرائيل على (أونروا) والمنظمات الأخرى التي تقدم المساعدات، بما في ذلك التشريع الأخير الذي تبناه الكنيست، والذي إذا تم تنفيذه سمنع الأونروا من مواصلة عملياتها في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية وغزة، كما سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مئات الآلاف من المدنيين، ويخالف التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.