الجمعة 7 فبراير 2025

ثقافة

تشارلز ديكنز.. كاتب إنجلترا الأشهر والأكثر شعبية عالميا

  • 7-2-2025 | 08:25

تشارلز ديكنز

طباعة
  • همت مصطفى

هو أحد أشهر  الأدباء في العالم المؤلف الذي اتسم  بغزارة إنتاجه  عديدة، كاتب إنجلترا الأكثر شعبية في العالم،  وهو  أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري، ولاتزال رواياته ومؤلفاته تطبع وتقرأ  من الأجيال الحالية في مختلف دول العالم، تميَّزَ أسلوبُه بالنقدِ اللاذعِ للأوضاعِ الاجتماعيَّة، كما تميَّزَ بقدرةٍ هائلةٍ على السَّرْدِ والتصويرِ المفصَّلِ للأحداثِ والشَّخْصيات، وهو مؤسِّسُ مذهبِ الواقعيَّةِ النقديَّة، إنه أديب وروائي إنجلترا الأشهر «تشارلز ديكنز».

 طفولة بائسة 

وُلد المؤلف والروائي تشارلز ديكنز في  7 فبرلير عام 1812 في مدينة  بورتسماوث،  في جنوب إنجلترا،  وكان ثاني ثمانية أطفال  لوالده جون ديكنز كاتب بحرية، وحلم بأن تجعله هذه المهنة غنيًا. أما والدته، إليزابيث بارو، فقد ارتقت لتصبح معلمة ومن ثم مديرة مدرسة وعلى الرغم من بذل والديه لأفضل جهودهما، فقد بقيت العائلة فقيرة،  ورغم ذلك كانت العائلة سعيدة في أيامها الاولى.


وفي 1816، انتقلت الأسرة إلى ريف « تشاثام، كينت، وعام 1822، انتقلت العائلة إلى بلدة كامدن، وهي حي فقير من أحياء لندن  وفي هذه الفترة، تدهورت الأحوال الاقتصادية للأسرة،  وبعدها  أُودع «ديكنز»  السجن عام 1824، وكان حينها عمر تشارلز 12 عامًا.
 

ترك«ديكنز»  المدرسة والعمل في مصنع لطلاء القوارب بجانب نهر التايمز  بعد سجن والده،  فكان يحصل على ستة شلنات  حينذاك  أسبوعيًا لقاء عمله في هذا المعمل عمله ليقدم العون لعائلته.
 وعاد «ديكنز» إلى المدرسة بعد أن تلقى والده إرثًا عائليًا استخدمه لسداد ديونه،  و أصبح في الخامسة عشر، حُرم ثانية من التعليم، فقد كان عليه عام 1827 أن يخرج من المدرسة وعمل كساعي في مكتب للمساهمة في دخل أسرته أصبح هذا العمل نقطة انطلاق مبكرة نحو عمله ككاتب.

وبعد عام من بدء عمله في المكتب، بدأ «ديكنز» عمله ككاتب تقارير مستقل في المحاكم القانونية في لندن،  وبعد عدة سنوات فحسب أصبح يعمل كمراسل صحفي لصحفيتين كبيرتين في لندن، وعام1833، بدأ بتقديم مسرحيات هزلية إلى مختلف المجلات والصحف باسم مستعار بوز، ونُشرت أولى قصصه  في كتابه الأول عام 1836م. 

قضى «ديكنز»  معظم حياته في كتابة المقالات وتأليف الروايات والقصص القصيرة وإلقاء المحاضرات وكان يدعو باستمرار في أغلب مؤلفته إلى ضرورة الإصلاح الاجتماعي وإلى تدعيم المؤسسات الخيرية والصحية التي ترعى الفقراء من الناس والمهمشين والكادحين .

المصلح الاجتماعي 

وكان  «ديكنز»  يؤمن  أن كل الأحوال السيئة قابلة للإصلاح مهما كان مدى تدهورها، لهذا سخر قلمه البليغ للدعوة إلى تخليص المجتمع البشري مما يحيط به من شرور وأوضاع اجتماعية غير عادلة.

روايات  تشارلز ديكنز 

نشر ديكنز ما يزيد عن اثنتي عشرة رواية مهمة، وعددًا كبيرًا من القصص القصيرة  من ضمنها عدد من القصص التي تدور حول موضوع عيد الميلاد، وعدداً من المسرحيات، وألف كتبا غير خيالية،  ونشرت  روايات ديكنز نُشرت مسلسلة في البداية في مجلات أسبوعية أو شهرية، ثم أعيدت طباعتها في هيئة كتب.

أول الروايات 

 أصدر  «ديكنز»  وهو  سن 24  في عام 1836 م،  أولى رواياته الأدبية والتي كانت بعنوان «مذكرات بيكويك» والتي لاقت نجاحا ساحقا،  وجعلته من أكثر الأدباء الإنجليز شعبية وشهرة، ثم ازدادت شهرته في إنجلترا وخارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة.

وتوالت روايات  «ديكنز»  فقد العديد من الروايات التي كانت تتسم بمحاولات الإصلاح الاجتماعي، منها.. «أوليفر تويست، أوقات عصيبة، قصة مدينيتين، ديفيد كوبر فيليد، المنزل الكئيب، معركة الحياة، صراع الليل على الموقد، دوريت الصغيرة ، صديقنا المشترك، ترنيمة عيد الميلاد». 

ومن أشهر روايات  «ديكنز» التي اشتهرت عالميًا وتُرجمت لعدة لغات عالمية هي رواية «الآمال العظيمة».. نشرت عام 1861م، وأعجبت الكثي  السينمائيين  والفنانين  ليقدموا عنها أكثر من 250 عرض مسرحي وتلفزيوني.

تأثَّرَ «ديكنز» في طفولتِه بكتاباتِ رُوَّادِ الروايةِ الإنجليزية؛ مثل «هنري فيلدينغ» و«صموئيل ريتشاردسون» و«دانيال ديفو»، فتعلَّمَ منهم تقنياتِ رسْمِ الشخصيةِ الروائيَّة، والقدرةَ على إحكامِ الحَبْكة، وقرأَ العديدَ مِنَ الكلاسيكياتِ الأدبيةِ الأخرى مثل «أَلْف لَيْلةٍ ولَيْلة» ومُؤلَّفاتِ «شكسبير»، وأثْرَتْ هذه المَصادرُ الأدبيةُ والفكريةُ خيالَ الكاتبِ وقدرتَه على الإبداع، إلَّا أنَّ عملَه الصحفيَّ زادَ، في ذاتِ الوقت  من واقعيَّتِه، وهذا المزيجُ مكَّنَه من أن يُخرِجَ لنا نوعًا جديدًا مِنَ السردِ الأدبيِّ عُرِفَ بالواقعيةِ النقدية؛ حيثُ كانَ دقيقًا في وصفِ الواقع، بارعًا في تصويرِ الخيالِ الذي يتجاوزُه ويبيِّنُ عجزَه والتناقُضاتِ الكامنةَ فيه.

أشهر أقوال تشارلز ديكنز

 من مقولات «ديكنز» .. « أنا أكتب لأنني لا أستطيع التوقف عن ذلك»، كما قال « يشعر الكاتب بأنه يفقد بعض الأجزاء من نفسه لتتحول إلى عالم من الظلال حين تغادر عوامل إبداعه دماغه إلى الأبد».

رحيل  موهبة فريدة 

في عام 1865، تعرض  «ديكنز» لحادث قطار ولم يتعافَ منه كليًا أبدًا،  وعلى الرغم من أوضاعه الهشة، استمر بالتجوال حتى عام 1870، وفي  مثل هذا اليوم 9 يونيو  عام 1870م،  أُصيب  «ديكنز»  بسكتة دماغية، وتوفي عن عمر ناهز الثامنة والخمسين، في جادس هيل، بلدته الريفية في كينت، إنجلترا.

ودُفن «ديكنز»  في ركن الشعراء من دير ويستمينستر، وشيعه الآلاف من محبيه إلى مثواه الأخير. ووصف الكاتب الاسكوتلندي الساخر توماس كارليل وفاة ديكنز بالحدث العالمي، وانطفاء مفاجئ لموهبة فريدة من نوعها وبوفاة  ديكنز.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة