نشرت دراسة بيوأثرية حديثة في مجلة تقارير علم الآثار، تناولت الفروقات في أنماط الحياة بين سكان المناطق الحضرية والريفية في إيطاليا الرومانية خلال الفترة الإمبراطورية.
استندت الدراسة إلى تحليل بقايا هياكل عظمية في منطقة ريفية تدعى كونترادا نيفولا والأخرى في سياق حضري ضمن الجامعة الكاثوليكية في ميلانو.
المنهجية العلمية
اعتمدت الدراسة على مزيج من التحليلات الأنثروبولوجية والأشعة السينية لفحص 110 أفراد، حيث ينتمي 60 فردًا إلى مقبرة كونترادا نيفولا الريفية، بينما ينتمي 50 فردًا إلى المقبرة الحضرية في ميلانو.
ركز الباحثون على عدد من المؤشرات المرتبطة بالإجهاد البدني والفسيولوجي، مثل آفات القحف المسامية وخطوط هاريس، ونقص تنسج مينا الأسنان، وعقد شمورل، والتغيرات في مناطق الارتكاز العضلي، إضافة إلى الإصابات السابقة للوفاة.
سكان المناطق الريفية بالإمبراطورية الرومانية
أظهرت النتائج أن سكان المناطق الريفية تمتعوا بظروف معيشية أفضل نسبيًا مقارنة بنظرائهم في المدن، على وجه الخصوص، كانت الفروقات في إمكانية الوصول إلى الموارد وتقسيم العمل أكثر وضوحًا في البيئة الريفية، مما يشير إلى تنظيم مغاير للعمل بين الجنسين.
مقارنة بين الصحة العامة للريف والمدن
ويعد من أهم الجوانب الرئيسية التي تناولتها الدراسة، هي تحليل صحة الفم ومؤشرات التغذية، وقد تبين أن نسبة انتشار الجير السني كانت أعلى في العينة الحضرية (42%) مقارنة بالعينة الريفية (26%)، مما يشير إلى مستويات أقل من العناية بصحة الفم أو نظام غذائي غني بالكربوهيدرات لدى سكان المدن.
قدمت الدراسة أيضًا بيانات عن الفروقات في الإجهاد البدني بين المجموعتين، فنجد في العينة الريفية، الرجال لديهم إصابات في الجزء السفلي من العمود الفقري، ما يشير إلى أعمال شاقة مرتبطة بالزراعة ورعاية الماشية، أما النساء، فقد أظهرت تحليلاتهن تآكلًا في منطقة الرقبة، مما قد يكون مرتبطًا بمهام منزلية تضمنت حمل أوزان على الرأس.
الفروقات في متوسط العمر عند الوفاة
كشفت الدراسة عن تباين واضح في متوسط العمر عند الوفاة بين البيئتين، في العينة الريفية:
- عاشت النساء لفترة أطول من الرجال.
- في حين أن العكس كان صحيحًا في السياق الحضري
يُرجع الباحثون هذه الفروقات إلى عوامل متعددة
المدن
- تعرضت النساء لمخاطر صحية مثل الالتهابات في الأماكن المغلقة
- والتسمم بالرصاص.
- ومضاعفات الولادة دون رعاية طبية كافية.