توقع مقال نشرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، اليوم /الإثنين/ أن إفراط الولايات المتحدة في الحمائية سيضعف القدرة التنافسية للصناعات الأمريكية، وأن التعريفات الجمركية الجديدة ستلحق ضررا خطيرا بالتجارة الحرة العالمية وقواعد التجارة متعددة الأطراف.
جاء ذلك تعقيبا على اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم /الاثنين/ إعلان رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 % على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم، بما في ذلك وارداتها من كندا والمكسيك، فضلا عن رسوم جديدة مقرر فرضها في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، في أحدث تحرك لتصعيد سياسات التعريفات الجمركية.
وقال "هي وي وين" الباحث البارز في مركز الصين والعولمة للصحيفة "تقدم إدارة ترامب مبررات مختلفة لفرض التعريفات الجمركية على دول أخرى، إلا أن الغرض الحقيقي للبيت الأبيض هو الضغط على الدول الأخرى للامتثال من خلال استخدام التعريفات الجمركية كسلاح".
وبحسب الصحيفة، يعتقد "هي" أن الرسوم الجمركية ستسبب المزيد من الضرر للولايات المتحدة، لأنها ستزيد من التضخم وتبطئ النمو الاقتصادي الأمريكي وتجعل المستهلكين الأمريكيين يدفعون الثمن.
فيما أشار وانج قوه تشينج مدير الأبحاث في مركز بكين لانج لأبحاث معلومات الصلب - في تصريحاته لصحيفة "جلوبال تايمز" - إلى محدودية تأثير قرارات ترامب الجديدة على صادرات الصين من الصلب، وقال "الصين صدرت 890 ألف طن من الصلب مباشرة إلى الولايات المتحدة في عام 2024، وهو ما يمثل 8ر0 % من إجمالي صادرات الصين، وبالتالي فإن التعريفات الجمركية الأمريكية الإضافية سيكون لها تأثير محدود على صادرات الصين من الصلب، وبالإضافة إلى ذلك قدمت الصين سلسلة من التدابير لتعزيز الطلب المحلي، مع تنويع قنوات التصدير إلى أسواق جديدة".
يُشار إلى أنه منذ تولي إدارة ترامب في الشهر الماضي، تم استئناف سياسات التعريفات الجمركية، ودخلت الرسوم الجمركية بنسبة 10 % على الواردات من الصين حيز التنفيذ الأسبوع الماضي.
وأكد ترامب أنه سيعلن عن "رسوم جمركية متبادلة ربما يوم الثلاثاء أو الأربعاء"، مما يعني أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية على المنتجات في الحالات التي تفرض فيها دولة أخرى رسوما جمركية على السلع الأمريكية.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت في 2 فبراير أن "موقف الصين ثابت ومتسق ولا يوجد فائز في الحروب التجارية والتعريفات الجمركية"، مضيفة أن الزيادات أحادية الجانب في الرسوم الجمركية الأمريكية تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بشكل خطير، وأن هذه الخطوة لا يمكن أن تحل مشاكل الولايات المتحدة في الداخل، والأهم من ذلك أنها لا تفيد أيا من الجانبين.