الأربعاء 12 فبراير 2025

ثقافة

نجوم المسرح المصري| جورج أبيض.. أول نقيب للممثلين

  • 12-2-2025 | 02:15

جورج أبيض

طباعة
  • همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم و مواهبهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، و أسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموه  بعروض مسرحنا المصري.


 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار، ومن المؤلفين والمخرجين، والمشاركين في خلق العرض، و لنسافر معه من خلال سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

و اللقاء اليوم مع ..  الفنان القدير جورج أبيض

 أحد رواد المسرح العربي، وهو شخصية بارزة في تاريخ الفنون الدرامية، حيث أسهم في إرساء أسس المسرح الحديث في العالم العربي، بفضل دراسته للفنون المسرحية في فرنسا، عاد ليحمل مشعل النهضة المسرحية، فكان أول من قدّم المسرح الناطق باللغة العربية بأسلوب احترافي، وبصوته الجهوري وأدائه المتقن، استطاع أن يجسد أعظم الأدوار التراجيدية والكوميدية، جاعلًا المسرح مرآةً تعكس هموم المجتمع وتطلعاته، فكان فنه صرخة مدوية تُحرّك الوجدان، وترسم بألوان الإبداع معالم طريق المسرح العربي الحديث، إنه الرائد والفنان القدير جورج أبيض.

الميلاد والهجرة إلى مصر

وُلد جورج أبيض في 5 مايو 1880م،  بيروت بلبنان، حصل أبيض على شهادة دبلوم التلغراف في لبنان، قبل أن ينتقل إلى مصر، وهاجر إليها  عندما كان عمره 18 عامًا وكان مفلسا ولا يحمل من الشهادات سوى دبلوما في التلغراف وذلك ما أهله للعمل بعد عام بسكك حديد الإسكندرية.

البداية الفنية

وفي عام 1904م  شاهد الخديوي عباس الفنان جورج أبيض في مسرحية سياسية مترجمة تحمل عنوان «برج نيل» فأعجب به وأرسله إلى باريس لدراسة الفن.

و انضم جورج أبيض إلى جمعيات التمثيل العربية والفرنسية بالإسكندرية، قبل أن يقرر السفر إلى فرنسا؛ لدراسة التمثيل على نفقة الدولة، وعاد لمصر عام 1910 ومعه فرقة فرنسية تحمل اسمه وبدأ بعرض مسرحيات باللغة الفرنسية.

فرقة مسرحية وعروض كثيرة

قدمت فرقة جورج أبيض  المسرحية، أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة طوال عشرين عامًا، و كان من رواد السينما حيث قدم أول فيلم غنائي مصري وهو فيلم أنشودة الفؤاد عام 1932م، و شارك في أول فيلم غنائي مصري،  ودرس في «معهد الفنون المسرحية».

وشارك  كممثل جورج أبيض في تقديم العديد من الأعمال الفنية، مثل فيلم  «أنشودة الفؤاد» عام 1932، ومسرحية  عاصفة في بيت عام 1952، وفيلم «أنا الشرق» عام 1956.

انتخب جورج أبيض  في العام 1943 ليكون أول نقيب لنقابة للممثلين في مصر وحين افتتح معهد الفنون المسرحية ظل يدرّس به حتى توفي.

أسس المدرسة الغنائية والاستعراضية في المسرح من أشهرها .. «أوديب الملك، لويس الحادي عشر، عطيل، تاجر البندقية، ترويض النمرة، عدو الشعب، شارل السادس، تيمور لتلك الساحرة،  العشرة الأولى، الشعلة، العرائس، صلاح الدين ومملكة أورشليم،  أبطال المنصورة، الحاكم بأمر الله، الهواري، حور محب، عاصفة على بيت وسفينة نوح، البدوية».

رحيل وأثر باق

ورحل الفنان والرائد جورج أبيض، عن عالمنا  في مثل هذا اليوم 12 فبراير 1959م، ولكنه سيبقى  وسيظل  رمزًا خالدًا في ذاكرة المسرح العربي، فقد كانت رحلته الفنية حافلة بالعطاء، حيث لم يكن مجرد ممثل، بل مؤسسًا وملهِمًا، نقش اسمه بحروف من نور في سجل الإبداع،  من رحلته إلى باريس حتى عودته إلى مصر، حمل شعلة المسرح، و أوقدها لتكون منارة للأجيال من بعده. ورغم رحيله، فإن صوته لا يزال يتردد في أروقة الفن، وأثره باقٍ في كل مسرحية تُعرض، وكل فنان استلهم من شغفه وإبداعه. وكما تنحني المسارح احترامًا للكبار، فإن التاريخ ينحني إجلالًا لهذا الرائد، الذي سيبقى اسمه شاهدًا على مجد المسرح العربي.

الاكثر قراءة