السبت 23 نوفمبر 2024

التحدي امرأة !

  • 4-3-2017 | 10:14

طباعة

بقلم : نبيلة حافظ

خلق الله المرأة ضعيفة ولكنه وهبها قدرة كبيرة على تحمل الآلام والصبر على الابتلاءات، ومن أكثرالابتلاءات إيلاما للنفس قبل الجسد ابتلاء المرض وما أكثرها الأمراض العضال التي تصيب الإنسان وتضعف قدرته على الصمود والتحمل، والسرطان ـ والعياذ بالله ـ كلمة مرادفها الموت والنهاية المؤلمة والمفجعة للإنسان، ومرض خبيث يسبب آلاما وأوجاعا رهيبة في مراحل علاجه المختلفة يصعب على المريض تحملهما، والمرأة قدرها أن تكون الأكثرعرضة وإصابة به خلال مراحل عمرها المختلفة، وعلى الرغم من صعوبة هذا المرض إلا أن الله أعطاها الشجاعة والصبر على تحمل مضاعفاته وأوجاعه، وسرطان الثدي هو من أكثر الأمراض شيوعا بين النساء وعلى الرغم من التقدم الطبي في التشخيص والعلاج إلا أن نسبة الشفاء منه ما زالت محدودة ومخاطره كبيرة يصعب على المريضة تجنبها.

وسحر شعبان واحدة من نساء مصر المصابات بسرطان الثدي كانت تعيش حياتها آمنة مستقرة وسط أسرتها الصغيرة وفجأة ودون سبق إنذار اكتشفت إصابتها بالمرض، والغريب في الأمر ــ والذي جعلها تختلف عن غيرها من النساء المصابات بالسرطان ــ أنها حينما اكتشفت هذا المرض اللعين لم تصدم أو تنهار بل استقبلته بابتسامة وبحالة رضاء تام بما قدره لها الله، وقررت بينها وبين نفسها ألا تتركه يهزمها ويدمرها ويدمر أسرتها، لذا واجهته بكل قوة وشجاعة وحاربته بإيمان شديد وبثقة كبيرة بأنها لابد وأن تنتصرعليه، وبعد أن انتهت من مراحل العلاج الطويلة والمؤلمة ما بين كيماوي وإشعاع كتب لها الله الشفاء التام، لذا أخذت على عاتقها أن تساعد كل امرأة تمر بنفس ظروفها ومصابة بمرض السرطان لأنها على يقين تام أنها ستكون الأقرب لها بعد معايشتها لنفس المحنة.

قرار سحر شعبان تبلور في تأسيس حملة تحمل اسم "كوني الأقوى" لمحاربة السرطان ولتقديم الدعم النفسي للمريضات ومن خلال حملتها هذه اكتشفت أن معظم مريضات السرطان مطلقات حيث إن معظم الأزواج يتخلون عن زوجاتهم بعد اكتشافهم أنهن مصابات بالسرطان، وتكون الطامة الكبرى أن تعيش المرأة وحيدة بين المرض والطلاق وتبقى المرأة في هذه الحالة إلى احتياج شديد للعون النفسي جنبا إلى جنب العلاجات الأخرى حتى تتمكن من مواجهة المرض بقوة وشجاعة وثقة بالنفس.

وفي فترة زمنية قصيرة تمكنت سحر شعبان بحملتها أن تساعد عشرات المريضات وتمدهن بكل وسائل الدعم الازم من أجل تجاوز محنة المرض، ومن خلال نشاطها الكبير استطاعت أن تحقق تواجدا وانتشارا بالمجتمع ووسط مختلف قطاعات الدولة التي فتحت أبوابها لحملتها وبدأت تتفاعل معها لنشر ثقافة الوقاية خير من العلاج وطرق الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي والحد من انتشاره، ولم تقتصر صاحبة حملة "كوني الأقوى" على ذلك بل طالبت الدولة والممثلة في أجهزتها المعنية من وزارة الصحة ووزارة التعليم بأن يتم الفحص الذاتي للمرأة والكشف المبكر عليها ليكون من سن العشرين وليس من سن الأربعين.

تحية إعجاب وتقدير لسحر شعبان وحملتها الإنسانية الرائعة والتي أثبتت من خلالها أن التحدي امرأة !

    الاكثر قراءة