بقلم : ماجدة محمود
ولسه الأمانى ممكنة وأحلامنا المشروعة من حقنا، سنوات طويلة ونحن معشر النساء يراودنا حلم ان تصبح المرأة محافظا، مقالات كتبنا، تحقيقات صحفية أجرينا، حوارات مع ذوى الشأن تحدثنا.
كانت ركيزتنا الأساسية فى المطالبة هى نجاح المرأة الوزيرة، السفيرة، القاضية والنائبة البرلمانية، لم يتبق إلا شغل هذا الموقع الذى لم تتقلده المصرية من قبل والذى أثبتت نجاحا فى عملها نائبة للمحافظ والأمثلة كثيرة. وأخيرا تحقق الحلم الذى اعتقد البعض منا أنه المستحيل بعينه خاصة أن هناك بعض المسئولين تخوفوا من التجربة وآثروا السلامة بعدم الدخول فى تفاصيلها أو حتى مناقشة أسباب رفضها، سنوات ونحن فى الانتظار الذى طال ورغم ذلك لم تفتر عزيمتنا ولم يفرغ صبرنا ولأن الإيمان بالقضية واجب، وأنه لا يضيع حق وراءه مطالب والأهم من كل ذلك لأن هناك قيادة سياسية تؤمن بقدرات المرأة عن صدق، تقدر عطاءها وتثق فى أدائها ودائما ما تناديها طلبا للسند والتصدى للأزمات الصعبة التى يواجهها الوطن عن قناعة تامة بأنها حصن حصين للوطن لا تبخل بغال أو نفيس فداء له، هذه القيادة متمثلة فى رئيس لديه من الشجاعة والإيمان والاحترام والتقدير للمرأة ما جعله دائماً وأبدا مساندا لمواقفها وراعيا لمصالحها عطوفا عليها، لا يرضى لها بأى أذى أو امتهان، بل يراها فى كل موقف ومشهد عمود الخيمة، ودرة التاج، نعم الرئيس عبد الفتاح السيسى يخشى على المصرية من أى ضرر يقع عليها وهى نصب عينيه وتسكن فؤاده ولم لا وقد حباه الله بزوجة صالحة تسانده وتشد من أزره وبنات وابناء يراعون الله فى الكبيرة قبل الصغيرة ووالدة رحمها الله دعت له فى وقت كانت أبواب السماء مفتوحة فى لحظة استجابة من الخالق الوهاب. الرئيس استن سنة حميدة باختيار مسميات للأعوام دعما لفئات الشعب المختلفة فأطلق على العام الماضى 2016 عام الشباب فى مبادرة لم تحدث من قبل، والأهم من ذلك أن يتفرغ رئيس جمهورية بكل ما لديه من اهتمامات ومسئوليات وفى وقت يمر فيه الوطن بأدق المراحل سواء مكافحة للإرهاب داخليا، ومواجهة حروب باردة ومؤمرات جديدة علينا، رغم كل ذلك ليعطى من وقته الساعات والتى وصلت فى أحد اللقاءات إلى 12 ساعة بالتمام والكمال، يسمع، يحاور، يناقش بل ويستجيب سريعا للمطالب المشروعة التى تقدم بها الشباب لدرجة أنهم لم يصدقوا أنفسهم بأن من يجلس معهم فى الصفوف رئيس الجمهورية دون أى حواجز بينه وبينهم. هذا المشهد تحديدا صدر إلى جميع أفراد الشعب من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية طاقة إيجابية بأن هناك أملا وأن الغد أفضل وأن كل الأحلام والأمانى ممكنة التحقيق مادامت هناك قيادة تؤمن بحق المواطن فى حياة أفضل. وهذا أيضا جعل نساء مصر لديهن نفس القناعة خاصة بعد إعلان الرئيس ٢٠١٧ عاما للمرأة تقديرا وإجلالا، الرئيس لم ينتظر حتى وقت الإعلان المقرر له شهر مارس المقبل بل سارع بتقديم مسوغات الفرحة بتعيين بعض السيدات رئيسات مدن ومراكز بعدد من المحافظات ثم وزيرتين للتشكيل الوزارى الأخير «د. سحر نصر» وزيرة للإستثمار الى جانب التعاون الدولى، «د. هالة السعيد وزيرة للتخطيط » كما تم تعيين نائبة لوزير الزراعة هى «د. منى محرز»، ثم كانت الفرحة الكبرى بتحقيق حلم انتظرناه جميعا وهو تعيين سيدة محافظا وهى أول مصرية تشغل هذا المنصب وكنا قد فقدنا الأمل فى أن نرى المرأة محافظا، والمحافظ هنا مهمته عظيمة لأنه رئيس جمهورية محافظته وبالتالى نجده حاكما فى موقعه، مندوبا عن الرئيس ويتمتع بنفس صلاحياته، وهذه ثقة فى المصرية نعتز بها. الخبر الذى كان مصدر سرور وفخر لنساء مصر جميعا تمثل فى تعيين المهندسة «نادية عبده» محافظا للبحيرة وكانت تشغل منصب نائب المحافظ لنفس المحافظة، إلا أنها وكما ذكرت فى تصريحاتها الأولى بأن «حظها حلو» كونها أول سيدة تتولى منصب رئيس شركة مياه على مستوى الجمهورية، عندما تولت منصب رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالإسكندرية، وكذلك كانت أول سيدة تتولى منصب نائب المحافظ عندما تولت منصب نائب محافظ البحيرة منذ ثلاث سنوات، وأخيرا أول مصرية تشغل منصب محافظ وهو ما سيسجله لها التاريخ. ما يزيد من فخرنا نساء ورجالا إشادة السيدات الأول فى عدد من الدول بهذه الخطوة الإيجابية من بينهن سيدة العراق الأولى، ورئيسة منظمة المرأة العربية «روناك عبد الواحد مصطفى» التى أشادت باختيار المهندسة المصرية نادية عبده، لتولى منصب محافظ لإحدى أكبر المحافظات المصرية «البحيرة»، داعية العراق والدول العربية إلى الإقدام على خطوات مماثلة. ولأن الحياة مستمرة تظل الأحلام قائمة، وبعد ما تحقق نأمل ونطمح أن نرى قريبا المرأة رئيسة مجلس إدارة مؤسسة صحفية قومية خاصة وأن تجربة الكاتبة المناضلة «أمينة هانم السعيد» الناجحة فى إدارة مؤسسة دار الهلال التنويرية حتى بداية السبعينيات خير دليل على قدرة الصحفية على إنجاح التجربة، فهل يتحقق هذا الحلم قريبا؟.