أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف على دور التعاون القوي والبنّاء بين مصر وإيطاليا في تعزيز تطوير التعليم الفني والمهني، مشيدًا بالتزام وزير التعليم والاستحقاق بإيطاليا الدكتور جوزيبي فالديتارا بتعزيز الشراكة في مجال التعليم بين البلدين.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، ووزير التعليم والاستحقاق بإيطاليا الدكتور جوزيبي فالديتارا، اليوم /الأربعاء/، في ندوة تحت عنوان: "التعليم الفني والمهني معاهد فنية عليا دعم النمو والازدهار"، وذلك بحضور سفير دولة إيطاليا بالقاهرة ميكيلي كواروني، ورئيس اتحاد الصناعات المصرية المهندس محمد السويدي، ورئيس اتحاد الصناعات الإيطالي إيمانويلي أورسيني، والمدير التنفيذي لشركة سيمست (SIMEST) عبر الفيديو كونفرانس ريجينا كوراديني دارينزو، ورئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني الدكتور عمرو بصيلة، ومستشار الوزير للعلاقات الدولية الدكتورة هانم أحمد، ومنسق الوزارة لمنظمات الأمم المتحدة الأستاذة أميرة عواد.
وقال الوزير محمد عبد اللطيف، في كلمة خلال الندوة، "اليوم نخطو خطوة استراتيجية إلى الأمام من خلال مواصلة مناقشاتنا بشأن إنشاء مركز التشغيل المصري الإيطالي، وهو مركز مصمم لتزويد الطلاب والخريجين بالمهارات والتدريب اللازمين لتلبية متطلبات سوق العمل من خلال الشراكات المباشرة بين المؤسسات التعليمية والصناعات في البلدين، وبناءً على النتيجة المثمرة لهذه الزيارة، نأمل في تفعيل خطابات النوايا الموقعة بين مصر وإيطاليا".
وأضاف الوزير أن هذه الجهود تعكس الالتزام المتبادل بين البلدين بتعزيز تطوير التعليم الفني، وتوسيع الفرص المتاحة للشباب المصري، ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، ومن خلال الاستثمار في تنمية المهارات وجاهزية القوى العاملة، فإننا نعمل على تعزيز القدرة التنافسية للصناعة، وتأمين اقتصاد أقوى وأكثر اعتمادًا على الذات.
كما أكد الوزير على أهمية التعليم الفني باعتباره أساس التقدم الوطني والقوة الدافعة وراء التقدم الاقتصادي والنمو الصناعي والتقدم التكنولوجي، مشيرًا إلى أن العالم يتطور بوتيرة سريعة، حيث تحدد الخبرة الفنية والابتكار والقدرة على التكيف النجاح، ولمواجهة هذا التحدي، يجب أن يكون الخريجين مزودين بمهارات متطورة تتوافق مع المعايير الدولية، موضحًا أنه من خلال برامج التدريب المتخصصة، والشراكات الصناعية، والتعلم القائم على المهارات، تعمل الدولة على إعادة تشكيل نظام التعليم الفني لضمان تخرج طلاب تواكب مهاراتهم سوق العمل التنافسية.
وفي هذا الإطار، أشار الوزير إلى أن من الأمثلة البارزة على هذا التحول مدرسة الضيافة في دمياط، التي تدعمها الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي والمفوضية الأوروبية، وتعمل هذه المؤسسة كنموذج لدمج التعليم مع التنمية الاقتصادية، وتعزيز التأثير المباشر للتدريب المهني عالي الجودة على الرخاء الوطني، مضيفا أن هذا التعاون يمتد إلى أبعد من ذلك، حيث تدعم الوكالة الإيطالية للتنمية والتعاون حاليًا 200 مدرسة في محافظة أسوان من خلال برنامج التعليم الشامل، مما يضمن إتاحة التعليم وشموله لجميع الطلاب، وتعكس هذه المبادرة عمق الشراكة مع إيطاليا والتزامها المستمر بتعزيز فرص التعليم في مصر.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف إن التعليم الفني ليس مجرد تخصص أكاديمي، بل هو استثمار في المستقبل، وتكمن مسؤولية الوزارة في تمكين الشباب بالانضباط والأدوات والمهارات اللازمة ليصبحوا قادة منتجين في مجالاتهم، ولا يقاس تقدم أية أمة بسياساتها فحسب، بل بكفاءة قوتها العاملة أيضًا، مؤكدًا على أن نجاح مصر في التعليم الفني يعتمد على إطار تعليمي قوي ومتطور يتماشى مع المعايير الدولية، والتدريب المستمر للمعلمين والتطوير المهني، بقيادة خبراء في مصر والخارج، والالتزام بإنتاج خريجين يتمتعون بمهارات عالية، وجاهزين للمساهمة بشكل هادف في القوى العاملة.
وأوضح وزير التربية والتعليم أن هذه ليست رؤية نظرية، بل هي خطة منظمة وموجهة نحو العمل لسد الفجوة بين التعليم والتوظيف، وضمان أن يكون التعليم الفني طريقًا إلى الرخاء، وليس خيارًا احتياطيًا، مشيرًا إلى أن الطريق واضح فالتعاون دون تنفيذ لا معنى له، ولا بد أن تؤدي الالتزامات التي نتعهد بها اليوم إلى نتائج ملموسة، ولكي نتمكن من تحويل التعليم حقا، يتعين الجمع بين الرؤية والاستراتيجية والاستثمار والتنفيذ، وقد بدأت مصر بالفعل في اتخاذ خطوات حاسمة، بما في ذلك الاستفادة من فرص التمويل الدولية مثل منحة الشراكة العالمية من أجل التعليم، التي تسمح لنا بتأمين استثمارات إضافية لإصلاح.
ودعا الوزير قادة الصناعة إلى تعزيز دورهم في تدريب ودمج الخريجين المهرة في القوى العاملة، والمعلمين إلى تكييف مناهج التدريس التي تعد الطلاب للتحديات الصناعية في العالم الحقيقي، كما دعا الطلاب إلى تحمل مسؤولية إتقان حرفتهم، مؤكدًا أن مستقبلهم ومستقبل هذه الأمة بين أيديهم.
وفي ختام كلمته، لفت الوزير إلى أن الاتفاقيات المشتركة مع إيطاليا هي التزام ووعد بإعادة تشكيل مستقبل التعليم الفني في مصر، داعيًا إلى عدم الاكتفاء بالعمل على تلبية التوقعات فحسب، بل وضع معايير جديدة للتميز، ومن خلال الرؤية المشتركة والعمل الحاسم، سنضمن أن يصير التعليم الفني حجر الزاوية في النمو الاقتصادي والابتكار والتنمية الوطنية.
من جانبه، رحّب وزير التعليم والاستحقاق الإيطالي، جوزيبي فالديتارا، بالمشاركين في الحدث اليوم، وفي مقدّمتهم القيادات المصرية الحاضرة، موجهًا التحية إلى كل من تعاون في تنظيم هذه الزيارة للوفد الإيطالي، والتي تم العمل خلالها مع الجانب المصري من أجل ترجمة الروابط بين البلدين في صورة تعاون ملموس على أرض الواقع، معربًا عن شكره لممثلي الشركات الإيطالية المشاركة في فعاليات التعاون، التي بلغ عددها 30 شركة.
وقال الوزير الإيطالي إن افتتاح القرية الإيطالية في معهد دون بوسكو يُعدّ شاهدًا على قوة العلاقات الديناميكية بين مصر وإيطاليا، ويؤكد جودة المدارس الإيطالية، معربًا عن فخره بتقديم نموذج التعليم الإيطالي برفقة الوزير محمد عبد اللطيف لدعم الواقع العملي في البلدين، وعن تطلّعه إلى أن تصبح القرية الإيطالية في مصر أكبر بعشر مرات مما هي عليه الآن، بحيث تكون نموذجًا يُحتذى به في منطقة البحر المتوسط.
وأضاف الوزير جوزيبي فالديتارا أنه بالاتفاق مع وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، سيتم تقديم برنامج مكثّف يهدف إلى التعريف ببرامج التعليم الإيطالي واستغلال المقومات الخاصة بالشراكة بين مصر وإيطاليا.
وتابع وزير التعليم الإيطالي قائلًا: "عندما اجتمعنا اليوم، اتفقنا على ضرورة تحقيق نتائج مثمرة تُجسّد التعاون المهم بين بلدينا"، مشددًا على ضرورة متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مجال تطوير التعليم المهني وتبادل المهارات، لضمان تحقيق هذه الاتفاقيات على أرض الواقع.
ولفت الوزير الإيطالي إلى أن مبادرات التعاون بين مصر وإيطاليا تأتي ضمن استراتيجية بلاده للتوجّه نحو إفريقيا، وفقًا لتوجيهات رئيسة الوزراء الإيطالية، مضيفا "تعاوننا في مصر هي الخطوة الأولى على هذا الطريق، ومن أجل ذلك، تعمل لجنة العمل الثلاثية على متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم التي تم توقيعها العام الماضي".
وشدد على أن الشراكة مع مصر ضرورة ملحّة نظرًا لكونها دولة عريقة وشريكًا استراتيجيًا لإيطاليا، يزخر بالعديد من الأيدي العاملة الموهوبة من الشباب.
وفي ختام كلمته، وجّه وزير التعليم الإيطالي الشكر لكل من آمن بمشروع القرية الإيطالية في مصر، ولأكثر من 30 شركة إيطالية شاركت في تحقيق هذا النجاح.
وفي كلمته، أكد السفير الإيطالي بالقاهرة ميكيلي كواروني على عمق العلاقات والتعاون المستمر والمثمر بين الجانبين المصري والإيطالي، مشيرًا إلى وجود أكثر من 50 شركة إيطالية وأكثر من 30 أكاديمية للتعليم الفني داخل مصر ما يثبت عمق التعاون البناء، ومشيدا بقرية إيطاليا التي تم افتتاحها اليوم في معهد "دون بوسكو" لتعزيز سبل التعاون خاصة في جانب التعليم الفني الذي يمثل أهمية كبيرة بالنسبة لايطاليا.
وقال السفير الإيطالي إن هناك الكثير من الشباب الذين يحتاجون للتدريب في مصر، بينما تحتاج إيطاليا إلى أيدى عاملة مدربة وذلك يتحقق من خلال التعاون المثمر والمهم بين البلدين لإدخال هؤلاء الشباب سوق العمل.
ولفت السفير إلى أن اليوم حافل بالعمل الواقعي من خلال الشركات الإيطالية والمصرية التي تمتلك الكثير من الإمكانيات، مؤكدا العمل على تطوير الشراكات للوصول الى واقع ملموس في التطوير بين الجانبين.
كما وجه رئيس اتحاد الصناعات المصرية المهندس محمد السويدي، خلال كلمته، الشكر للوزير محمد عبد اللطيف، ورحب بوزير التعليم والاستحقاق الإيطالي وسفير دولة إيطاليا في مصر، واصفًا توقيع بروتوكول التعاون بين الوزارتين في مجال التعليم الفني بـ"الحلم الجميل الذي يتحقق على أرض الواقع ونعيشه الآن، فالتعاون بين مصر وكافة دول الاتحاد الأوروبي في التعليم الفني حلم كبير، يتم تحقيقه بالتوازي مع التعاون الاقتصادي والزراعي والصناعي، وهي خطوة مهمة لتحويل الطالب المصري إلى قيمة مضافة كبيرة ومهمة للاقتصاد والمجتمع المصري".
وأشار السويدي إلى أن طالب التعليم الفني هو أفضل سفير بين دولتين، خاصة إذا كان هذا السفير على أعلى مستويات التعليم الدولية، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاق تعاون بين وزارتي التعليم المصرية والإيطالية يفتح الباب لتلبية احتياجات إيطاليا من التعليم الفني، إضافة إلى تحويل التعليم الفني في مصر لنقطة جذب للاستثمارات الإيطالية الأوروبية لأنه ينتج طالبًا على مواصفات دولية في التعليم الفني، لأن توافر خريجي التعليم الفني المتميزين هو خدمة تقدمها الدولة المصرية للمستثمر الأجنبي مثلها مثل غيرها من الخدمات المقدمة للمستثمرين.
وأوضح السويدي أن هناك تعاونًا وتنسيقًا مستمرًا مع سفير دولة إيطاليا في مصر، واستطاعت مصر أن تثبت نجاحها في التعليم الفني من خلال مدارس التكنولوجيا التطبيقية.
من جهته، أكد رئيس اتحادات الصناعات الإيطالي ايمانويلي أور، أن اليوم يمثل خطوة ملموسة في تطوير التعليم الفني، موجها التحية إلى 50 شركة إيطالية مشاركة اليوم، التي تمثل مشاركتها خير دليل على التعاون المثمر بجانب نجاح القرية الإيطالية بمعهد "دون بوسكو".
وفي كلمتها عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أعربت الرئيس التنفيذي لشركة سيمنست (simest) ريچينا كوراديني دارينسو عن سعادتها للمشاركة في هذا الحدث المهم الذي يعكس عمق التعاون بين البلدين، مشيرة إلى أن شركتها تولي اهتمامًا كبيرا بالقارة الإفريقية.
وفي كلمته، أكد رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، الدكتور عمرو بصيلة، أن هذا الملتقى يعكس رؤية البلدين المشتركة لتطوير منظومة التعليم الفني وتعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والتنمية، موضحا أن التعليم الفني له دور محوري في تأهيل الكوادر البشرية القادرة على تلبية احتياجات سوق العمل المحلية والدولية، لا سيما في ظل التحديات التي يفرضها العصر الحديث، الذي يعتمد بشكل كبير على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة وتعزيز التنافسية بين الخريجين عن المستوى الدولي.
وشدد الدكتور عمرو بصيلة على أن هذا التعاون يعكس الإرادة القوية لتعزيز التكامل بين البلدين في مجالات التعليم والتدريب، ويساهم في بناء جسور التواصل بين الطلاب والمعلمين من الجانبين، ويعكس أيضًاً الالتزام المشترك بين مصر وإيطاليا بتطوير التعليم الفني بما يتماشى مع تطورات سوق العمل العالمي.
وأشار إلى أن كافة التخصصات قد تم تحويلها للعمل بمنظومة الجدارات المهنية وقد تم التركيز على مهن المستقبل؛ ومنها الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة، والأمن السيبراني، والطاقة المتجددة، مؤكدًا أنها ليست فقط تخصصات أكاديمية، بل هي أدوات لبناء مستقبل أفضل للطلاب.
وخلال الندوة، وقع الوزيران خطابات نوايا بين الوزارتين لإنشاء منصة مشتركة لتعزيز التقارب بين نظم التعليم الإيطالية والمصرية، كما شهد الوزيران مراسم توقيع عدة اتفاقيات تعاون مشتركة بين الجانب المصري والإيطالي، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين الوكالة الايطالية للتعاون من أجل التنمية AICS واتحاد الصناعات المصرية FEI في مجالات التعليم والتدريب المهني (TVET) لدعم المعاهد الفنية العليا المصرية.
كما شهدا توقيع اتفاقية تعاون بين الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية وشركة ايني بشأن مدرسة الضيافة في دمياط في إطار برنامج – TEJPA لتحسين التعليم الفني وآفاق العمل من خلال نموذج المدرسة الفنية العليا، كما تم أيضا توقيع اتفاقية تعاون بين سفارة إيطاليا بالقاهرة ومنظمة الهجرة الدولية بشأن مشروع "2 PLAY: توفير بدائل حياة إيجابية للشباب المصري".
وتضمنت فعاليات الندوة، جلسة نقاشية تحت عنوان "التعليم من أجل الرخاء: منظور الأعمال" تناولت نموذج المعاهد التكنولوجية العليا الإيطالية، وهي معاهد متميزة ذات تخصص تكنولوجي عالي بعد الدبلوم تربط بين مجال التعليم وعالم العمل والإنتاج، تم خلالها التركيز بشكل خاص على الحرم الجامعي للتدريب والشبكات الإقليمية التي تعزز سلسلة التوريد الفنية وتدريب الشباب وتوظيفهم أيضًا في مختلف الدول، بما في ذلك مصر.