أكد مثقفون وأدباء دعمهم المطلق والكامل للقيادة السياسية وموقفها الحكيم، الذي يدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه ، مشددين على أن ما تقوم به مصر تجاه القضية الفلسطينية يأتي إيمانا منها بدورها المحوري والحضاري في المنطقة، وأن هذا قدرها.
وذكر المثقفون والأدباء - في أحاديث منفصلة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية المصرية ، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة، ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل ، مشيرين إلى أن مصر قدمت كل أشكال الدعم للفلسطينيين حتى إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
في البداية، قال أمين عام اتحاد الناشرين المصريين محمد عبد المنعم إن مصر كانت وستظل، منذ عقود طويلة، الحاضنة الأولى للقضية الفلسطينية، والمساند الأبرز لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، فمنذ نكبة 1948، وقفت مصر في الصفوف الأمامية، مقدمةً كل أشكال الدعم للفلسطينيين لأنها ترى أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية عربية، بل قضية إنسانية عادلة تستوجب نصرة أصحاب الحق.
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يواصل ، على خطى الزعماء التاريخيين لمصر، دوره الوطني والإقليمي في دعم فلسطين، مؤكدًا على رفض مصر القاطع لأي مخططات ترمي إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، فقد شدد مرارًا على أن الحل العادل يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وتابع:" وفي ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، كانت مصر السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، حيث قادت الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وفتحت معبر رفح لاستقبال الجرحى والمساعدات، وأكدت موقفها الصلب ضد أي محاولات لفرض واقع جديد على الأرض عبر التهجير القسري، وهو الموقف الذي حظي بتقدير عالمي واسع".
رفض التهجير.. موقف مصري ثابت
وشدد أمين عام اتحاد الناشرين المصريين محمد عبد المنعم على أن مصر تدرك تمامًا أن تهجير الفلسطينيين ليس مجرد كارثة إنسانية، بل هو مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما لن تقبل به القاهرة بأي شكل من الأشكال، فسيناء مصرية، ولن تكون بديلاً عن غزة، كما أن الفلسطينيين أصحاب حق في أرضهم، ولن يُجبروا على مغادرتها.
وأوضح عبد المنعم أن الموقف المصري جاء واضحًا في كافة المحافل الدولية، حيث دعت القاهرة إلى وقف العدوان، ورفضت الضغوط الرامية إلى تمرير مخططات التهجير، انطلاقًا من قناعة ثابتة بأن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال وليس في تصدير الأزمة ، لافتا إلى أن القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس السيسي، أثبتت أنها تعمل وفق رؤية وطنية خالصة، واضعةً مصلحة البلاد فوق أي اعتبار رافضةً أي مساومات على حساب الأمن القومي المصري أو الحقوق الفلسطينية.
الالتفاف حول القيادة.. واجب وطني في مرحلة مصيرية
وأكد أمين عام اتحاد الناشرين المصريين أنه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة، أصبح الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية المصرية ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل. فمصر تواجه تحديات جسامًا، سواء في الداخل أو على الساحة الإقليمية، ويتطلب ذلك من كل مصري أن يكون على قدر المسؤولية، داعمًا لوطنه وقيادته حفاظا على الأمن القومي المصري.
وشدد على أن الدعم الشعبي لهذا الموقف القوي ليس مجرد تعبير عن الوطنية، بل هو صمام أمان لاستقرار الدولة وحماية مقدراتها ، لافتا إلى أن مصر تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التكاتف الشعبي والتفاف أبنائها حولها، ليظل صوتها عاليًا، وموقفها ثابتًا، وعزيمتها صلبة في الدفاع عن الحق والعدل، مهما كانت التحديات.
من جانبه ، أكد رئيس اتحاد الناشرين العرب د.محمد رشاد رفضه المساس بكافة حقوق الفلسطينيين غير القابلة للمساومة، سواء من خلال الاستيطان، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو محاولات اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
كما أكد رشاد دعمه موقف جمهورية مصر العربية الحاسم والواضح منذ بداية الحرب، مشيدا بالرؤية الثاقبة للرئيس السيسي، الذي رفض بقوة وثبات محاولة تصفية القضية الفلسطينية بتهجير الفلسطينيين من أرضهم ، وهو الموقف الذي أجهض المخطط الإسرائيلي الذي بدا بوضوح أنه كان الهدف الأساسي لحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.
بدوره ، أكد الكاتب الصحفي عزت إبراهيم رئيس تحرير صحيفة " الأهرام ويكلي" وبوابة "الأهرام أون لاين" وخبير الشئون الأمريكية أن الموقف المصري الحازم والتحركات الدبلوماسية الواعية والمدروسة في الأيام الأخيرة تؤكد سلامة الرؤية المصرية التي لم تغير ثوابتها ومطالبها منذ قمة القاهرة التي أعقبت بدء العدوان على قطاع غزة والتي وجه خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة للعالم أن مصر لم ولن تكون طرفا في أي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال عزت إبراهيم إن رسائل رئيس مصر في الشهور الماضية برهنت عن الرؤية الثاقبة للتعامل مع أسس الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي التي تؤكد على تحقيق السلام عن طريق تطبيق الشرعية الدولية والتي بدونها لا يمكن التفكير في استقرار المنطقة أو إجبار الشعوب علي القبول بإسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
واعتبر أن الرسائل والبيانات المصرية الأخيرة أسفرت عن اصطفاف دولي في مواجهة خطة التهجير القسري المطروحة بعد أن تأكدت القوى الداخلية في الولايات المتحدة أيضا أن مصر لن تتزحزح عن مواقفها الثابتة وأنه بدون مصر يصعب تمرير أية صفقات مهما كانت الضغوط ، مشيرا إلى أن موقف الرئيس السيسي يشكل عنصرا فاصلا في بناء الموقف الرافض للتهجير القسري وفي بناء رؤية عربية بديلة للبناء والإعمار في قطاع غزة.
من جانبه ، رفض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة دعاوى تهجير أهل غزة لسيناء أو لأى بلد آخر حيث إن الهوية ، لمن لا يدركوا قيمتها ، مرتبطة بالأرض والتاريخ وهى شرف كل إنسان مقيم على هذه الأرض يستحيل أن يتنازل عنها لغيره.
وقال ريحان إن أرض سيناء متجذرة في الهوية المصرية منذ فجر التاريخ وشملت آثار ما قبل التاريخ مرورًا بالآثار المصرية القديمة فاليونانية فالرومانية فالمسيحية والإسلامية إلى العصر الحديث والمعاصر.
وبخصوص غزة، يوضح الدكتور ريحان أن آثارها تشهد بعروبتها فهي تضم العديد من الآثار الكنعانية والرومانية والمسيحية والإسلامية، فقد أسسها العرب الكنعانيون في الألف الثالثة قبل الميلاد وسموها غزة، وأطلق عليها العرب غزة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم" الذي توفي بها أثناء رحلته التجارية .
بدورها ، شددت آيات الحداد عضو مجلس النواب ومؤسس صالون الحداد الثقافي على أن مصر تعد من أكبر الداعمين للحقوق الفلسطينية، سواء في مجال المساعدات الإنسانية أو عبر التأثير السياسي على الساحة الدولية لدعم القضية الفلسطينية.
واعتبرت أن الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين لا يعد أمرا جديدا على الدولة المصرية التي تؤكد التزامها الدائم والمبدئي بدعم القضية الفلسطينية ، داعية إلى الالتفاف حول الرئيس السيسي الذي رفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى أراضٍ أخرى .
ويلتقط أطراف الحديث منها الناقد والشاعر عيد عبد الحليم، رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد"، بالقول إن مصر كانت على مدى أكثر من سبعين عاما أكثر الدول دعما للقضية الفلسطينية وقدمت الغالي والثمين من أجل استعادة الحق الفلسطيني المسلوب، وعلى المستوى السياسي، كانت القضية الفلسطينية على أولويات الأجندة السياسية المصرية.
وأضاف أن الموقف السياسي المصري واضح للغاية، نحن مع الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا، لكن فكرة التهجير، خاصة ما عرف من مخططات للسيطرة على الشرق الأوسط ، وتوطينهم في سيناء هذا أمر مرفوض سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا أيضا، لأن الأمن المصري خط أحمر.
وقال:" نحن مع المطالبة بعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، وضرورة وقف التهجير القسري الذي تنتهجه القوات الإسرائيلية ، وضرورة التحرك الدولي لوقف نزيف الدم في غزة وقراها، نحن مع كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني الأعزل، معنويا وماديا، وتبذل الدولة المصرية كل ما في وسعها ، إيمانا منها بدورها المحوري والحضاري في المنطقة، وهذا قدرها".
وختاما ، يرى الكاتب الروائي خليل الجيزاوي وكيل وزارة الثقافة السابق وعضو مجلس إدارة نقابة اتحاد كُتّاب مصر أن موقف مصر واضح ومعلن للجميع من دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المشروعة على حدود 4 يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ، مشيرا إلى أن مصر خاضت ثلاثة حروب دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني حتى انتصار الأمة العربية كلها في حرب 6 أكتوبر 1973.
وأكد أنه بصفته الأدبية والنقابية يقف خلف القيادة السياسية قولا واحدًا ، ويرفض ككاتب ومثقف كل الدعاوي التي تنادي بتهجير الشعب الفلسطيني والبحث له عن وطن بديل، فالشعب الفلسطيني وطنه التاريخي هي أرض فلسطين العربية ، مشددا على أن الحقيقة التاريخية تؤكد أن الشعب الفلسطيني باق على أرضه العربية مهما حاولوا طمس هوية الأرض الفلسطينية.