السبت 15 فبراير 2025

عرب وعالم

في اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. باحثون يحذرون من تزايد الملوثات الأبدية بشكل مثير للقلق

  • 15-2-2025 | 12:35

سرطان الأطفال

طباعة
  • دار الهلال

يشعر الباحثون بقلق متزايد بشأن مواد البيرفلوروألكيل والبولي فلورو ألكيل PFAS، التي يطلق عليها عادة اسم "الملوثات الدائمة" مع حلول اليوم العالمي لسرطان الأطفال يوم السبت 15 فبراير، ويمكن أن تسبب هذه المواد الكيميائية تأثيرات سامة على صحة الإنسان، بما في ذلك السرطان.

وذكرت قناة "سي نيوز" الإخبارية الفرنسية، في تقرير اليوم /السبت/ تزامناً مع احتفال العالم باليوم العالمي لسرطان الأطفال، أن هذه المواد الكيميائية غير قابلة للتدمير تقريبًا وتوجد في عدد من المنتجات، وتتراكم بمرور الوقت في الهواء والتربة والماء والغذاء، وفي النهاية في جسم الإنسان، خاصة في الدم وأنسجة الكلى أو الكبد. ويراقبها الباحثون عن كثب، خاصة بين الأطفال.

وصنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، وهي وكالة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، اثنين من أكثر هذه المواد انتشارًا على أنها "مادة مسرطنة للبشر" و"مادة مسرطنة محتملة" في ديسمبر 2023.

والمادتان هما حمض البيرفلوروكتان سلفونيك (PFOS) وحمض البيرفلوروكتانويك (PFOA)، الأكثر دراسة حتى الآن في هذه العائلة الكبيرة من المواد والاثنتين محظورتين في أوروبا منذ عامي 2019 و2009، على التوالي.

وبحسب التقرير، إذا كانت المعرفة حول المخاطر الصحية المرتبطة بمختلف مواد البيرفلوروألكيل والبولي فلورو ألكيل غير كافية، أو حتى غائبة، حتى في رأي السلطات الصحية، فقد لوحظت آثار ضارة على التمثيل الغذائي البشري بسبب العديد من "الملوثات الأبدية".

ففي حالة التعرض لها لفترة طويلة، يمكن لبعض هذه المركبات الكيميائية الاصطناعية أن تزيد فرص الإصابة بالسرطان، وتؤثر على الخصوبة ونمو الجنين، أو حتى تزيد من خطر السمنة، وفقًا لدراسات مختلفة.

وفي هذا الصدد، أشارت الوكالة الوطنية الفرنسية لسلامة الغذاء والصحة البيئية والمهنية (ANSES) في عام 2022 إلى أنه "يُشتبه أيضًا في أنها تتداخل مع الغدد الصماء (الغدة الدرقية) والجهاز المناعي".

وأوضح الخبراء أنه نظرًا لوجود الآلاف من هذه المواد فمن الصعب دراستها، وأحيانًا تحديد تأثيرات مادة معينة على وجه اليقين. ويمكن لفترة التعرض لهذه المواد واختلاف أنواعها أن يؤثر في المخاطر الفردية.

وأضافت قناة "سي نيوز" أنه من المحتمل أن يتعامل بعض العمال، على سبيل المثال في صناعة الأغذية أو صناعة النسيج أو الإلكترونيات، مع هذه المواد ويكونون أكثر تعرضًا لها، وفقًا لبعض العلماء.

كما أن الاقامة بالقرب من المواقع الصناعية من شأنه أن يزيد من التعرض. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر بعض الفئات السكانية، مثل النساء الحوامل والأطفال، أكثر عرضة للخطر.

وفي العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا، تجتذب هذه المواد اهتمامًا متزايدًا، من بين أمور أخرى، باعتبارها تهديدًا للصحة، وفي فرنسا، يتركز القلق بشكل خاص حول "وادي الكيمياء" أي المنطقة الصناعية، بالقرب من ليون (جنوب شرق البلاد).

وقد تم إطلاق العديد من المبادرات القانونية والتنظيمية، ويجري النظر في مبادرات أخرى، ضد هذه "الملوثات الأبدية" ومصنعيها بسبب "تعريض حياة الآخرين للخطر".

وفي أوروبا، هناك 17 ألف موقع ملوث، بما في ذلك 2100 موقع بمستويات خطيرة على الصحة (أكثر من 100 نانوجرام لكل لتر)، مما أدى إلى رسم خرائط غير مسبوقة لـ 17 وسيلة إعلامية نُشرت في فبراير 2023.

واختتمت القناة الفرنسية بالقول إن العديد من الجهود البرلمانية تعمل أيضًا على رفع مستوى الوعي حول الصحة، بما في ذلك مشروع قانون يهدف إلى تقييد تصنيع وبيع مواد البيرفلوروألكيل والبولي فلورو ألكيل، الذي تم اعتماده في القراءة الأولى في ربيع عام 2024 من قبل النواب الفرنسيين وسيتم تقديمه قريبًا للتصويت.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة