تعمل الدولة المصرية على تعزيز شعار "إعمار دون تهجير" كاستراتيجية لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية، التي تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، حيث يُعتبر هذا المبدأ الذي نال تأييدًا عربيًا واسعًا، دعمًا كاملًا لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه.
مقترح مصر لإعمار قطاع غزة
أكدت مصر بشكل متكرر اعتزامها طرح تصور متكامل لإعادة إعمار قطاع غزة بصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، بما يتماشى مع حقوقه الشرعية والقانونية.
وبات قطاع غزة كومة من الأنقاض، إذ دمرت حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا 88 بالمائة منه، بينما قُدرت الخسائر الأولية المباشرة للحرب بأكثر من 38 مليار دولار، وفقًا للمعطيات الفلسطينية.
ويستهدف التصور المصري تقديم الدعم إلى أهالي القطاع الفلسطيني من خلال تنفيذ برامج ومشروعات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار، بوجودهم على أرضهم.
وبحسب مصادر تحدثت لقناة "إكسترا نيوز"، فإن هناك خطتين مصريتين لإعادة بناء غزة دون المساس بسكانها، مؤكدين أن رؤية مصر للحل لا تتضمن أي شكل من أشكال التهجير.
وأكدت المصادر، أن مصر ترفض أي مقترح لتخصيص أرض لسكان قطاع غزة، وتتمسك بعدم إخراج الفلسطينيين من أراضيهم أو توطينهم في أي مكان آخر، وتشدد على أن أي حلول للأزمة يجب أن يتضمن بقاء سكان القطاع داخل أراضيهم.
ورغم أن صورة التصور المصري لإعادة إعمار قطاع غزة لم تعلن حتى الآن بشكل رسمي، بيد أن وكالة "رويترز" للأنباء نقلت عن مصادر بعض تفاصيلها.
وقالت "رويترز" عن مصادر أمنية مصرية، إن مقترح "القاهرة" يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة وتعاونًا دوليًا في إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى المضي نحو حل الدولتين.
وينص المقترح، بحسب رويترز، على أنه بمجر إزالة الأنقاض سيتم إقامة 20 منطقة إسكان مؤقت، حيث ستعمل نحو 50 شركة مصرية وأجنبية أخرى من أجل إنجاز ذلك.
في غضون ذلك، قال مصدر إقليمي مطلع لـ"رويترز"، إن التمويل سيشمل أموالًا دولية وخليجية.
ونقلت الوكالة عن المصادر المصرية، قولهم إنهم "يعتقدون أن الخطة كافية لتغيير رأي ترامب، ويمكن فرضها على حركة حماس والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس".
من جانبها، أكدت الأردن، أن هناك خطة مصرية مدعومة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين منه.
وفي الإطار ذاته، أكدت الدول العربية ضرورة تسريع جهود الإغاثة وإعادة إعمار قطاع غزة لقطع الطريق على مخطط التهجير.
وشددت على ضرورة أن يتم ذلك مع بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، موضحين أن المطلوب في هذه المرحلة تثبيت وقف إطلاق النار، والعمل على إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة ومساعدة السكان على استعادة الحياة الطبيعية بالتدريج من أجل إفشال المخطط الإسرائيلي بجعل القطاع غير قابل للحياة.
وتأتي التحركات المصرية المتسارعة في إطار مواجهة ما يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة، كالأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان.
ولمواجهة تلك الدعاوي أيضًا، أكدت مصر دعمها الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وشددت على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار، وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلي المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
وفي حين قوبل مقترح الرئيس الأمريكي برفضًا فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا واسعًا، قوبل بإشادة كبيرة على المستوى السياسي بإسرائيل، بما يشمل مختلف التوجهات، بما في ذلك الحكومة التي قامت بوضع خطة تزعم أنها تهدف إلى "مغادرة طوعية" للفلسطينيين من غزة.