«قصور الثقافة» تحتفي بمئوية سعد الدين وهبة بقصر الإبداع الفني.. الأربعاء

يشهد قصر الإبداع الفني بالسادس من أكتوبر، في السادسة مساء بعد غد الأربعاء، احتفالية مئوية السيناريست والكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج احتفاء وزارة الثقافة برموز الأدب والفكر والإبداع.

تتضمن الاحتفالية التي تقام بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ندوة بعنوان «وهبة وإحياء الثقافة الجماهيرية»، يديرها القاص محمد رفاعي، ويشارك بها كل من الناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا، والناقد السينمائي الأمير أباظة، والشاعر أشرف أبو جليل.

و تشمل الفعاليات عرض فيلم تسجيلي عن مسيرة الكاتب الراحل وأبرز أعماله المسرحية والدرامية، وتختتم بعرض مسرحي لأحد أعماله المتميزة، يقدم على مسرح القصر.

تقام الاحتفالية بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، وتنفذ ضمن برنامج الإدارة العامة للقصور المتخصصة، برئاسة كتور منى شعير، وأنشطة قصر الإبداع الفني 6 أكتوبر، بإدارة نورا كرامة، وتأتي ضمن جهود هيئة قصور الثقافة لإحياء ذكرى المبدعين الذين أثروا المشهد الفني والثقافي المصري.

سعد الدين وهبة .. من رواد المسرح المصري الحديث

سعد الدين وهبة مؤلف كبير وكاتب سيناريو مصري مبدع ومتألق، وأحد رموز  ورواد المسرح المصري الحديث، و اتسمت تجربته بالتنوع بين التأليف المسرحي وكتابة السيناريو والقصة والمقال النقدي، ساهم بدور كبير في الحركة الثقافية لعقود عدة، وترأس العديد من النقابات الفنية

 ولد كاتبنا الكبير في 4  فبراير من عام 1925م، في قرية الدميرة،  في مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، واسمه الكامل هو محمد سعد الدين وهبة.

درس سعد الدين وهبة في كلية الشرطة وتخرج منها في عام 1949م، وعمل بعد تخرجه من الكلية الشرطية ضابطًا بالشرطة، ثم قام بعد ذلك بالدراسة  كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، و تخرج من قسم الفلسفة فيها في العام 1956م.

البداية مع القصة القصيرة

بدأ سعد الدين وهبة رحلته مع الكتابة بقن القصة القصيرة، وصدرت له مجموعة «أرزاق» عام 1958م، حيث انتشر حينذاك التيار الواقعي في الأدب المصري، ورغم أنه قوبل بآراء نقدية إيجابية بالمجموعة، لكنه اتجه إلى التأليف المسرحي، وابتعد في ذاك الوقت تمامًا عن القصة، وقام بتأليف الكثير من المسرحيات  المتميزة والتي  أصبحت علامات مهمة في تاريخ المسرح العربي الحديث.

ومن مؤلفات سعد الدين وهبة، في للمسرح ورحلته الإبداعية.. مسرحية «المـحروسة» كانت بين العامين 1962 - 1965م، «كفر البطيـخ» عام 1966م، و مسرحية «السبنسة» كتبها 1966م،  «كوبري الناموس»1966، و من مؤلفات سعد الدين وهبة أيضًا إصدار الدار القومية: «سكة السلامة » عام 1997، «المسامير» عام 1968م.

 وكتب مسرحية «سبع سواقي» 1972م،  «يا سلام سلم الحيطة بتتكلم» 1974م، «رأس العش»  1980م، وألف «الوزير شال الثلاجة» وهي مجموعة من النصوص المسرحية للفصل الواحد  تضم ستة عشر مسرحية  من إصدار الهيئة العامة للكتاب.

وألف سعد الدين وهبة قصة «النهر الخالد» يحاكي فيها حياة الموسيقار الأجيال  الفنان المتميز محمد عبد الوهاب في مجال الفن والحياة، كما كتب «من مفكرة سعد الدين وهبة» وهي  عبارة عن جزئين و انتهى من كتابتها في عام 1994م،  وألف المجموعة القصصية «كفر العشاق» عام 1994م، وكتب «حوار مع أرسطو ونادي العارية» وهي مجموعة من المقالات في الكتاب الذهبي عام 1966م.

مبدعًا ومؤلفًا في السينما

وأقدم سعد الدين وهبة  على كتابة السيناريوهات والحوار لعدة أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية فمن إبداعه في السينما أفلام «زقاق المدق، مراتي مدير عام، أدهم الشرقاوي الحرام، الزوجة الثانية، أبي فوق الشجرة،  أرض النفاق، أريد حلًا».

مؤلفات باللغة الإنجليزية

وصدر من مؤلفات سعد الدين وهبة باللغات الأجنبية، حيث صدرت مسرحية «سكة السلامة» باللغة الإنجليزية عن الهيئة العامة المصرية للكتاب هيئة الكتاب 1979، وكذلك مسرحية «كوبري الناموس»  باللغة الإنجليزية عن الهيئة العامة للكتاب 1987م.
 

ولكاتبنا الكبير تحت الطبع الأعمال الكاملة للمسرح: «الجزء الرابع : كوابيس في الكواليس، المسامير، يا سلام سلم الحيطة بتتكلم»، الأعمال الكاملة للمسرح: الجزء الخامس : «رأس العش ، حبيبتي مصر، العمر لحظة»، والأعمال الكاملة للمسرح: الجزء السادس : 8 ستات،  سد الحنك، سبع ولا ضبع».

 حصار الرحلة..  جوائز وأوسمة
حاز سعد الدين على العديد من الجوائز والأوسمة منها.. وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة1965م، وسام جوقة الشرف الفرنسي من درجة ضابط1976م، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1985م،  وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1988م، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1990م.

رحيل وأثر باق

رحل سعد الدين وهبة عن عالمنا في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر عام 1997م عن عمر يناهز الـ 72 عامًا، وكانت حياته زاخرة بالأحداث والفواصل المهمة في الكتابة والتأليف، فترك أثره الكبير في رحلة المسرح المصري وفي الحركة الثقافية والفنية المصرية والعربية، ليكون باق دوما ما حيينا في عقولنا ووجداننا وذاكرتنا.