الجمعة 21 فبراير 2025

بورتريه الهلال

محمود الجوهري.. الجنرال الحريف

  • 19-2-2025 | 19:56

محمود الجوهري

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

نجم بطولة أمم إفريقيا اللامع، الذي حقق بطولات متفردة، كان حبه لكرة القدم يسري في دمائه منذ طفولته حتى صباه، فرضت عليه الظروف الاعتزال مبكرًا رغم مهاراته، ولكن كيف له أن يترك حلمه بسهولة، ربما فقد قدرته على اللعب لمرضه ولكنه امتلك عقلا مدبراً ونشطا وروح قائد صلب إنه الجنرال محمود الجوهري.

استكمل الجوهري مشوراه ليصير مدربا لفريق النادي الأهلي ويحقق أول بطولة إفريقية في تاريخه، ويخرج على يديه كبار اللاعبين المتمرسين لتطفو أسمائهم على الساحة الكروية رافعين رأس أبيهم الروحي ومعلمهم الأول، كما رفع اسم مصر عاليا عندما صعد بالمنتخب إلى كأس العالم عام 1990.

ولد الكابتن محمود الجوهري في 20 فبراير 1938، وكان بالأساس ضابطًا وواحدًا من الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973، وكان برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة.

بدأ حياته الكروية لاعبًا بالنادي الأهلي وفي منتخب مصر من 1955 حتى 1966، واعتزل مبكرًا بسبب إصابته برباط صليبي تعرض له في ركبته فاتجه للتدريب، وعمل مدربا لفريق للأهلي في بداية الثمانينات من القرن العشرين ونجح في الفوز بأول بطولة إفريقية في تاريخ الأهلي، وهي دوري أبطال إفريقيا عام 1982 ثم تولي تدريب المنتخب في سبتمبر 1988 واستطاع الوصول به لكأس العالم عام 1990 لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولى في 1934 وتعادل المنتخب المصري مع هولندا 1 / 1 في أولى مبارياته في المونديال كما تعادل مع إيرلندا من دون أهداف وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا وخرج من الدورالأول.

فازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم إفريقيا عام 1998م، والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي على منتخب جنوب إفريقيا لكرة القدم بهدفين نظيفين، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الإفريقية لاعبا ومدربا حيث حصل على الكأس مع منتخب مصرفي1957و1959 وكان هداف البطولة.

كما قاد المنتخب الوطني للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية في 1992 التي أقيمت في سوريا متغلباً على المنتخب السعودي 2/3 في المباراة النهائية وهو أول مدرب مصري يتولي تدريب فريقي الأهلي والزمالك في تاريخ الكرة المصرية كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982 حينما تغلب على كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك في الفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993، والفوز بكأس السوبر الإفريقي بعد أن تغلب على الأهلي في جوهانسبرج مطلع 1994.

وتولى الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منها الهلال السعودي واتحاد جدة، وتتلمذ على يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولي تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996وفي 2002 تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية.

وقاد المنتخب الأول للوصول لنهائيات كأس الأمم الأسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح بعد أن قام الحكم بتغيير المرمى الذي يسدد عليه الفريقان الركلات في سابقة لم تحدث من قبل وقلبت الموقف رأساً على عقب فبعد أن كان المنتخب الأردني متقدماً 2/ 0 تحولت الكفة لصالح الفريق الياباني الذي فاز بالبطولة كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور، وما إن أنهى مهمته في الأردن وقرر اعتزال التدريب حتى اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديراً فنياً للاتحاد ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية، ويعتبر التخطيط لمنتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم مصر في 2009 أول خطواته في منصبه الجديد.

داهمه المرض فجأةً لثلاثة أيام حيث تعرض لجلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ في 30 أغسطس 2012 ونقل للمستشفي الكبرى في العاصمة الأردنية عمان حيث أعلن الأطباء عن وفاته إكلينيكيا وفي صباح الاثنين في 3 سبتمبر 2012 توفي الجوهري عن 74 سنة على إثر أزمة قلبية حادة.

الاكثر قراءة