أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن العالم الإسلامي أصبح يقف عاجزًا، مشددًا على ضرورة الانتقال إلى مستوى أكثر نضجًا في الحوار الإسلامي، بعيدًا عن الاتهامات المتبادلة بين المذاهب المختلفة.
وقال شيخ الأزهر - في مداخلة له بالجلسة العلمية الثالثة ضمن برنامج مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي المنعقد بالبحرين - إن هناك ضرورة لإيجاد آلية مناسبة لمعالجة هذه الخلافات، مشيرا إلى إمكانية تشكيل مجتمع علمائي محدود يناقش هذه القضايا بصراحة، على أن يتم وضع خطة علاجية واضحة تتضمن خطوات عملية لحل المشكلات العالقة بين الطوائف الإسلامية.
وأشار إلى أن "التراشق المذهبي" لم يعد مقتصرًا على اتهام الشيعة أو السنة، بل امتد ليشمل اتهامات متبادلة بين الجميع، وحتى الجامعات لم تسلم من هذه الظاهرة، مؤكدًا أن هذه الانقسامات تضعف العالم الإسلامي وتجعله عاجزًا عن اتخاذ موقف موحد في القضايا المصيرية.
ودعا الإمام الأكبر إلى توحيد الموقف الإسلامي وتعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في إنشاء مجموعة من العلماء على صلة بالقرارات السياسية، بحيث يكون لهم دور في التواصل مع صناع القرار، مؤكدًا أن هذا التواصل ضروري للحفاظ على وحدة الأمة.
ورأى شيخ الأزهر أن المؤتمر يمثل فرصة حقيقية لبناء تفاهم مشترك بين علماء الأمة، وأنه يجب تحويل التوصيات إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ، بدلًا من الاكتفاء بالنقاشات النظرية، مشددًا على أن الوحدة الإسلامية ليست خيارًا، بل ضرورة حتمية لمواجهة التحديات الراهنة.