تجري حالياً مناورات "ستيدفاست دارت 2025" التي تشمل حوالي 10 آلاف جندي من تسع دول، وذلك ضمن قوة الرد المتحالفة الجديدة التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك في إطار التحضيرات للذكرى الثالثة للحرب "الروسية - الأوكرانية".
ويواصل حلف الناتو تنفيذ أكبر تدريباته العسكرية لعام 2025 لاختبار قدرته على نشر قوات كبيرة بسرعة على الحدود الشرقية للتحالف المكون من 32 دولة، وسط تزايد القلق بشأن أولوية الولايات المتحدة، العضو الأقوى في الحلف، وفق ما ذكرته شبكة "يورونيوز" الأوروبية.
وتجري المناورات في رومانيا، التي تشترك في حدود مع أوكرانيا، في وقت تعيش فيه أوروبا حالة من الاضطراب نتيجة للسياسة الجديدة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتستمر التدريبات لمدة ستة أسابيع في رومانيا وبلغاريا واليونان، وفي سياق هذه التدريبات، طالب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسث، الحلفاء بزيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير، مشيراً إلى أن أولويات الأمن الأمريكي أصبحت تتركز في مناطق أخرى، مما أثار شكوكاً حول الاستمرار في تقديم ضمانات الأمن الأمريكية لأوروبا.
وعلى الرغم من أن إدارة ترامب لم تعلن عن خطط لسحب القوات الأمريكية من المنطقة، فإن تصريحات هيجسث بأن "الحلفاء الأوروبيين يجب أن يتصدروا القيادة" جعلت دول الناتو تفكر في احتمال تحول واقع قد يتراجع فيه الدور الأمريكي كضامن للأمن النووي في القارة.
وقال أحد المسئولين العسكريين في الناتو: "هذه التدريبات تمثل قمة جهودنا وبداية تشكيل قوتنا الجديدة التي ستدافع عن كل شبر من أراضي التحالف".
ومن جانب آخر، أعرب الحلفاء الأوروبيون عن قلقهم بسبب تهميشهم في المحادثات التي جرت بين الدبلوماسيين الأمريكيين والروس في السعودية يوم الثلاثاء الماضي، والتي كانت تهدف إلى إيجاد سبل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهذا الأمر دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدعوة لاجتماع طارئ هذا الأسبوع مع بعض الدول الأوروبية والمملكة المتحدة في باريس.
وشملت تدريبات الناتو في رومانيا تدريبات بإطلاق النار الحي وحرب الخنادق، بينما قاد مشاة البحرية اليونانية والإسبانية تدريبات في اليونان الأسبوع الماضي، بما في ذلك محاكاة هجوم برمائي.
تجدر الإشارة إلى أن قوة الرد المتحالفة الجديدة التابعة للناتو، التي تم تأسيسها في يوليو الماضي، تهدف إلى التحرك بسرعة على نطاق واسع في غضون 10 أيام، وهي تضم القوات التقليدية بالإضافة إلى تقنيات الفضاء والحرب الإلكترونية.
وتتولى بريطانيا قيادة هذه المناورات بمشاركة 2600 جندي و730 مركبة، كما يشارك في التدريبات كل من رومانيا وبلغاريا وفرنسا واليونان وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا وتركيا، ويشمل الحشد العسكري 1,500 مركبة، وأكثر من 20 طائرة وأكثر من 10 سفن حربية.
ومنذ أن بدأت الحرب الروسية في فبراير 2022، عزز الناتو وجوده العسكري على الجبهة الشرقية لأوروبا بإرسال مجموعات قتالية متعددة الجنسيات إلى رومانيا والمجر وبلغاريا وسلوفاكيا، وقد لعبت رومانيا دوراً متزايداً في التحالف، حيث قدمت نظام صواريخ باتريوت لأوكرانيا، وأقامت مركزاً تدريبياً دولياً لطياري طائرات F-16 من الدول الحليفة، بما في ذلك أوكرانيا.