الأحد 23 فبراير 2025

ثقافة

بصور من غزة.. فلسطينيان يفوزان بجوائز التصوير الصحفي في "إكسبوجر 2025"

  • 22-2-2025 | 21:42

إكسبوجر 2025

طباعة

فاز كل من المصور الفلسطيني مصطفى حسونة والمصور الفلسطيني ساهر الغورة، اليوم السبت، بجوائز المصور الصحفي المستقل بالمهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر 2025" المقام في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة. 

ويعرض الفائز بالمركز الثاني مصطفى حسونة في "إكسبوجر 2025" مجموعة من الصور التي التقطها خلال العام الماضي، والتي تعكس حجم الدمار والمعاناة في فلسطين، مركزا على التفاصيل التي تعكس صمود الشعب الفلسطيني رغم الألم.
وقال المصور الصحفي مصطفى حسونة - في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن المشاهد التي يوثقها في قطاع غزة تفوق الوصف، حيث تتحول الشوارع إلى مقابر مفتوحة، والمنازل إلى أكوام من الركام، والعائلات إلى أسماء في قوائم الضحايا.
وأضاف: "الكاميرا لا تكذب، لكنها وحدها لا تكفي. في غزة، نلتقط صورًا لأطفال نائمين تحت الأنقاض، لأمهات يعانقن جثث أبنائهن، لمدن تمحى من الوجود. هذه ليست مجرد صور صحفية، إنها شهادات على جريمة ترتكب أمام أعين العالم". 
وتابع حسونة أن أكثر اللحظات قسوة في عمله ليست عند رؤية الجثث أو الدمار، بل عندما يلتقط صورة لشخص قد يفقد حياته بعد دقائق.
وأوضح: "أصعب لحظة في عملي ليست عندما أرى الدمار، بل عندما ألتقط صورة لشخص قد يموت بعد لحظات. هنا في غزة، كل صورة هي وداع محتمل، وكل وجه خلف العدسة قد لا يكون هنا غدًا". 
وأشار حسونة إلى أن الحرب ليست مجرد قصف وضحايا، بل هي سلسلة من التفاصيل الصغيرة التي لا يراها العالم، قائلاً: "الحرب ليست فقط صواريخ وضحايا، بل هي طفل يبحث عن لعبته وسط الركام، أب يحمل بقايا منزله بيديه، عيون تنظر إلى السماء بانتظار القذيفة القادمة. هذه التفاصيل هي ما تحاول عدستي أن تحفظه من النسيان". 
وأكد أن التصوير في غزة ليس مجرد توثيق للأحداث، بل هو توثيق لصمت العالم أيضًا، مضيفا: "نحن لا نوثق الحرب فقط، بل نوثق صمت العالم أيضًا. في كل مرة أنشر صورة، أسأل نفسي: هل ستغيّر شيئًا؟ لكنني أستمر، لأن الحقيقة يجب أن تقال، حتى لو لم يستمع إليها أحد". 
وفي حديثه عن واقع الحياة في غزة، قال حسونة إن الناس هناك لا يملكون الوقت للحزن، لأن القصف لا يتوقف، والجنازات تقام على عجل. 
واختتم حسونة حديثه بالتأكيد على أن الصورة قد لا توقف الحرب، لكنها قد تجعل العالم يرى الحقيقة، قائلا : "عندما ترى جثة طفل تُنتشل من تحت الأنقاض، تدرك أن العالم فقد إنسانيته، وعندما ترفع الكاميرا لتوثق ذلك، تدرك أن دورك ليس فقط التقاط الصورة، بل الصراخ بها في وجه من يختارون أن يبقوا صامتين". 
أما الفائز بالمركز الأول ساهر الغورة، فيقدم في مشاركته تحت عنوان "لا مهرب لنا" صورا تكشف الرعب اليومي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت القصف، موثقا لحظات الإنقاذ وسط الدمار، والجنازات التي لا تتوقف، والوجوه التي يكسوها الحزن واليأس. 
ولا تقتصر صور الغورة على نقل المأساة، بل تسلط الضوء على مقاومة الفلسطينيين للحرب بسيطرتهم على سرديتهم الخاصة، ورفضهم لأن يكونوا مجرد أرقام في التقارير الدولية.
وقال الغورة - في رسالة نقلها عبر وسيط - إذ إنه ما زال في غزة يعمل على توثيق ما يحدث لأهلها- إن الأرقام التي تنشرها التقارير الإخبارية عن أعداد القتلى في غزة تخفي وراءها قصصًا مؤلمة لا تصل إلى العالم. 
وأوضح ، في رسالته، أن عمله لا يقتصر على توثيق الدمار، بل يسعى لإبراز الجانب الإنساني وراء كل رقم في قائمة الضحايا. 
وأشار الغورة إلى أن التقارير الإعلامية العالمية غالبا ما تتناول الحرب من منظور إحصائي بحت، متجاهلة الحياة التي تنتهي مع كل رقم يضاف إلى قائمة الضحايا، والأرقام تجردهم من إنسانيتهم، لكن الصور تعيدها لهم.
وأكد الغورة أن العدسة قد تكون الوسيلة الوحيدة التي تتيح للضحايا أن يروي قصصهم حتى بعد رحيلهم.

الاكثر قراءة