تعيش الفنانة القديرة شمس البارودي حالة من الحزن العميق منذ فقدان زوجها الفنان حسن يوسف الذي وافته المنية في 29 أكتوبر الماضي. وعلى الرغم من مرور أربعة أشهر على وفاته، إلا أن ذكراه تظل حاضرة في قلبها، حيث تصف علاقتها به بأنها لم تكن مجرد قصة حب عادية، بل ملحمة استمرت أكثر من خمسين عامًا، مليئة بالمواقف الحياتية الصعبة والسعيدة التي زادتهما قوة وترابطًا.
وعبرت شمس البارودي عن وجع الفراق في العديد من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد أيام قليلة من رحيله، كتبت عن تسليمها بقضاء الله قائلة إنها تستمد العزاء من إيمانها بأن الدنيا زائلة، وأن اللقاء الحقيقي سيكون في الآخرة مع الأحبة في جنات النعيم.
في كلمات مليئة بالحب والوفاء، استرجعت شمس تفاصيل حياتها مع زوجها الذي وصفته بالرجل المحب والعطوف، مشيرة إلى أنه كان لها ملجأ للأمان والسعادة طوال عقود حياتهما معًا.
كما تحدثت عن آخر حديث جمعهما على فراش مرضه، حيث وعدها بلقاء يجمعهما مجددًا في مستقر رحمة الله، مؤكدة أن فراقه ليس وداعًا بل وعد بلقاء حتمي.
بعد شهرين على غيابه، كتبت شمس عن التحدي الذي تواجهه في محاولة التغلب على حزنها. وصفت تلك الذكريات المؤلمة التي لا تفارقها وكيف أنها تجد نفسها أحيانًا تذرف الدموع دون توقف، رغم محاولات أحبائها دعمها وإخراجها من دائرة الحزن القاتلة. ولكن الحزن على شريك حياتها وسندها الحقيقي ظل يؤثر فيها بشكل عميق.
وفي كلمات موجعة أخرى، أوضحت شمس كيف تحاول التماسك لأجل أبنائها وكيف تدعو الله أن يمنحها القوة لتكمل ما بدأه زوجها من أجل إسعادهم وضمان مستقبلهم. لم تخفِ اشتياقها لتفاصيل حياتهم معًا، بدءًا من النصيحة اليومية وحتى لحظات الأمان والطمأنينة التي كان يحيط بها عائلته.
تعود عطلة ذكرياتهما المشتركة إلى أول لقاء بينهما أثناء تصويرهما لأحد الأفلام في سوريا، حيث كانت العلاقة في بداياتها متحفظة بسبب قلق شمس من سمعته كفنان محبوب. لكن مع الوقت نشأت بينهما علاقة حب عميقة أثمرت عن حياة زوجية استثنائية تمثّلت في الإخلاص والتفاهم.
وفي يناير الماضي، شاركت شمس منشورًا مليئًا بالعاطفة عندما تذكرت كيف كانت تهتم به في أيامه الأخيرة وتردد له آيات من القرآن الكريم والشهادة، متمنية له السلام والسكينة في رحلته إلى الآخرة. كما وصفت نور وجهه وهدوءه بأنهما شهادة على طيب قلبه وكرمه.
واليوم، وبعد مرور ما يقارب الأربعة أشهر على رحيله واقتراب نهاية شهور العدة، كتبت شمس أنها ما تزال تعيش صدمة فراقه الأولى. أكدت أنها لن تنسى تلك اللحظات والذكريات التي صنعها لها ولم يزل اسمه محفورًا في قلبها وروحها باعتباره الزوج والمحب النادر الذي يصعب أن تجد له مثيلًا.