واجه كل رسولٍ أرسله الله إلى الأرض العديد من المصاعب والتحديات أثناء تبليغ رسالته، لكن منَّ الله عليهم بمن يساندهم ويخفف عنهم أعباء الدعوة.
وكان لرسول الله محمد ﷺ نصيبٌ من هذه النعمة، إذ أحاط به عدد كبير من الصحابة الكرام الذين آمنوا به، ووقفوا بجانبه، وساهموا في نشر رسالة الإسلام والدفاع عنها.
والصحابة هم كل من آمن بالرسول ﷺ، ورآه، ومات على الإسلام، وقد لازمه بعضهم في أغلب مراحل حياته بعد البعثة، فكانوا عونًا له في تبليغ دعوته.
وخلال شهر رمضان المبارك، تأخذكم بوابة دار الهلال يوميًا في رحلة مع واحد من صحابة رسول الله ﷺ الذين بذلوا جهدهم لنصرة الإسلام وتقوية دعائمه، ونستعرض اليوم ملامح من رحلة الصحابي «علي بن أبي طالب»
هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وهو ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، كما أنه أول من أسلم من الصبيان، ومن كتاب الوحي، وهو رابع الخلفاء الراشدين.
ولد علي بن أبي طالب في مكة المكرمة، بعد ثلاثين عاما من عام الفيل، وحينما كان طفلا مرت على مكة سنين عسيرة وضيق أثر على الأحوال الاقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب والده ثلاثة أبناء: علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه الرسول محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولدا من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفا للعبء الذي عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ محمد عليا، فتربى في بيته وكان ملازما له أينما ذهب، وتزوج من السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله، كما أنه شارك في كل الغزوات مع الرسول ما عدا غزوة تبوك.
ومن مآثره مع الرسول أنه في اليوم الذي عزم سيدنا محمد الهجرة من مكة إلى "يثرب" المدينة المنورة، اجتمع سادات قريش في دار الندوة واتفقوا على قتله، فجمعوا من كل قبيلة شاب قوي وأمروهم بانتظاره أمام باب بيته ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، وحسب المؤرخين أنه جاء الملك جبريل إلى النبي محمد وحذره من تآمر القريشيين لقتله، فطلب النبي محمد من علي بن أبي طالب أن يبيت في فراشه بدلا منه ويتغطى بثوبه الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على هجرة النبي وأحبط مؤامرة أهل قريش، وبذلك أصبح أول فدائي في الإسلام بعد تلك الليلة.
اغتيل علي بن أبي طالب في المسجد الكبير بالكوفة، في العر اق، على يد أحد الخوارج يدعى عبد الرحمن بن ملجم في الـ 21 من رمضان 40 هـ،وكان ثالث خليفة يتم اغتياله بعد عمر وعثمان رضي الله عنهما.